ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية
منذ شروق رسالتها في مصر , وسطوع نورها في أقطار الأرض , ما زالت ( جماعة الإخوان ) محط انتقام الحكام الطغاة , ومحل نقد الجماعات المحصورة الفكر والتوجه , وملتقى خصومة التكتلات الداعية لفصل الدين عن الدولة . وهي محفل ثرثرة العوام بكل ما يصل مسامعهم من أقوال تهدف إلى تهميش وجودها وتشويه رسالتها . ويجد كثير من الناس عجبا من ذلك العداء والإقصاء . فهم يلمسون دور وسائل الإخوان الايجابي في خدمة وتنمية المجتمع , ويعرفون رجالهم وحسن خلقهم ووسطية دعوتهم . فبأي ذنب تستحق الجماعة كل تلك التصفية والنقد والخصومة ؟ .
ولماذا كل هذه التعبئة وتأجيج الرأي العام عليها ؟ , يروجون أنهم جماعة إرهابية تسعى للحكم وتقييد الحريات , ويحشد النظام طابورا شاملا منظما لخلق قناعة في المجتمع بأن الخلاص منهم سوف يجعل كل أرض جنة خضراء , وكل شعب مسالما , وكل بلد أمنا راقيا ؟ . ثم ينفذ المجرم مهمته فيهم بالقتل والسجن والنفي وسط هتاف الحمقى وتصفيق المغفلين . وبمقارنة بسيطة لواقع الحال يستطيع أي مواطن أن يكتشف زيف ما يدعيه الباطل .
انظر لمصر وما حدث فيها قديما . تبين لنظام ( ناصر ) مدى فاعلية الإخوان وقوة انضباطهم وطاعتهم , بعد معاينته لأكثر من 150 ألفًا منهم في اعتصام قصر عابدين فبراير 54م . فقرر تفتيت صفهم بدلا من كسبهم . وما بعد حادثة المنشية في أكتوبر 54م من ظلم , يعد جرما في حق تاريخ مصر . فمن أجل يد جُرحت تم قتل صفوة الأمة , فكرا وثقافة وعلما , وفي تخصصات تدفع بالوطن نحو التطور والقوة . فكان ذلك بوابة لنكسة حزيران 67م . وتحققت الهزيمة لقيادة فتكت من أبناء شعبها أكثر مما قضت على جنود عدوها . وتدبر ما حدث حاضرا , حينما بدأت جوقة الإعلام تردد ما رسمه لهم مايسترو الفرقة السياسية من النوتات اللازمة لمعزوفة تفيد أن حكم الإخوان يسوق البلاد لمستقبل مظلم . وبعمل احترافي تمت الدندنة بها بين الناس حتى رددوها مع المغنين . وتم الانقلاب المشئوم . وطابت نفسيات الخصوم وهم يحرمون مصر والأمة من مئات الطاقات الفاعلة , قتلا في الميدان أو تغييبا وراء القضبان . وهذا ليس غريبا عليهم , لكن الغرابة في عقلية مواطن حمل هذا القول وردده .
وأذكر أني كنت أحاور عمالا مصريين حول زيف وعود السيسي وجنده , وإن خطأ الإخوان لا يكاد يُرى أمام منكرات خصومهم . ولكن بلا جدوى , ظلوا يرددون أن بقاء الإخوان حكاما يعني خراب مصر , وإنها ستكون أجمل بدونهم . بسطاء رددوا خطاب الإعلام المضلل . حملوا الفكرة ونصروا الطغاة , وحققوا حاجة في نفوسهم يعلمها الله . ماذا جنت مصر بالانقلاب عليهم ؟. حال البلد لم يتغير للأفضل بل للأسوأ , ولم يتحقق للشعب أمنا ولا رقيا ولا كرامة . وإنما زاد الفساد والعنف والفقر , وتدنى مستوى المعيشة والخدمات , وزاد الطغاة تسلطا , قيدوا الحريات وانتهكوا القوانين , وفرطوا في سيادة وطنهم برا وجوا ونهرا .
ولا يختلف الحال في اليمن وخاصة في الجنوب عما حصل في مصر , فاليد الداعمة لمشروع إقصاء الإخوان هناك هي من تعبث هنا . ارتفعت أصوات صاخبة ساخرة تهاجم تجمع الإصلاح اليمني , وتلصق به كل جريرة حصلت في البلد . متجاوزين جرائم ( صالح والحوثي ) وكتائب المفسدين من كل كيان . وأخذ صوتهم يطغى على أي صوت يريد أن يحذر مما تروج له شلة ( سايروس وسيسي ) اليمن . وفي مصر ساند حزب ( النور ) السلفي الانقلابيين في خططهم . وسيطل هنا ( قمر ) يساعد الرهط في حجب شمس الإصلاح من السطوع . وليتهم ينظرون أين حزب النور اليوم ؟ ليدركوا أين سيكونون هم غدا . حينها سيدرك الجميع زيف ما وعدهم به أعداء السلام من أحلام . هذا واقع كل بلد لم يستوعب نظامه الإخوان في التنمية , ولم يستفد من عقلياتهم الواعية وفكرهم الشامل وكوادرهم المخلصة في البناء .
حدثا بعد حدث , يبقى اليقين راسخا بأن الإخوان ليسوا هم سبب كل شر وقهر في الأرض . وإنما هم دواء لكل داء , وبلسم لكل سم , ولبنة لكل بناء . ولتتيقن الأمة ( حكاما وشعوبا ) أن الوضع بدون الإخوان كنهار بلا شمس وغيوم , وليل بلا بدر ونجوم . ومن وجد في قلبه شكا . فليطالع التاريخ , ولينظر حوله . وليعتبر مما قرأ , وليتعظ مما يرى .