علي سالم البيض.. سياسي قلبه طيب أضاع الانفعال مجده
بقلم/ نجيب غلاب
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر
الخميس 27 أغسطس-آب 2009 03:19 م

دخل الثورة في اللحظة الحاسمة، سلم حضرموت لرجال الثورة فتقدم الصفوف، ومن معارك ظفار غرق في نضال اليسار، نضال أسسوه على تاريخ مضى، ومن فلسفة التحرير تخلق عنف الرصاص، أنهزم اليسار وانتصرت أعلام لندن في عمان، إنها لعبة التاريخ وسحره العجيب، تقدمت الرجعية وأصبحت مأوى تقدمياً ضاع في رجعية الانفصال، تاريخ نضالنا له ألف وجه ومليون لغز، تائهون في حبال الخداع، شياطين من رجال تصنعهم مسارح الحياة، غامضة هي أيامنا في صراعات الدهاة.

مارس السلطة بروح صوفية لها وجه حضرمي وعشق لانتماء أكتشفه في زحمة الصراع، كان وفياً لواقع الجنوب، توحد الجنوب بعصبية الإنسان، دمر الفكر هوية الناس بمعول ماركس المزور، ربما كان فكر اليسار ضرورة اللعبة، وفي سلطة مغرية فقد الفكر معناه، أكلت الثورة نفسها في وعي لم يكتمل، كلّ رجع إلى قريته، دورات عنف أكلت سحر الكلام، عرش غارق في الدماء.

عاش في السلطة بموقف مشتت من صراع الرفاق، يساري فقد عذريته في أمانيه الغامضه، يعبر عن غضبه بالهروب، له وجه ضبابي مسكون بالذكاء. فار دمه بالعشق للأنثى، دعارة الساسة بلا معنى في هوية النساء، خسر السلطة من أجل قلبه، تقدمي هزمته تقاليد امرأة، يافعية حرة لها هوية قحطان الأبية.

حارب من جديد ومن وراء الجدر قاد رفاقه معركة المؤامرة، عاد إلى السلطة بأمان، وفازت مُلك بالمعركة، لعنة الهزائم هوية البنادق، مقتلة أصابت الرفاق في معارك التصفيات الغريبة، ربما لحظة صنعها خوف متهور، خرج منها بلا جراح، اختفى فتاح ومعه قادة كبار، انتصرت الطغمة على الزمرة، فاز بالقيادة عاشق الحياة في لحظة مريبة، إنها لعبة التاريخ الملعونة، انتصر المطرود بعد حين، حرب وحدوية عمدها الثأر والانتقام.

دخل الوحدة بالاندماج، لم يكتشف مكر صالح باكرا، غرور الساسة خنجر مسموم، خدعه صالح في شروط مقبولة صاغها الخوف والطمع، شروط صنعت بذور الفناء، تاريخ منسوج باللعبة الخفية، دولة الوحدة جسدان في روح واحدة مقتولة، مؤامرات صنعها جحيم صراع عبثي، صراع يدور بين أوغاد غارقين في أماني الغنيمة، واوهام عقائد من بلاء.

لا يقود الصراع بالمغامرة، لديه جنون الإرتياب، لا يخوض غمار الحرب بلا رفاق كبار، وبلا حلفاء قراراتهم من جحيم التحدي والنار، قرارات طيب القلب بلا عقل، انفعال اللحظة ورطة من عذاب، صادق في فعله، عاطفي يبحث عن ذاته في أمن البقاء، انفعالاته إيحاءت من نفس ساذجة طافحة بتآمر المستشار، عبر عن غضبه بالاعتكاف، وحدوي صادق ابتعلته مثاليات الأماني، لا حياة لميت بلا روح، إرادة الانفصال انتحار، شرعية الردة من فراغ، قوة الزمرة سيف صالح في معركة الفناء، الانفصال خيار الغباء، الداهية السبئي نسج للبيض وحزبه الف خطة، رحل البيض بلا عزاء اعتكف في كهف حلمه، غرق الجميع في معركة العبث، تاه البيض في ساحة يمانية ولاءاتها بالكلام، تاريخ مكرر، قوة المال والعسكر صرخة قاتله، رعاة العقائد أتباع لمن غلب، قادة التراجع أفعالهم تبحث عن كنز مفقود.

مساكين رفاق التنظير، تاه البيض في حسابات زائفة، ربما كانت الحرب هروباً من جحيم السياسة، مغامرة قلقة في زمن مسكون بالضياع، الخسارة هروب من لعنة المقاومة، خسر المقاتلون وفاز البيض بنعيم عزلة مشبعة بكنز مخزون وعطاء ممنوح، أناني لم يحس بمعناة النضال، خاض تجربة العزلة وعاش حياة الخمسة نجوم بلا هيبة أو نفوذ، مملة حياة بلا دماء، أعجبه الخروج، أكل عليه الدهر وشرب، خطيئة ملعونة تلاحقه، مرة أخرى لم يستفد من تجربة الانتحار، أنكر الحزب بعد ان قتله، تشيع للعرق في زمن العروبة الضائعة، ضائع قي متاهات الحسابات البالية، أخلاق العظماء تائهة في الانتقام، سذاجة الجمهور هي وقود الجنون، صوت الوحدة والفرقة حقيقة ضائعة بين غباء الضحايا وحمى قيادات لا تريد أن تغادر التاريخ المستباح، دماء البسطاء وقود الكبار، حروب الغنائم سحر يفتك ببلادة الهوام.

كلام الغرف المكيفة بطولة ناعمة تبحث عن وجود، لا يفقه البيض كتاب الأمير، السلطة هبة التاريخ العمياء، ينالها رجال مغامرون، يأسهم يخلق الرغبة في الحياة، إنها أسرار القرون، لا يحيا في السلطة إلا من آمن أن القيمة أصل الوجود، التاريخ حياة يصنعها من يمشي على شفرات السيوف، السلطة رغبة مجنونة مأواها قلوب فاسقة تهوى القتال وحب الحياة، الخوف من لحظة الفناء سم الأمراء، التاريخ فكرة يصنعها أشقياء قلوبهم من حديد، احلامهم ينسجها دم بارد ونيران عقل من دهاء، الحكم مجد مقتول في طفرة الانفعال، البيض أضاع مجده في مثاليات من سراب، في تناقضات من غباء وذكاء.