ماذا طلبت الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن وما الدعوة التي خاطبت بها إيران؟ 8 دول بينها السعودية تعلن استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق رئاسة هيئة الأركان تنظم حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الفريق ناصر الذيباني. تصعيد عسكري حوثي في تعز.. القوات الحكومية تعلن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات واحباط محاولات تسلل قرار جديد للمليشيات الحوثية يستهدف الطلاب الذين يرفض أولياء أمورهم سماع محاضرات زعيم الحوثيين تحرك للواء سلطان العرادة وتفاصيل لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة في التحالف العربي الفريق السلمان إلى جانب اتهامات سابقة.. أميركا توجه اتهام جديد لروسيا يكشف عن تطور خطير في علاقة موسكو مع الحوثيين النشرة الجوية: طقس جاف شديد البرودة خلال الساعات القادمة ومعتدل على هذه المناطق صحيفة أميركية تقول أن حماس وافقت لأول مرة على مطلبين لإسرائيل جولة ساخنة في أبطال أوروبا.. برشلونة يقترب من التأهل وسقوط جديد لمان سيتي
في غضون عقدين من الزمان، حققت تركيا ثورة في عالم الدراما، إذ أصبحت تركيا ثاني أكبر دولة في العالم تصديرا للدراما، وتصل المسلسلات التركية إلى مئات الملايين في أكثر من 150 دولة في العالم.
لقد غدت الدراما التركية جزءا مهما من القوة الناعمة لتركيا، استطاعت من خلالها جذب أنظار العالم إلى السياحة فيها، والتعريف بلغتها وثقافتها وتاريخها، والاستثمار فيها. خريطة المسلسلات التركية مختلفة عما نعتاده من تصوير المسلسل، ثم عرضه، فمن شدة التنافس في هذا القطاع، يتم استبعاد المسلسلات التي لا تحقق نسبة مشاهدة عالية، ومن ثم لا يتم تصوير سوى عدد محدود في البداية، يتم عرضه لاختبار نسبة المشاهدات، وهذا قطعا يتيح لصناع العمل التعديل في سيناريو الحلقات اللاحقة.
وما ساعد على ترويجها في العالم العربي دبلجة المسلسلات باللغة العربية، وبالذات اللهجة السورية، ما أحدث التقارب بين المشاهد العربي والشأن التركي، بل امتد إلى العالم بأسره، إذ يتم عرض بعض المسلسلات الناجحة كمسلسل «قيامة أرطغرل»، بعدة لغات، ما عزز اهتمام العالم بالدراما التركية.
ثمة تحولات بارزة في الدراما التركية في السنوات الأخيرة، قفزت بها إلى هذا النحو الذي جعلها قوة مؤثرة محليا وإقليميا وعالميا، ففي الماضي كانت الدراما كأي قطاع يخضع لسيطرة النخبة الأتاتوركية، ترسخ القيم العلمانية للجمهورية التركية، لكن ظهر في السنوات الأخيرة تيار درامي هادف ومحافظ، يحظى برعاية حكومية، ويقدم مزيجا متنوعا يرضي جميع الأذواق، ويحقق الفائدة المرجوة منه ثقافيا واقتصاديا وسياسيا. فهناك طفرة في الأعمال التاريخية التي أبهرت العالم، تبرز مراحل قيام وتطور الدولة العثمانية، وتركز على الحقبة الأخيرة من الدولة العثمانية، والمؤامرات العالمية التي تعرضت لها، والمعارك الحربية الكبرى التي خاضتها الدولة العثمانية، والشخصيات البارزة في التاريخ العثماني.
هذه النوعية، ربطت الأتراك بتاريخهم الذي أُريد لهم الانقطاع عنه منذ قيام الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك، كما أنها عرّفت العرب والمسلمين عموما بتاريخ الدولة العثمانية التي تولت زمام الأمور في المنطقة العربية أربعة قرون، ولفتت أنظار العالم إلى التاريخ العثماني الذي قام المستشرقون والمفكرون الغربيون باجتثاثه وتشويهه.
ومن أبرز المسلسلات التاريخية التي قدمتها تركيا «قيامة أرطغرل، المؤسس عثمان، السلطان عبد الحميد، كوت العمارة، فلينتا، خير الدين بربروس»، وغيرها من الأعمال الدرامية التاريخية. وقد لاحظت أنه تزامنا مع توجهات الأتراك لاستيعاب الدول الناطقة بالتركية وتوطيد العلاقات معها وجمعها في كيان واحد، بدأت تظهر أعمال درامية تتناول أحداثا وشخصيات بطولية لا تنتمي للتاريخ العثماني، ولكنها تنتمي للقومية التركية بصفة عامة، فمصطلح الترك يعبر عن مجموعة الإثنيات اللغوية لعدد من الشعوب، مثل الآذر والكازاخ والقيرغيز والتتار والأوزبك وغيرهم، وتعبر عن حضارات قديمة كالسلاجقة، ولذلك رأينا ضمن ما أنتجته الدراما التركية مسلسل «نهضة السلاجقة»، ألب أرسلان وهو أحد أبرز قادة وحكام الدولة السلجوقية، ومسلسل «جلال الدين الخوارزمي» أحد السلاطين العظام للدولة الخوارزمية وآخرهم، وهي الدولة التي حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الوسطى وغرب إيران.
. وقرأت أنه منذ فترة يجري العمل على إنتاج مسلسل ضخم عن صلاح الدين الأيوبي، وأرى أنه يتم تقديم هذه الشخصية العظيمة إلى العالم الإسلامي بصفة عامة باعتبار صلاح الدين محرر القدس من أيدي الاحتلال الصليبي، وإلى الأكراد بصفة خاصة باعتبار أن صلاح الدين كردي الأصل، في ما يبدو أنه أحد أشكال استيعاب المكون الكردي. وهناك وجه آخر للدراما التركية، يجسد التحديات التي تمر بها الجمهورية التركية في السنوات الأخيرة، فرأينا مثلا عقب الانقلاب العسكري الفاشل أعمالا فنية تتناول الانقلاب وأحداثه وتضحيات الشعب التركي مثل
فيلم «وقت الشفق»، وفيلم «الوطن» للممثل التركي الشهير نجاتي شاشماز، بطل مسلسل «وادي الذئاب»، الذي يعد بدوره ملحمة في إبراز مواجهة الدولة العميقة. التحديات التي تواجهها تركيا على الصعيد الخارجي، والمؤامرات الإقليمية والدولية التي تحاك ضدها، دخلت على خط الدراما التركية، فالمسلسل الشهير «المنظمة» الذي وصلت حلقاته إلى 79 حلقة، بمعدل حوالي ساعتين للحلقة الواحدة، يتناول التحديات الخارجية من خلال مجموعة استخباراتية سرية، تواجه محاولات هيمنة الإمبريالية العالمية على الجمهورية التركية. أظهر هذا العمل الدرامي حرص دول إقليمية وغربية على القضاء على مشروع الطائرات المسيرة من دون طيار، والذي يعد أبرز سمات التطور التركي في الصناعات الحربية، والذي كان له دور بارز في عدة مناطق مشتعلة، وأصبح هذا المنتج حديث العالم بأسره، وضاعف من القدرات العسكرية لتركيا، ويعد شبحا مخيفا لخصومها في المنطقة. ويتعرض
المسلسل إلى المنظمات الإرهابية التي تواجهها تركيا في الشمال السوري وتمثل خطرا على أمنها القومي، ويتعرض كذلك للاضطهاد الذي يلقاه المواطنون الأتراك في الدول الأوروبية من قبل اليمين المتطرف، والمحاولات الإعلامية لتشويه وجه تركيا، وهذا كله قد عاينته في الحلقات الأولى فحسب. ويقال إن المسلسل يحظى برعاية رسمية من هيئة الاستخبارات الوطنية التركية، ويقدم رسائل متنوعة تحض على الوطنية والتفاف الجماهير حول القيادة. الحديث عن الدراما التركيا وتحولاتها يطول، لكن يمكن القول إنها أصبحت قوة اقتصادية وثقافية وسياسية مؤثرة، وإن الاتجاه المحافظ فيها أصبح هو الأبرز. ولع الشباب بتعلم اللغة التركية، والإقبال على السياحة والتعليم في تركيا، تقف الدراما التركيا كأحد أبرز أسبابه،
فماذا عن الدراما العربية؟! لا مزيد عن علامتي الاستفهام والتعجب، فقد صارت الدراما العربية الهادفة حلما لا يجد له رجالا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.