القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
مرّت ذكرى الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر الجاري دون ضجيج، وعدا عن إعلانٍ خجول لعقد "ندوة" حول الموضوع في كل من صنعاء وعدن، لم أطلع شخصياً أو أسمع عن إجراءات فعلية تعزز حقوق المواطن وتسهم في إشاعة مزيد من هذه الثقافة كممارسة واقعية.
فكثير من الدول - حتى تلك المنتهكة لحقوق الإنسان - تحرص على اغتنام فرصة الاحتفال بهذا اليوم لتعلن، في تقدم بطئ أو حتى صوري، إجراءات قانونية أو تنظيمية في هذا الجانب، فيما دول أخرى قد تقدم كشفاً "بالإنجازات" مثل محاسبة المنتهكين في سلك الدولة أو المجتمع، أو الانتصار لقضايا حقوقية ما كان لها أن تنصف دون تدخل السلطة لإنصافها.
لقد تزامنت الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان - كعادتها- مع إثارة انتهاكات سافرة لهذه الحقوق دوليا ووطنيا، فعلى المستوى الدولي مثلا تعرضت الولايات المتحدة نفسها لانتقادات واسعة من حلفاء أوروبيين وجماعات حقوق الإنسان بسبب التغطية على تدمير شرائط فيديو للمخابرات المركزية الأمريكية تكشف عن وسائل استجواب قاسية ضد المشتبه بهم في الإرهاب في معتقل غوانتانامو مثل استخدام وسيلة "الإغراق بالمحاكاة"، التي تعطي السجناء الإحساس بالغرق.
وانتقد الديمقراطيون الذين يسيطرون على الكونغرس الأمريكي ذلك وطالبوا بالتحقيق في تلك الواقعة، وقال السيناتور الديمقراطي كنيدي في كلمة أمام مجلس الشيوخ "على مدى السنوات الست الماضية ضربت إدارة بوش بقيمنا وبحكم القانون عرض الحائط"، وأضاف "والآن وعندما بدأ الكونغرس الديمقراطي الجديد يطالب بإجابات بدأت الإدارة (الأمريكية) التغطية على أفعالها".
أما على المستوى الوطني، فقد اكتفت بعض المنظمات الحقوقية أو نشطاء حقوقيون بشكل شخصي بإبراز بعض قضايا انتهكت فيها حقوق الإنسان محلياً مثل قضية الطفل أزيم الوصابي التي كشفت عن أزمة عميقة في الأخلاق يعاني منها بعض منتسبي جهاز الشرطة، غير أن التركيز كان واضحاً على انتهاك حق الصحفيين في الوصول إلى مصادر المعلومات وضمان حق الممارسة المهنية.
وبقدر ما نرحب بل نحرص على ضرورة رصد انتهاكات الحقوق وتعرية مرتكبيها وفضحهم ومحاسبتهم أيضاً؛ بقدر ما ندعو إلى التخلي عن " المناسباتية " في طرح هذه القضايا الحساسة والهامة في المجتمع.
وعلى الإعلام بكل وسائله - كسلطة رابعة - أن يتصدى بكفاءة وإيمان حقيقي ونشر كل ما من شأنه أن يعمق ثقافة احترام الإنسان لأخيه الإنسان في أي موقع كان، ويدعم حظوظ السلام الاجتماعي وحقوق الأفراد والجماعات في العيش الكريم والمواطنة الكاملة والصالحة.
كما أن التذرع بالخصوصية الثقافية في مجال حقوق الإنسان ليس ذا جدوى إذا كان سيستخدم كغطاء أو مبرر لأي انتهاك قد يرتكب، وفي الوقت نفسه لن ننتظر من يعلمنا كمسلمين قدسية الكرامة التي يتمتع بها الإنسان ككل متكامل، فالقرآن الكريم قد حرص على التأكيد عليها؛ فنص على كرامة بني آدم دون سائر المخلوقات، التي لا شك أن لها أيضا حقوقاً واجبة الاحترام، فهذا رجل يدخل الجنة لأنه سقى كلباً ظامئاً، وتلك امرأة تدخل النار لأنها حبست قطة وتركتها تموت من الجوع.
وفي ظل تنامي أصوات كثيرة باتت تطالب بالدفاع عن حقوق الحيوان، وعملاً بالحديث الشريف الذي يقضي بأن " في كل ذات كبد رطبة أجر"، تبقى "كبد" الإنسان اليوم هي الأَولى بنيل حقوقها وصيانة مكتسباتها في هذا الجانب، خاصة في وقت لم يتم الحسم فيه يقيناً بتطبيق آليات تضمن فعليا احترام حقوق الإنسان وحمايتها.
خبير إعلامي ومدرب