الشيخ صادق الأحمر: صافحت من اشتبكنا معهم بالسلاح في صنعاء.
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 11 يوماً
الجمعة 12 إبريل-نيسان 2013 10:34 م

قال الشيخ صادق الأحمر عضو مؤتمر الحوار الوطني في اليمن وشيخ مشايخ قبيلة حاشد ذات النفوذ الواسع سياسيا وقبليا إن القبيلة في اليمن لا تقف ضد أمل قيام دولة مدنية في البلاد، وذكر الأحمر في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في صنعاء أنه التقى ضمن مؤتمر الحوار مع من تواجه معهم بالسلاح أثناء المعارك التي دارت في صنعاء بين مقاتليه والقوات الحكومية ومن وقف معها، مؤكدا أن الحوار يجب ما قبله. وأكد الأحمر أن حل قضية صعدة التي هو عضو في فريق عمل حلها ضمن مؤتمر الجوار يتأتى من خلال بسط سيطرة الدولة على المحافظة وعودة المهجرين وإعادة الإعمار. وذكر الأحمر أنه التقى قيادات في الحراك الجنوبي مؤكدا أنه لمس تغيرا في بعض المواقف المتشدد إزاء الوحدة اليمنية. وفي مايلي نص الحوار:

حاوره: محمد جميح

* أنت عضو في مؤتمر الحوار الوطني الذي يؤمل أن يؤسس لمرحلة جديدة.. كيف تنظر إلى سير أعمال المؤتمر، وكيف تتوقع النتائج؟

- لا شك أن هناك صعوبات وتباينات في وجهات النظر داخل المؤتمر وهذا أمر طبيعي، والمطلوب أن يتحدث الناس في المؤتمر عن كل همومهم وتطلعاتهم ويطرحوا مخاوفهم ليتم مناقشة الأشياء بوضوح وصدق وشفافية، واليمن فوق الجميع والمؤتمر هو البوابة التي يلج اليمنيون من خلالها إلى المستقبل الزاهر بإذن الله تعالى، أما النتائج فنحن نأمل أن يخرج المؤتمرون بالنتائج التي تحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتجعله قادرا على تجاوز الصعوبات الاقتصادية الكبرى والتفرغ بعد كل ذلك لمرحلة جديدة من الوئام والوفاق والبناء والتطوير وسيادة القانون كما نعول على استمرار رعاية الأشقاء في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين لهذا العمل الوطني الكبير من أجل نجاح الحوار ووصول السفينة إلى بر الأمان.

* يطرح البعض أن القبيلة والمشيخات القبلية تقف حجر عثرة أمام هدف الوصول إلى الدولة المدنية الحديثة. كيف يمكن التوفيق بين الحفاظ على التراث القبلي والدخول في مدنية الدولة؟

- قلنا مرارا وتكرارا إن قبائل اليمن ليست كقبائل الأمازون، القبيلة في اليمن هي بانية سد مأرب وهي صاحبة حضارة سبأ وذي ريدان، القبيلة في اليمن هي التي بنت مكة المكرمة في عهد نبي الله إبراهيم وهي التي تكونت منها الأوس والخزرج في بداية الإسلام وهي التي خرجت تنشر الدعوة الجديدة وشاركت في الفتوحات ونشر الإسلام وهي التي نشرت الصورة الرائعة للإسلام في شرق آسيا.

لم يكن أولئك الرعيل الأول من دكاترة الجامعات ولا من المثقفين بالمعنى المعاصر كانوا قبائل يمنية أصيلة ولا يوجد يمني لا يرجع للقبيلة ويلوذ بالقبيلة لأنه منها وهي منه.

وعادات وتقاليد القبيلة اليمنية لا تتعارض مع الدولة المدنية والقانون والشرع إلا إذا كان المقصود بالمدنية نبذ الشريعة الإسلامية فهذا شيء آخر فالقبيلة اليمنية تريد المدنية والتحديث والتطوير وأبناء القبائل اليوم فيهم المهندس والطيار والطبيب والمبرمج والمحاسب والإداري والضابط، فلا تعارض بين أعراف وتقاليد القبيلة اليمنية المنبثقة عن الشريعة الإسلامية الغراء والتقدم والتطور والتحديث الذي نحن منه ونحن معه.

* لا بد أنك قابلت في قاعة المؤتمر من اشتبكت معهم بالسلاح في الفترة الماضية، كيف كان شعورك وأنت تلتقي بمن قاتلوك في أكثر من مكان في صنعاء؟

- الحوار يجب ما قبله، فقد دخلنا الحوار الوطني عن قناعة بأن ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة ونضمد فيها الجروح حتى نخرج بلادنا مما وصلت إليه من سوء وتدهور وتخلف جراء السنوات العجاف التي امتدت أكثر من ثلاثة عقود، يكفي اليمنيون معاناة وحرمانا وقد قابلت الكثير من الذين اختلفنا معهم وبادرتهم بالسلام والمصافحة من أجل سلامة اليمن واستقراره وعزته ورخائه يهون من أجلها كل شيء حتى ولو ضحينا بدمائنا من أجلها، إن من حق اليمنيين أن يعيشوا آمنين مطمئنين منعمين كما يعيش غيرهم وهم أهل لذلك وقادرون على أحداث التغيير المطلوب وعفا الله عما سلف.

* تم اختيارك عضوا في فريق العمل المكلف بحل مشكلة صعدة، كيف ترى إمكانية حل هذه المشكلة؟

- مشكلة صعدة ليست أكثر خطورة من مشكلة الجنوب وإذا عدنا بالأمور إلى نصابها الصحيح فإن الحلول ستكون حاضرة وهناك مشروع سابق للصلح بين الدولة والحوثيين يمكن إعادة النظر فيه، والأهم من ذلك هو حل مشكلة المشردين وإعادة أعمار صعدة وبسط سيطرة الدولة على المحافظة وتسليم الأسلحة الثقيلة والحربية وممارسة العمل السياسي وفق الدستور والقانون ونحن إخوة مع الجميع.

* هناك آلاف النازحين الذين هجرهم الحوثيون من صعدة، والذين لا يوجد من يمثلهم في الفريق الخاص بحل مشكلة صعدة. كيف يمكن النظر إلى حل هذه الإشكالية في ظل استمرار السيطرة العسكرية لعناصر الحوثي على المحافظة؟

- لهذا السبب لم تعلن حتى تاريخه رئاسة لجنة صعدة، فهناك أطراف تريد أن تنفرد بتمثيل صعدة وهذا ليس منطقا سليما ولا عادلا.

* هناك من يتهم بيت الأحمر بمحاولة الاستحواذ على ثورة الشباب، وهناك من يطالب برحيل الشيخ صادق مع غيره من المشهد السياسي لكي تتم عملية الانتقال السلمي للسلطة. كيف ترد؟

- هذه الإشاعات يرددها النظام السابق وأبواقه للتأثير على مسار الثورة الشعبية السلمية التي نهض بها الشباب أولا حتى يوجدوا شرخا بين القوى التي ساندت الثورة وشباب التغيير ونحن أكدنا أكثر من مرة أن الثورة الشبابية السلمية هي ملك للشباب ونحن دعمناهم ووقفنا إلى جانبهم وسنظل على موقفنا هذا، والرحيل اسطوانة مشروخة يرددها بعض الحاقدين علينا فنحن هنا من دون حصانات ولا ضمانات ومن له دعوة علينا فمرجعنا جميعا القضاء نحتكم إليه لنا وعلينا فنحن أيدينا بريئة من دماء الشباب الذين قتلوا في ساحات الحرية في مختلف المحافظات وقد دفعنا الثمن مع شباب الثورة حين قام النظام السابق باستهدافنا في منازلنا بالصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة، وظللنا مدافعين عن بيوتنا وأهلنا ولم ننجر لمخطط الحرب الأهلية التي كان يرسمها تجار الحروب.

* استغل الحوثيون الخلافات بينكم وبين معسكر الرئيس السابق للتمدد داخل صنعاء. هل هناك أي نوع من أنواع التواصل بينكم وبين معسكر الرئيس السابق في إطار المصالحة الوطنية؟

- لا يوجد تواصل مع النظام السابق الذي أصبح اليوم منسقا مع الحوثيين ومع كل من يريد عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحادي عشر من فبراير (شباط) 2011م.

* التقيتم مؤخرا قيادات في الحراك الجنوبي الذي يطالب فريق منه بفصل جنوب اليمن عن شماله. كيف تقيمون لقاءكم بالقيادات الجنوبية؟ وهل تلمسون تغيرا في المواقف المتشددة إزاء الوحدة اليمنية؟

- نعم التقينا نحن والإخوان قيادات الحراك السلمي العاقل ولقاءاتنا كانت طيبة وإن شاء الله تستمر لقاءاتنا بنفس الروح الطيبة وإن شاء الله نصل إلى نتائج طيبه ولمسنا تغييرا كبيرا في المواقف المتشددة ونأمل نجاح كل قضايا الحوار.

* كيف تنظرون إلى تشكيل لجنة لتسوية المظالم التي وقعت في الجنوب بعد حرب 1994؟ وهل أنتم طرف في وقوع هذه المظالم كما يتحدث خصومكم السياسيون؟

- نحن مع تشكيل هذه اللجنة التي جاءت متأخرة وكان المفترض أن تبدأ من وقت مبكر حتى يعرف الجميع حجم الظلم الذي حل بالمحافظات الجنوبية ومن هم الذين ظلموا إخواننا في المحافظات الجنوبية واللجنة اليوم تواصل أعمالها ونحن راضون عن أدائها ونطلب منها مضاعفة الجهد ووضع الحلول والمعالجات المنصفة لكل مظلوم أيّا كان.

والأساس هو رد المظالم إلى أصحابها وحينها سيتبين للجميع من هي الأطراف التي شاركت في السلب والنهب والاستيلاء على ممتلكات الناس في كل محافظات الجمهورية دون استثناء.