الريال اليمني يستعيد شيئًا من قيمته أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' ''فضيحة''.. مليشيا الحوثي تُعين تاجر مخدرات في منصب مدير أمن مكافئة وإشادات بأول فوز لأهلي صنعاء في بطولة الخليج للأندية محافظ مأرب يؤكد دعمه الكامل للمجلس الطبي الأعلى ويشدد على حماية المواطنين من الأخطاء الطبية الحوثيون يشيعون ''الزليل'' عسكري في القوات البحرية قتلته أميركا هل هُزم حزب الله، أم فشلت إسرائيل؟ تعرف على بنود اتفاق وقف الحرب في لبنان السبت والأحد القادمين إجازة رسمية في اليمن على وقع حراك دبلوماسي بالرياض.. الحكومة اليمنية تؤكد وجود مساعٍ لإطلاق عملية سياسية جديدة في اليمن منظمة الصحة العالمية تُعلن عن 280 حالة وفاة بمرض الحصبة في اليمن بعد هدنة لبنان.. القصف الإسرائيلي يدك غزة واعتقالات بالضفة
أن العظماء يؤسسون بأعمالهم مكانة تتلاءم مع أنجازاتهم ويظلو خالدين في ضمير اممهم ما بقيت مشاريعهم وامتد تأثيرهم في حياة شعوبهم , والامم الوفية لقادتها وعظمائها تنعيهم في ذكري رحيلهم رغم بقاء مشاريعم والاستمرار علي تعليمهم ,
ففي امريكا الامة الوليدة منذ حوالي 200 سنة فقط , هناك اربعة رؤساء يطلقون عليهم الاباء المؤسسين للولايات المتحدة وقد رحلو كما رحل غيرهم , ولاكن لم ترحل انجازاتهم ولا مشاريعهم ولازالت الامة الامريكية وفية لهؤلاء الأباء المؤسسين وتسير علي نهجهم , وملتزمة بتعاليمهم , لذلك تقدموا
أما الامة العربية فلا تقدر قادتها ولا تستفيد من تجربتها ولا تحافظ علي انجازتها , وبمجرد رحيل قادتها ترحل معهم أحلامهم ومشاريعم وتدفن معهم أنجازاتهم , و تبدأ الامة من جديد مع رئيس جديد و عهد جديد عكس ما كانت علية وضد ما قامت إلية , فتهدم ما تم بنائة وتتنكر لمن قام بأنجازة وتلهث وراء اعداء الامس تستجدي منهم الافكار البالية وتعيش علي ما تبقي منهم من ثقافات ماضية .
وفي ذكر رحيل ناصر والناصرية قبل تسعة وثلاثون عاماً ,في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1970 , لا نملك إلا أن نسترجع التاريخ و الاحداث , ونقيم الثوابت و المتغيرات , لنري ان كنا نسير في الاتجاة المطلوب لأستعادة الحق المغصوب ,ورفاهية الشعب العربي المغلوب , أم مازلنا نركد خلف سراب مكذوب , بعد رحيل القائد ناصر العرب الموهوب .
وكمثقف مصرى الهوي وعربى الثقافة و الجذور سوف اتطرق الي النواحي الصحية والتعليمية والسلوكيات الاجتماعية من مجالات الحياة والتي تؤثر بصورة مباشرة علي حياة المواطن المصري خاصة والعربي عامة , واترك النواحي السياسية لدهاقنة السياسة والنواحي العسكرية لأهل الخبرة والكياسة .
فبعد تحرير الفلاح المصري من ربقة العبودية والمهانة ، علي يد الزعيم العربي التميمي ناصر الفلاحين , والقضاء علي الاقطاع ببرنامج الإصلاح الزراعي , ورفع الفلاح الي مكانة الذي يستحق , وتملكة أرضة التي يزرعها , وصل حالة اليوم الي المستوي الذي تم فية السماح للنائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية ماريا تيريسا بزيارة منطقة دهشور في حي الهرم في محافظة الجيزة في القاهرة الكبرى وقيامها بتوزيع 30 مليون جنيه (6.3 ملايين دولار) على بعض الفقراء , بمصحبه وفد اعلامي كبير حيث سلمت 1500 جنيه لكل شخص وقد التقطت صورة لاحدى العجائز وهي تقبل يد المسؤولة الإسبانية.
مما اضطر احد اعضاء مجلس الشعب المصري الشرفاء الي تقديم بيان عاجل إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية طالب فية بوقف جميع أشكال المنح والقروض الأجنبية معتبرا السماح لوفود أجنبية بزيارة المناطق الفقيرة وتسليم منح مالية لأهلها «انتهاكاً للسيادة المصرية» ومعتبرا ان ذلك يمس الكرامة المصرية , متسائلاً عن عدم مرافقة رسميين مصريين لها في تلك الجولة، «وكان مصر سداح مداح لأصحاب المنح الأجنبية» على حد قوله.
والسؤال هل كان لهذا ان يحدث في عهد عبد الناصر أو في عهد رجل من رجالة الذين نشأو علي مبادئ العزة و الكرامة العربية , هذا سؤال يريد الجواب ؟؟ فهل من مجيب ؟؟ .
اما في مجال التعليم , فبعد ان أرست الثورة وزعيمها مجانية التعليم والتي خرجت علماء واساتذة ومهندسين حصلو علي تقدير واحترام العالم في جميع المجالات امثال د.احمد زويل و د. مجدي يعقوب وغيرهم الكثير مما يصعب حصرهم ,نري الأن التعليم في مصر يمر بأزمة لاتخفي علي احد ويحضرني تشخيص الدكتور خليل فاضل مستشار الطب النفسي لحالة التعليم في مصر بقولة : \\\"إنه ما بين تناقض تصريحات المسئولين وكثرة التغييرات في التعليم الحكومي واختلاف المناهج وتعديلها إلي الجامعات الخاصة والمعاهد الجديدة والتعليم عن بعد وإلي تلك الكثافة اللامعقولة من دكاكين الشهادات الخاصة التي تعلن عن نفسها علي كل ناصية وفي كل شارع وفي الصحف اليومية وفي الإذاعة والتليفزيون في ظل كل ذلك أصبح التعليم في مصر في محنة وأزمة متفاقمة\\\"
والسؤال هل كان لهذا ان يحدث في عهد عبد الناصر أو في عهد رجل من رجالة الذين عملو جاهدين علي توفير التعليم وجعلة متاح لجميع افراد الشعب,و نشأو علي مبادئ العزة و الكرامة العربية , هذا سؤال يريد الجواب ؟؟ فهل من مجيب?? .وبالنسبة للمجال الصحي , فبعد الرعاية الصحية التي وفرتها الثورة وجعلتها متاحة لجميع افراد الشعب ,نري الأن اجواء من البؤس الاجتماعي والاهمال الصحي و التدهور الاخلاقي ادت الي وجود و انتعاش تجارة وسرقة الاعضاء في انحاء مصر , وظاهرة اطفال الشوارع , وسرقة وبيع الاطفال للخارج والداخل ,وانتشار الامراض النفسية و العصبية , والاوبئة وتلوث مياة الشرب بمياة الصرف , وحذف الأدوية الرئيسية للأمراض المزمنة من قائمة الصرف , مما اضطر الدكتور حسن عبد الفتاح الرئيس الأسبق لهيئة التأمين الصحي الي اصدار تحذير من اشتعال ثورة المرضي الفقراء .
والسؤال هل كان لهذا ان يحدث في عهد عبد الناصر أو في عهد رجل من رجالة الذين عملو علي توفير التأمين الصحي لجميع افراد الشعب و نشأو علي مبادئ العزة و الكرامة العربية , هذا سؤال يريد الجواب ؟؟ فهل من مجيب ؟؟
وفي المجال الثقافي و الاعلامي , فبعد أن كانت لمصر الريادة في جميع المجالات الثقافية و الاعلامية في عهد ناصر والناصرية , يكفي الأن الاشارة الي ما حدث لمرشح مصر وزير الثقافة المصري فاروق حسني من خسارته في انتخابات رئاسة منظمة “اليونسكو” الأخيرة، وهو منصب يستحقه فاروق حسني ، ومن المفروض ان يكون للعرب عامة ولمصر بسبب تاريخها وموقعها خاصة , و لاكن المهزلة التي صاحبت عملية الترشيح من محاولات استرضاء الاعداء والاهتمام المفاجيء بمراقد ومرابط ابي حصيرة وغيره ، مما يعكس تخبط الروئية وعدم الثقة بالنفس والتي عمل الزعيم الراحل منذ بداية الثورة المجيدة الي أخر يوم في حياتة علي بنائها و زرع العزة والكرامة في نفوس ابناء هذة الامة .
ويبقي السؤال هل كان لهذا ان يحدث في عهد عبد الناصر أو في عهد رجل من رجالة الذين نشأو علي مبادئ العزة و الكرامة العربية وعدم الاستسلام لأي ضغوط وتحت اي ظروف , هذا سؤال يريد الجواب ؟؟ فهل من مجيب ؟؟ .
إن أي تقدم لهذه الأمة والحل لقضاياها العادلة لا يمكن أن يأتي كثمرة لتعزيز العلاقات مع اعداء هذة الامة ولا يمكن لحالنا أن ينصلح في ظل تبعيتنا لغيرنا في مختلف المجالات , واقتلاعنا من جذورنا العربية والتباعد بيننا وبين قومنا , لقد أن الاوان كي نعود الي جذورنا ونقدر قادتنا وزعمائنا ونستلهم الطريق علي ضوء ما انتجتة عقولنا وتجاربنا الوطنية ، وهذا ما يفهمه المواطن المصري كما يفهمه أي مواطن عربي.
نبيل عواد المزيني
*باحث و كاتب - الولايات المتحدة