آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

عام السقوط الدولي
بقلم/ محمد الشحري
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 26 يوليو-تموز 2011 01:56 م
يبدو أن سنة2011 ستدخل التاريخ باعتبارها سنة دولية للسقوط، ولا أعني هنا سقوط الأرواح سواء في التفجيرات الدموية هنا وهناك ولا بسبب الكوارث الطبيعية ولا حتى سقوط الأنفس في الحوادث المرورية، فهذا السقوط أزلي ودائم التكرار منذ أن سقط آدم من الجنة وسقوط ابنه هابيل قتيلا وحتى هذه اللحظات.
بل أقصد سقوط الشخصيات والأنظمة وحتى الأندية الرياضية، فقد افتتح نظام زين العابدين بن علي في تونس موسم السقوط في 14 يناير الماضي، ثم لحق به نظام حسني مبارك في مصر، ثم وصل السقوط إلى اليمن، لكن النظام لم يسقط بل سقط بدلا عنه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي جُرح بعد تفجيره قصره، ونقل إلى السعودية – حاضنة الرؤساء الجرحى والمخلوعين-، كما تتداعى للسقوط الآن جماهيرية الأخ العقيد - عميد الحكام العرب وإمام المسلمين-، و يلوح في الأفق سقوط نظام الأسد في سوريا، وبسقوطها هذه الأنظمة تنهي معها عقودا من الاحتكار للسلطة والكراسي والثروات وأيضا عقودا من الظلم للشعوب وانتهاك حقوق المواطنين وانتشار الفساد والمحسوبية، وتآكل مؤسسات الدولة إن لم يكن انعدامها.
وعلى مستوى سقوط الشخصيات فقد بدأها الفرنسي دومينيك ستروس كان، رئيس البنك الدولي، الذي أُسقِط أو سقط بسبب تحرشه الجنسي بنادلة فندق في نيويورك في شهر مايو الماضي، مع أنني لا أستبعد أن يكون سقوط الرجل قد دُبِّر له بليل، فربما حيكت للرجل قصة مشابهة لحكاية بيل كلينتون مع الحسناء مونيكا، ولكن سقوط دومينيك لا يمثل شيئا أمام سقوط الإمبراطور الإعلامي روبرت ميردوخ الذي سقط نتيجة مخالفة مؤسسته لمهنية العمل الإعلامي، فميردوخ الاسترالي المولد الأمريكي الجنسية بنى له إمبراطورية واسعة من الشبكات الإعلامية في العالم إذ تملك شركته نيوز كوربوريشن، صحيفة المال والأعمال في الولايات المتحدة (وول ستريت جورنال) وصحيفة (نيويورك بوست)، وصحيفة (التايمز) و(صنداي تايمز) وصحف التابلود (صن) في بريطانيا، إضافة إلى امتلاكه أقدم صحيفة في بريطانيا (نيوز أوف ذي وورلد) التي توقفت بسبب فضيحة التنصت على السياسيين والمشاهير في بريطانيا إضافة إلى الناجين من تفجيرات لندن، كما تلاعبت الصحيفة بقضية مقتل الطفلة ميلي داولر(13سنة) التي اخُتطفت ثم قُتلت، بينما المحقق الخاص مالكير يستمع للرسائل التي تصل إلى هاتف الطفلة ويسمح البعض منها لكي يستقبل جهاز الهاتف رسائل أخرى، الأمر الذي جعل والديّ الطفلة يعيشون على أمل أن ابنتهم ما زالت على قيد الحياة.
استحواذ ميردوخ على شبكة (سكاي نيوز) الإخبارية الشهيرة، ويمتلك منذ 1984 شركة السينما الأمريكية ( The Century Fox 20th)، وبذلك يكون الرجل قد امتلك سلطة إعلامية لا مثيل لها في العالم تتدخل في رسم سياسات البلدان، إذ كان له تأثير في وصول السياسيين البريطانيين إلى سدة الحكم، وسقوطه يمثل حرجا للحكومة البريطانية الحالية برئاسة ديفيد كاميرون.
وبسقوط إمبراطورية ميردوخ وانتشار سمعته السيئة، يسقط الإعلام الداعم لإسرائيل والذي شوه صورة العرب والمسلمين في الغرب، وفي جانب آخر قد يكون سقوط إعلام ميردوخ فرصة للقضية الفلسطينية للتعريف بعدالة قضيتها أمام الرأي العام العالمي، والتعريف بآلام الشعب الفلسطيني ومعاناته خلال العقود الماضية من الغطرسة الإسرائيلية، ومن طمس الإعلام الدولي المملوك صهيونيا لحقيقة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فلسطين التي تسعى هذه الأيام إلى كسب تأييد عالمي بالذهاب إلى الأمم المتحدة وإعلان قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 في شهر سبتمبر القادم.  
أما مسلسل السقوط فلم ينحصر في مجال السياسة والإعلام فقط، بل امتد إلى المجال الرياضي، إذ هبط نادي (ريفر بليت) أشهر نادٍ في الأرجنتين وفي أمريكا اللاتينية إلى الدرجة الثانية في الدوري الأرجنتيني، وهي سابقة لأول مرة في تاريخه المتوج بالبطولات والانتصارات، لكن يبدو أن الماضي لا يشفع وحده للساقطين والمتساقطين.