عجيبة الدنيا الثامنة تظهر في اليمن
بقلم/ طارق فؤاد البنا
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 14 يوماً
الإثنين 10 أكتوبر-تشرين الأول 2011 11:39 م

لطالما ردد أتباع النظام وأزلامه ومنافقوه لسنوات عديدة بلسان (حالهم) أن علي صالح هو كل شيء في اليمن ، فأطلقوا عليه كل الأوصاف المختلفة وكل ما يليق وما لا يليق ، ولكن لم تبلغ بهم الوقاحة إلى القول بكل تلك الأكاذيب صراحة ، فقد كانت هناك (بقايا) حياء عند تلك الفئة والقلة التي لا زالت تتمسك بشرعية صالح الزائفة والساقطة ، وإن كانت أفعالهم السابقة واللاحقة تنبئ عن (عقول) أضلها بارئها ، وعن (أعين) لا ترى عين الحقيقة ، وعن (آذان) لا تسمع ما يدور حولها ، وعن (قلوب) لا تفقه شيئاً في الحياة ، ولكن مع انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية خرج هؤلاء (الشرذمة) إلى الملأ شاهرين (ألسنتهم) الحادة كحد السيوف المسمومة ، وأخذوا يقطعون (الحقيقة) إلى أوصال وقطع ، وأحالوا تلك الحقيقة إلى أشلاء متناثرة لا يستطيع تجميعها إلا من ابتعد عن تلك (الشرذمة) 1000 كيلو متر وليس 100 قدم ، فأولئك أخطر من سرب طويل من ناقلات النفط القابلة للاشتعال ، فذاك النفط هو مادة قابلة للاشتعال ، ولكن أولئك (المنافقين) هم مشتعلين أصلاً ، وكلما ارتفعت ألسنة (لهب) فسادهم التي تحرق عامة الناس والناتجة عن كذبهم كلما ارتقوا في درجات جنات (صالح) الزائفة ، وكلما أغدق عليهم (مولاهم) عطاياه ، ولكن في حقيقة الأمر إنما بزيادة ألسنة لهبهم إنما يهيئون لأنفسهم مكاناً في الدرك الأسفل من النار !.

أولاً : بين الزعيم والوطن :

من المعروف في كل الأمم والحضارات أن الملك أو الزعيم أو الوالي أو الخليفة أو الرئيس أو الأمير أو غيرها من التسميات إنما هو عامل مع الناس الذين اختاروه ليدير شؤون بلادهم ، فهم من اختاروه ولا بد أن يطيعهم ، ويحقق لهم ما يريحهم ، ويعطيهم ما يطلبوه ، ويستشيرهم في أي أمر ، ولا بد أن يختار لهم (السياسة) التي تناسب حياتهم ، وبما يحقق لهم العزة والحرية والمكانة الرفيعة ، وفي مقابل ذلك فإن (الوطن) هو الغاية التي يعمل الجميع لأجلها ، فهو الملاذ الآمن لكل فرد من أفراده ، وهو الحضن الذي يحتضن جميع أبنائه ، وبالتأكيد هناك فرق كبير بين (الوطن) وبين الزعيم ، فالقاعدة التي تفرق بين الوطن والزعيم تقول : أن الوطن هو الباقي وأن الزعيم زائل ، فمن كان ولاءه الزعيم فإن الزعيم سيموت ، ومن كان ولاءه للوطن فإن الوطن باقٍ لا يموت ، وإن تعثر ، وإن كبا به الفرس ، لكن يبقى الوطن هو الوطن ، ويبقى الزعيم مجرد زعيم !.

ثانياً : أنت الوطن يا علي :

لطالما ردد حاملو (المباخر) الصالحية في مقولاتهم كلمات تمجد (صالح) وإن كان ليس بصالح ، فقد ذكروا فيه كل شيء ، وكانوا يكثرون من الكلام عن الوطن ، وكأنهم يشيروا إلى أن الوطن هو علي صالح ، ولكن - كما ذكرنا سابقاً – لم تكن قلة الحياء قد أخذت منهم بقية ماء وجوههم ، ولكن في الفترة الحالية فقد (جفَّ) ماء وجوههم ، ولم تعد فيه قطرة واحدة ، حتى أنهم إن استعانوا بـ(وائتات) لتعيد إليهم ماء وجوههم فذلك لن يجدي نفعا ، فالوجه الذي يركع لغير الله مرة واحدة يمكنه أن يعيدها آلاف المرات ، ويمكنه أن يعتاد عليها بسهولة ، بل ويمكنه أن يستلذ تلك (الركعة) ويحمد ربه أن وفقه لفعلها !.

وقد انتشرت مؤخراً صور طُبعت بكميات كبيرة لصالح ومكتوب عليها : (أنت الوطن يا علي) ، وعُلقت هذه الصور في أماكن كثيرة للدلالة على أن صالح ما زال يحظى بشعبية رغم أن من علقها هي نفس الوجوه التي تتلقى أجرتها باليومية ، وربما أن من علقها هم (عمال مجاري) ربما أرادوا أن يستريحوا من الروائح (المنتنة) التي تشتمها أنوفهم كل يوم ، فقرروا العمل في شيء آخر ، وقد جاءت فرصة تعليق صور صالح فرصة للكسب وبصورة غير متعبة ومرهقة ، ولكن إن فكر أولئك فيما فعلوه بعقل ووعي وضمير وشرف فإنهم سيكتشفوا أن عملهم في إصلاح (المجاري) هو أشرف مما قاموا به ، وأن الروائح (المخفية) التي تنبعث من تلك الصور إنما هي أشد (نتناً) من روائح (المجاري) ، ولزيادة الاستفزاز للمواطنين المقهورين بفعل سياسات هذا الوطن (المزعوم) فقد عُلقت تلك الصور على أغلبية (النقاط) العسكرية المستحدثة للتفتيش والتي ليس لها من مهمة سوى توقيفك وعمل طوابير كبيرة من السيارات وعندما تصل يلتفت إليك ويقول : إطلع ، وكأنه كان يفتش في وجهك عن قطعة سلاح ، فربما تخبئ في أنفك قنبلة ، أو تحمل بين جفونك معدل رشاش ، أو ربما تخفي في فمك مجموعة من الرصاص !!

 لقد وصل التزلف السياسي والنفاق بأولئك المنافقين إلى انبطاحهم في (مراحيض) الزعيم وتلذذهم بذلك ، فهم يمجدون كل شيء فيه ، ويعملون من (حبته) قبة لا يمكن أن تتحقق لولا عطاءات الزعيم وتضحياته ، ولا يمكن للوطن أن ينهض إلا بعطاءات (وطنهم) الزائف !.

ثالثاً : عندما يكون الولاء (للوطن) الحقيقي تهمة :

في فترات الحكم الفاسد تظهر العلل في وسط المجتمع بكل طبقاته ، وتأخذ الأمور شكلاً نسبياً ، فالكل يفسد ولكن باختلاف النسب ، فمنهم من يغطيه عَرَق الفساد إلى رجليه ومنهم إلى كعبيه ومنهم إلى فخذيه ومنهم إلى بطنه ومنهم إلى صدره ومنهم إلى فمه ومنهم من يلجمه ومنهم من يغطيه بأكمله ، ولكن لا بد من استفاقة وعودة وتوبة ، حين ذاك تظهر المفارقة العجيبة ، فيتم اتهام من يعلن ولاءه للوطن الحقيقي بأنه عميل وخائن وخاضع لأجندة خارجية ومأجور ، أما من يثبت ولاءه للزعيم الأوحد وإن كانت رائحة فساده تزكم الأنوف فذاك هو الذي يُعتمد عليه ، وذاك هو الحريص على مصلحة الوطن ، وذاك هو من تُعقد عليه الآمال في السير بالوطن وسفينته إلى بر الأمان ، وذاك هو سمت (النفاق السياسي) الذي لا ننكر وجوده في الدول المختلفة والأزمان المتباعدة ، لكن ما يحصل في بلدنا – للأمانة – شيء آخر ، فما يحصل في اليمن نفاق جاء من كوكب آخر ، ومن عالم آخر ، نفاق بلا حدود ، وشعارهم في هذا (نافق ونافق حتى تصبح عبداً مأجوراً أو ....مسعوراً) !.

من يصدق أن يُتهم علي محسن بالخيانة للوطن والعمالة للخارج لأنه أصر على قول كلمة الحق ، بينما حين كان الركن الركين والأساس المتين الذي لا يستطيع صالح عمل شيء بدونه كان هو الكل في الكل ، وكان القائد المخلص لشعبه والوفي لوطنه ، فتم اختزال (الوطن) بأكمله في شخص واحد ، وليته كان شخصاً عاقلاً ، ولكنه شخص يرى أن الكرسي الذي يجلس عليه يستحق أن يروي ظمأه بدماء الناس ، وأن يشبع جوعه ونهمه بأكله من أجساد الشباب المتناثرة ، فهل هذا يستحق أن يكون ولاءنا له ؟!

رابعاً : عندما يقتل (الوطن) وطنه! :

بعد أن وصل النفاق العجيب بتلك (الشرذمة) إلى اختزال الوطن في شخص واحد ، بل تعدى الأمر ذلك إلى أن لا يعيروا الوطن الحقيقي أي اهتمام ، فليس وطن كوطن ، فشجع هذا الأمر وطنهم (المقنع) على قتل (الوطن) الحقيقي من خلال قتل أبناء الشعب ، فقد سقط الآلاف من الشهداء الذين لم يكن لهم من ذنب سوى أنهم أرادوا استعادوا كرامتهم المسلوبة ، وأرادوا استعادة أمجاد وطنهم المنهوبة ، كانت لهم مطالب ولم يتم تنفيذها ، صبروا ولكن لم يكن هناك فائدة ، وإنما كانت الأحوال تزداد سوءاً ، فخرجوا ينشدون (وطنا) حقيقياً بعيداً عن الفساد والفاسدين ، فإذا بـ(الوطن) المزيف يستعرض عضلاته أمامهم ، ويستعمل ضدهم كل ما لذ وطاب من أنواع الأسلحة ، حتى وصل به الأمر إلى ضرب المدن بالمدفعية والصواريخ الثقيلة وبأنواع الأسلحة التي لا تستعمل إلا في الحروب الخارجية ، ولكن ذاك الوطن وجه تلك الأسلحة إلى صدور أبناء (وطنه) السلمية العارية ، وما حصل في تعز مساء الثلاثاء يندى له جبين كل من زال في قلبه مثقال ذرة من ولاء لعلي صالح ، فقد تهشمت الرؤوس ، وهُدمت البيوت ، وقًصفت المستشفيات ، واستهدف كل شيء ، وسال الدم في كل مكان ، انتشرت رائحة الدم والموت ، علت أصوات الاستغاثات وأصوات بكاء النساء والأطفال ، جريح يتأوه هناك ولا احد يستطيع أحد أن يصل إليه ، وكلما حاول أحد الاقتراب كان مصيره (القنص) المركز ، أطفال يستهدفون فقط لأنهم أطفال تعز ، والنساء تستهدف لأنها في نظرهم (رجال) وهم يخافون من كل ما له صلة بالرجولة ، ورغم كل هذا يأتي (الدجالون) ليقولوا : أنت الوطن يا علي ، فأيُّ وطنٍ ذاك الذي يقتل أبناءه يا أحفاد عبدالله بن أبي ؟!

خامساً : عجائب الكذب اليمني السبع :

رغم أن الثورة مع انطلاقتها شهدت انضمام الكثير من شرفاء النظام البائد إلا أن هناك من بقي في صفوف النظام ، ولكن لمن لا يعرف فإن من بقي حالياً مع صالح ونظامه ليسوا من مؤسسي النظام ولا حزبه ، وإنما هم من حديثي العهد بالدخول في المؤتمر وفي النظام ، وهؤلاء هم من عبَدة الدينار والدرهم والريال والدولار ، وقائمة العار والكذب في النظام اليمني تحفل بالعديد من الأسماء ، ولكني هنا سأركز على أسماء سبعة من تلك الشخصيات ، وهم عجائب الكذب اليمني السبعة :

1- (البوق) عبده الجندي :

كان هذا الاسم ولا زال يشعرني بالغثيان ، وقد أفصحتُ عن هذا في الكثير من المقالات ، ولكن كلما مر الوقت كلما زادت عجائب عبده الجندي ، فبعد أن قال أن الدماء هي عبارة عن أصباغ ، وأن الجثث هي جثث جاهزة يأتي بها المشترك من ثلاجات المستشفيات ، وأن الثوار هم مجرد (قطاع طرق) وأتباع لعصابات أولاد الأحمر ، هاهو يقول بأن عناصر الإصلاح هي من تطلق النار على المسيرات والتي يصاب فيها قيادات كبيرة في الإصلاح كما حدث للأستاذ الرائع : أحمد القميري ، وأخيراً خرج ليقول بأن القصف الذي يستهدف تعز بالمدفعية والأسلحة الثقيلة هو قصف من الميلشيات التابعة للإخوان المسلمين ، ولا تعليق على هذا ، فأي تعليق آخر سيخرجني عن طوري!

2- (المزمار) أحمد الصوفي :

أما أحمد الصوفي فله حكاية عجيبة ، فهو بحق كتلة عجب مخلوطة بالحقد الأسود ممزوجة بقليل من الدهاء والأبلسة معجونة بزيت الانبطاح والخضوع والركوع أمام قدمي الزعيم ، ولا يهمه من يكون الزعيم ، فهو يهتم بركوعه ، ولا يهتم لمن سيركع ، وشعاره (من تزوج أمنا..كان عمنا) ، ولا تخفى عجائب وغرائب بل وفضائح الصوفي ، والتي لم تكن آخرها انتحال شخصيات أخرى كما حدث مع قناة الجزيرة ، وهذه من أعمال المهربين والمزورين وأصحاب السوابق ، وليست من اختصاصات مستشار (وطن) ، عفواً مستشار رئيس جمهورية !!.

3- ثالثهم(...)ياسر اليماني :

أما ياسر اليماني فله كذب ثاني ، فهذا الرجل – من باب التفاؤل كما يطلق على الأعمى بصير – لا يمتلك من أمور السياسة شيئاً ، ولكنه يمتلك ذمة لا يحرص عليها ، ويمتلك ضميراً لا يستعمله ، ويمتلك ولاءاً أعمى لفخامة الأخ الرئيس كما يقول عنه دائماً ، وذاك الولاء يجعله يهين نفسه أكثر من مره ، وأعتقد أن كثيرين يعرفون أن هذا اليماني كان قد صدر قرار بتوقيفه من عمله وسحب الثقة في المجلس المحلي لمحافظة لحج ، مما أكسبه ثقة (الوطن) صالح والذي عينه أميناً للعاصمة ، فكلما أوغل الفرد في الفساد كلما ارتقى في الدرجات والترقيات ، ولكم تلذذتُ بما حدث لليماني في حلقة (الاتجاه المعاكس) من إهانات و(صفعات) أعتقد أن المجنون إذا تلقاها سيعقل ، وقد شعرتًُ أيضاً بالشفقة عليه ، طبعاً ليس لشخصه وإنما لأني أرى ما يصل إليه حال الإنسان عندما يتخلى عن مبادئه وقيمه وأخلاقه وشرفه وضميره من ذل وهوان !.

4- (الطبل) طارق الشامي :

يحتل طارق الشامي المركز الرابع في قائمة عجائب اليمن السبع في الكذب ، فهو دخل إلى مضمار الكذب بسرعة رغم أنه لم يكن يعرف السباق في هذا المجال ، ولكن عند دخوله للسباق أبدع وأمتع ، مما جعل صالح يعينه رئيساً للدائرة الإعلامية للمؤتمر ، وذلك بعد أن رحل أهل الشرف من المؤتمر عندما لم يرض صالح بأن يرحل من الحكم ، وكان ظهور الشامي المتتابع في الكثير من الفضائيات مبعثاً للكره في قلوب اليمنيين لهذا الرجل ، وذلك بسبب تبريره للجرائم ودفاعه عن المجرمين ، ولكن في حقيقة الأمر ورغم لؤم الرجل الشديد فإنني كنت أتمنى أن أسمعه في الفضائيات دوناً عن الجندي ، فعلى الأقل يمتلك الرجل قدرة – ولو محدودة – على الطرح ، وله لغة يستطيع فهمها كل من يسمعها ، فهو يحفظ مكانة اليمنيين حتى في الكلام ، بعد أن تخلينا عن الأفعال !.

5- (الذئب) سلطان البركاني :

كان البركاني من السباقين إلى دخول قائمة عجائب اليمن ، بل وكان أول تلك العجائب ، ولكن هدوئه في الفترة الأخيرة أبعده عن الأنظار ، فهو أول من نادى بقلع العداد الذي أدى إلى قلع (النظام) برمته ، وهو من دعا الله أن يسقيه من حوض الرئيس ، وهو صاحب أول عملية (بلطجة) في الثورة ، وذلك باعتداء مرافقيه على ساحة الحرية بتعز وإلقائهم قنبلة على جموع الشباب فيها مما أسفر عن سقوط أول شهيد وهو مازن البذيجي ، وللبركاني الكثير من المواقف المخجلة ، ويكفي البركاني لكي يعود إلى رشده – إن كان له رشد - ذاك الموقف الذي انتشر عبر فضائيات العالم ، وذلك عندما (سحبه) صالح و(نتعه) من المنصة ، حتى أنه لم يحترم تلك (العمامة) التي كان يرتديها سلطان وهو الذي يسبق اسمه كلمة شيخ ، وصدقني أن أي مجنون لن يقبل بتلك الإهانة ، فما بالك بشيخ ؟!

6- (الدبور) أحمد بن دغر :

يعتبر أحمد عبيد بن دغر أحد الشخصيات التي برزت في الفترة الأخيرة ، وذلك بسبب دوره القذر في محاربة الثورة ، ورغم أن من المعروف عن الرجل أنه ذو وقار وإن كان ذلك يبدو مصطنعاً ، إلا أن الثورة الحالية أخرجت (المخبئ) بين طِباع بن دغر المتقلبة ، فقد ظهر بصورة مخزية حين همس في أذن صالح بفتواه الشهيرة (تحريم الاختلاط) وعندما تكلم صالح هزَّ بن دغر رأسه موافقاً وارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة ، ورغم أنه – أي بن دغر – من حديثي العهد بالدخول إلى المؤتمر بعد فراره من حزبه إلا أنه سرعان ما تبوأ منصب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر ، ولا يرتقي بهذه السرعة وفي مثل هذا النظام البائد إلا من كان مخلصاً في الفساد وموغلاً في الكذب ، ولكن إذا ما تفكر علي صالح في بن دغر فإنه سيجد أنه (دبور) منذ قديم الزمان ، فما سقط علي سالم البيض إلا عندما كان بن دغر من أقرب مقربيه ومن اخلص مستشاريه ، لذا فالنهاية المحتومة يحددها الشعب لهذا النظام ، ومن دلالاتها أن أحمد بن دغر هو أحد أركان هذا النظام !.

7- (المتبجح) عباس المساوئ :

سطع نجم عباس المساوئ في الفترة التي سبقت بداية الثورة اليمنية ، وتحديداً في إحدى حلقات برنامج (الاتجاه المعاكس) التي استضافته مع أحد قيادات الحراك في الخارج ، وكان النقاش حول (القضية الجنوبية) وفي تلك الحلقة ظهر (تبجح) المساوئ ، وتسبيحه بنعمة مولاه (صالح) ، حتى أنه جعله هو (الصاعق) الذي بمجرد الحديث عنه سينفجر الوطن أجمع ، ومن يومها وعباس المساوئ يظهر في الفضائيات كتابع صغير لنظام صالح ، ويفعل ما يؤمر به ، ولا يستطيع التحدث من دون توجيهات ، ومع قيام الثورة في مطلع فبراير ازدادت (بجاحة) عباس ، وظل يردد أغاني (عبده الجندي) ويعيد نفس الكلام ، وإن كان بشكل جاد وغير مضحك مثل الجندي ، ولكن في النهاية يظل المساوئ أحد (الأبواق) المدافعة عن خطايا العائلة ، ويظل - كما من سبق الحديث عنهم - مجرد (دُمية) في يد صالح ، يحركهم كيف يشاء ، ويوجههم أينما يشاء ، ويلقنهم أن يقولوا ما يشاء ، فأصبحوا مسلوبي الإرادة ، وكل همهم هو إرضاء صالح على حساب سخط الله وغضب الشعب المظلوم !.

إذن ، هذه الشخصيات هي (عجائب الكذب اليمني السبع) ، وهي عجائب داخلية تخص اليمن بمفرده ، ولكن العجيبة (الثامنة) من عجائب العالم السبع التي يمكن مقارنتها بأهرامات مصر وبرج بيزا المائل وحداق بابل المعلقة إلى غيرها من العجائب السبع ، تلك العجيبة هي المتمثلة في (علي عبدالله صالح) ، والذي لم يكتفِ بحكم بلاده 33 عاماً ، وإنما أراد الخلود في الحكم أو توريثه لابنه ، وعندما خرج الشعب ليقول له كلمة الحق فقد انكشف زيف (الأقنعة) وظهرت الشخصيات الحقيقة والتي أحالت حياة اليمن السعيد إلى بؤس وشقاء وجحيم ، والأمر الأشد عجباً في عجيبة الدنيا الثامنة أن منافقوه وأزلامه يدَّعون بأنه هو (الوطن) ، ولم يستحوا وهم يروا ذاك الوطن يقتل أبناء شعبه بمختلف الأسلحة ، وأكثرها قوة ، وأشدها فتكاً !. 

في الختام ، أعتقد أن الموضوع الذي تحدثنا عنه موضوع هام وخاصة عندما يتعلق الأمر بثورة شعب انتفض على (النفاق) و(التزلف) من قبل أنصار الشرعية (الوهمية) ، والتي جعلت من يتزلفون إليه يشعرونه بأنه (إله) في الأرض ، فأسرف في سفك الدم المحرم ، وأعمل في شعبه قتلاً وتدميراً ، ورغم ذلك يأتي هؤلاء ليقولوا له : أنت الوطن ، ولم يسألوا أنفسهم عن ماهية ذاك الوطن الذي يقتل الناس ، ولم يسألوا عقلياتهم : أيُّ وطن ذاك الذي يدمر (شعب) ويقتل أبناء ( الوطن) ؟!!