وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل الكشف عن تأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية بين السعودية واليمن مساحات الجريمة تتسع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. مقتل أب على يد إبنه وأربع إصابات أخرى في حوادث عنف متفرقة بمحافظة إب عاجل: المجلس الرئاسي يدين العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن ويناقش مع بن مبارك والمعبقي التسريع بخطة الإنقاذ الإقتصادي أكبر مسؤول اممي وصل سوريا والتقى باحمد الشرع ... يرفع منسوب الأمل ويتحدث عن سوريا الجديدة بوتين يتحدث عن بشار الأسد وماذا سيسأله؟ وسر القبول بالفصائل التي أسقطت نظام الأسد؟
تحدثت في المقال السابق عن حكمة النظام في استغلال أزمات الوطن، وقد كنت تحدثت عن ثلاث سلال أو بالإمكان تسميتها [شباك صيد] والصيادون كثر، والمستهدف الحقيق للأسف نوع واحد من السمك؛ لأن المطلوب هو انقراضه من بحر السياسة، فالدولفين سمك أليف وهادئ فما أحسن اصطياده، وكأنه مطلوب من المعارضة – بحسب ما تفضل به الأستاذ نصر طه - أن تتحول إلى اسماك قرش، على شاكلة المعارضة في (قرغيزيا) حتى تلتهم السلطة بوجبة واحدة ولعل هذا ما يريده الحاقدون الذين لا يرتضون طريق المعارضة السلمي وهو ما يفهم من تعليل الأخ نصر طه المتحدث باسم السلطة؛ حيث أرجع الإصلاحات الاقتصادية في البلاد بسبب تلك الأزمات أو الثالوث الذي ذكرت قبله المعارضة، وأحيانا تذكر بعده ليوحي للناس ارتباط المعارضة بذلك الثالوث وقد صرح بذلك في أكثر من موطن، إذا فالثالوث والمعارضة هم من طغوا وبغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم النظام وكتبته أبواق العقاب. وذلك ما يتضح لنا من مقال نصر المعنون بـ (بين العيدين العاشر والعشرين ما الذي استجد).
ومن أول المقال تعرف أن الكاتب مصاب بـ (حمى المعارضة). (له) نسأل الله الشفاء العاجل من تلك الحمى التي أقضت مضجعه وأطالت سهاده في الليل ليصب عليها جام غضبه وانتقامه في النهار فقد ابتدأ مقاله بقوله: (ونحن نتهيأ للاحتفاء بالعيد الوطني العشرين. فالمعارضة هي المعارضة لم تتغير منذ ذلك الحين، والإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية مستمرة وإن تباطأت وتيرتها اليوم لأسباب كثير).
ولا أخفيكم أن تعابير وجهي تهللت سرورا وقد فرحت جذلا عندما قرأت في نهاية النص السابق المقتبس من مقاله عبارة [أسباب كثيرة] وحينها راودني شيء من الإحساس وزاحمني استفسار مفاده: هل يا ترى خرج نصر طه عن صمته الطويل؛ ليتحفنا بتلك الأسباب الكثيرة وكأن الرجل يحمل في داخله بحرا لجيا من تلك الأسباب فما تراها تلك الأسباب التي سوف ينورنا بها.
وما طفقت تباشير وجهي أن تكتمل فرحتها، وذلك بعد أن أسرعت أبحث عن تلك الأسباب الكثيرة وكنت أمشط الأسطر التي تلي عبارة [الأسباب الكثير] كسرعة البرق، فإذا بالفرحة لم تكتمل وإذا بالتباشير والتهاليل قد تحولت إلى كدر وان شئت قلت قتر؛ فالرجل لم يأت بما هو جديد، وإذا بالأسباب الكثيرة تختزل في ثلاثة، فإذا بي والقراء نضحك أشد الضحك لا من كثرة الفرح بل من هول الفاجعة أو قل الدهشة لأننا نجد دائما أنفسنا أمام تكرار قديم وحينها تأكدت أن الرجل يعاني بمرارة من ألم حمى المعارضة وطلبت من القراء أن يرفعوا أكف الضراعة ملتمسين الدعاء له بالشفاء من تلك الحمى. فما شأن المعارضة حتى تذكرها في المقدمة لتختم بالثالوث. وكأن لسان حال الرجل يقول: إن المعارضة ضل شأنها وحالها هكذا لأنني أنا الرجل الهمام والدينمو الذي كان يحركها وما أن تركتها حتى ركدت وجمدت فظلت على حالها، أما حال السلطة واقتصادها وإداراتها في تقدم يلمسه نصر طه لأنه فيها وبوقها الوفي.
فما الجديد في مقالك وأنت تعيد على مسامع القراء نفس الموال القديم فتتحدث عن المعارضة والثالوث وهيبة الدولة وتلتمس العذر للسلطة في فشلها، وهذا هو الاستثمار السياسي اليمني في وجهه الثاني يكمن في تسخير كثير من الكتبة الذين يروجون لذلك الاستثمار فإذا بك أخي القارئ أمام الاسطوانة المشروخة التي تحدث عنها الجميع في السلطة ابتداء من الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى ووزير الداخلية والخارجية و.. و... فنحن إذا أمام سيل من الخطابات وفي شتى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية يتحدث عن الأزمات في اليمن ويحسنون استثمارها ولا يتحدث ألبتة عن جذورها إلا إذا اتصلت هذه الجذور بالمعارضة، وإلا فينبغي قطع لسان من يريد أن يصل جذور الأزمة بالسلطة، وقد كان نصر طه أحسن في آخر مقاله عندما تساءل عن الجذور الفاعلة في تمادي الأزمات وتشعبها وهذه الجذور والأسباب الكثيرة التي لم يذكر منها سوى ثلاثة هي في بطن الكاتب والنظام وهم لا يريدون البحث عن الجذور لأنهم إن فعلوا ذلك وأرادوا اقتلاعها فإنهم سيجدون أنفسهم في مهب الريح فالأحسن لكم أن لا تتساءلوا عن الجذور ودعوها (ضميرا مستترا) حتى تستطيعون استثمارها بهدوء وسهولة ويسر فهي تضل شباك متينة لصيد السمك الأليف (الدولفين) وانقراضه من بحركم.
استمروا في إسماع الناس هذه الاسطوانة فهي تجعلكم في حالة استثمار صحية وآمنة. فهي أسباب تباطؤ الإصلاحات الاقتصادية والمالية الذي وصفت والتي هي ظاهرة للعيان فلا تبحثوا عما هو خلف الكواليس من تلك الأسباب الكثيرة والجذور الخبيثة لأنه ليس من مصلحتكم ذلك ولا يصب في ملعبكم السياسي. وكأن المتابع والقارئ لمقال نصر الجديد يقرأ في ضميره المستتر بحرا من الأسباب كشفت عنها عبارته (كثيرا من الأسباب) وكأنه يريد البوح بها بيد أنه لم يستطع ولن يستطيع. فتراه يردد ما قد ألفه الناس وحفظوه عن ظهر قلب وكذلك حفظه أبناؤهم وحتى مواشيهم، فملوه وكرهوا سماعه، لكثرة ترداده على مسامعهم، حتى أنني قد أشرت إليها في مقالي الأول (الاستثمار السياسي في اليمن). وهي بالطبع أسباب مرسومة على طول الخط؛ تتبين للمتابع فهي رأس حديث الإعلام الرسمي اليمني الدائم وذروة سنامه والذي يتلوها على مسامعنا ليلا ونهارا وسرا وجهرا، حتى كأني بحال الناس قد وضعوا أصابعهم في آذانهم من الصواعق والرعود المليئة بالتخويف والتنديد من قبل أجهزة السلطة المختلفة وأبواقها؛ فهي تكرر القول نفسه والحديث نفسه من دون ذرة خجل أو استحياء.
وأنا أسأل الأخ نصر طه أنت ذكرت ثلاثة أسباب فقط من الأسباب الكثيرة التي تحدثت عنها يعني هناك الكثير والكثير في جعبتك لم تذكره في مقالك من تلك الأسباب فما هي ولماذا ؟ فهل تقصد أن بقية الأسباب التي لا تحصى هي في ملعب السلطة، ولعل أهمها على الإطلاق قيام السلطة وسعيها الدائب في استثمار الأزمات .
فالذي يسعى لاستثمار الأزمات في اليمن ويستعملها كشباك صيد لا شك أنه سبب تردي الأوضاع في اليمن واستمرارها يصب في صالحه ولا شك انها تلك الجذور التي تساءلت عنها ؟ فالأسباب تكمن إما في السلطة أو في المعارضة، والمعارضة ليس لها ناقة ولا جمل من تردي الأوضاع ولن تجني منها شيئا سوى الأذى الكثير من السلطة، والسلطة هي المستفيد الأول من تلك الأزمات فهي تعليل للشعب من الاستحقاقات الانتخابية التي وعده بها الرئيس وهو ما تفضل به نصر طه في مقاله الجديد، وهي كذلك شباك صيد للنيل من المعارضة، وهي كذلك وسيلة جباية للأموال من الخارج ، وقد كنت أتمنى على الكاتب أن يشرك السلطة ولو بنسبة 1% من المشاكل، بيد أنه ابتدأ بالمعارضة وانتهى بشباك الصيد، فهو كذلك صياد ماهر، ولا أدري من تعلم ممن ؟ هل تعلم من السلطة أم أن السلطة تعلمت منه؟؟