توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية
كم أدهشني خبر وفاة الأستاذ الكبير، والإعلامي القدير، والمثقف ا لوفير، أستاذ الكلمة الإعلامية الحرة، وفارس "فرسان الميدان" البرنامج الذي يقدمه كل ما أهلَّ علينا رمضان بنوره وعبقه، إنه الأستاذ يحيى علاو رحمة الله عليه.
لقد تابعت خبر مرضه وهو في حالة صحية متدهورة، كنت أنتظر بفارغ الصبر أن أسمع توجيه كريم من مقام رفيع، في بلد الإيمان والحكمة، بخصوص سرعة سفر "فارس الميدان" الذي طالما تابعه ملايين المشاهدين عبر شاشة الفضائية اليمنية، أو شاشة السعيدة مؤخرا، وهو يقدم ذلك البرنامج بأسلوب عربي فصيح أخَّاذ، تشوبه أحيانا لكنة تهامية تزيد الأداء تميزا وبهاءً، ولكن لم يحصل ذلك، فقد قرأت أن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز منحه سفرة علاجية إلى بلده على نفقته الخاصة، بعدها عاد إلى الوطن وعاوده المرض من جديد.
ولكم تمنيت أن هذا الفارس الذي أثرى بثقافته المتنوعة الشارع اليمني أولا، والعربي ثانيا، أنه كان شيخا أميا لقبيلة يحكمها بصميل أخضر -حسب تعبير الشارع اليمني – لكان قد أُرْسِل للعلاج إلى ما وراء الأطلسي، عند تباشير أول حمى تصيبه لعلها من قيض يوم مشمس، يكفيه منها أن يخلد إلى الراحة فقط لتزول. لكنه زمن تغيرت فيه الموازين والمعايير، أصبحت الثقافة جرم، والأمية فضيلة، والأخلاق فساد، والهبوط تقدم وحضارة، إنه زمن العجائب والغرائب!!! أن يموت الشرفاء ولا أحد يأبه لهم، ويمرض الأشباح فتقوم الأرض وتقعد لهم.
لقد أذهلني الأمر وأنا أرى هذه المفارقات العجيبة، أن يكون رجلا مثل "علاو"، الذي نراه كل عام وهو يمتطي فرسه من خلال برنامجه "فرسان الميدان"، هذا البرنامج الذي نقل من خلاله صورة بلادنا الحبيبة-التي نسأل الله أن يحفظها من كيد الحاقدين- بجبالها ووهادها وبرها وبحرها إلى العالم أجمع، فما من منطقة؛ ولا قرية، ولا مدينة، ولا جبل، ولا واد، ولا سوق، ولا معلم تأريخي، أو حصن أثري، أو جامع شهير, إلا وأظهره في برنامجه الشهي، لتكون شمعة تضيء في الخارطة الدولية، ومرتعا للسياحة العالمية.
ولكم كان هذا الإعلامي الكبير محسنا للفقراء والبسطاء، حين كان يسأل عنهم أينما حل ونزل، ويعطيهم أفضلية على غيرهم للإجابة عن الأسئلة البسيطة التي يوجهها لهم، وربما ساعدهم في الإجابة، همه أن يحظوا بجائزة نقدية تكون مصدر فرح لأسرة معدمة تستقبل رمضان، وكم أتخيل شهر رمضان وهو يرقبنا من قريب؛ ليحل علينا ضيفا كريما بعد أقل من شهرين، ليسأل أين ذلك "الفارس" الذي عهدته بصحبتي يمتطي فرسه طوال وجودي بينكم، وهو يُطَوِّفُ البلاد الشاسعة، ليقدم المعلومة الدينية، والثقافية، والترفيهية، ويعرض كبار العلماء والأدباء من خلال برنامجه؛ ليثروا بعلمهم كل المشاهدين في الوطن العربي الكبير.
وكم أنا خجول حين أجيبك يا رمضان:" إن الفارس قد ترجل ليحمل إلى غير رجعة" وما أتعس الخبر لو قلت لك: لقد مات ولم يحظ بأقل ما كان يجب ...!
ولا نستطيع إلا أن نقول: سلام عليك يا "علاو" يوم ولدت!، ويوم مِتَّ!، ويوم تبعث حيا...والله إن العين لتنهل بالدمع، والقلب ينتابه الحزن، وإنا على فراقك لمحزونون!! غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون!َ!!!.