عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى
فتّش لبنان.. عن متسع في القلب، قف مقصوفاً في قائمة المبكيات، انتظر دورك في زحام الكوارث أو زاحم ما استطعت كي تجد مكاناً لهمٍ غير مقيم أو موضعاً لجرحٍجديد.
لا حجزٌ سابق لديك، نكبة على غير ميعاد نزلت بساحة قومٍ بدو كمن لا عهد لهم بالمصيبات، ممنّعين ضد النكبات، الأحزان لا تحل بساحاتهم دونما تصاريح.
تعبت اعتذاراً يا لبنان.. ما عاد بوسعي أن أعتذر ولا أن أفعل ما يعذر، اعتذرت لفلسطين حد النسيان، اعتذرت لأفغانستان، للشيشان، للبوسنة والهرسك، لكشمير، وما زلت أحاول الاعتذار للعراق وأبحث عن أعذارٍ لما سيأتي، ألتمس ألف عذرٍ وعذر لي أنا العاجز المتحرج.
لبنان.. ما الذي حل بي؟ خجِلٌ أنا من تبلدي حد الرعب، لم أتمن يوماً التحجر في مواجهة الحادثات نشداناَ لطيب العيش حال شاعرنا القديم القائل:
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجرٌ....
فكيف أتحجر في زمن القسوة والعيش اللاغب المهين؟.
في كل ليلة تجلس قبالة التلفاز مقلباً قلبك على الجمر؛ من حريق لحريق.. من جرح لجرح.
لبنان تحت القصف.. مئات القتلى والجرحى تباعاً يسقطون، وحماماتٌ ثلاث على بقايا سقف مدمَّر وحياة مهدَّمة، وأشلاء أطفال في عمر الحمام.. وشعبٌ يدفع ثمن الموقع القريب من وحشٍ يؤجل مطامعه وعداواته لكنه أبداً لا ينساها.
لبنان.. فائض حزنٍ، فائض قتل، طعنة إضافية في قلب قتيل، مقتول بالألفة، ميت بالعادة، ابن تاريخ قتيل وأمة قتيلة.
الفضاءات دمٌ وحرائق، موت يوميٌ، دمارٌ يصل حتى الأعماق.
في ذات اللحظة التي تحاول فيها شحذ طاقتك للحزن على لبنان.. مقبرة هابة من العراق تجتاحك، طوفان دمٍ عاصف من أشلاء مائة وثلاثين قتيلاً في سوق المحمودية ببغداد؛ وللموت في العراق أسواق منتعشة وتجار عابرون للقارات.
خبر صاعق دون شك لكنه يكفي لتطلق زفرة أسفٍ بعيدة فقط.
أتساءل: من فعل بنا كل هذا؟ من قتل فينا الإحساس المشترك، الشعور اللاهب بالتضامن؟ من أطفأ في أرواحنا معاني الإخاء والولاء وحق النصرة؟!.
مع كل جريمة تمر.. يمر بي الموت مهللاً، مبشراً بنهاية وشيكة.. قبولي القتل يجعلني قابلاً للقتل ببساطة متناهية.. ضحية جاهزة للصمت القاتل والجبن المتواطئ.
موت إحساسك نذير موتك...الموقف الميت موت..
يخرس صوتي/ فأرى موتي/صوراً فاضحة للصمت/ لعنات تستوجب مقتي.
بكبسة زر تتخلص من دموية المشهد، تهرب من البكاء للضحك، من الندب للغناء، من تشنج الأجساد الجريحة إلى الرقص، بضغطة زرٍ تتخلص من كابوس الدمار، تهرب بذاتك المرهقة من حصار المشهد..
فالفضائيات خيارات مفتوحة لليقظة، للغفلة، للنوم، للتناسي، للمشاركة للاغتراب.
بكبسة زر أفر من قبضة الألم لا يهم كيف ينتهي المشهد، كيف يتخلص المحاصر؟ كيف تخرج الطفلة من تحت الأنقاض؟ كيف ينبعث الناس من قلب الموت؟ لا يهم استمرار المشهد المأساوي في مكان الحدث ولا تبعاته وآثاره.
أهرب في كل مرة -متوهماً- الى حيث لا مهرب، إلى حيث تلقاني الكارثة بذراعين مفرودتين، رهاباً مؤجلاً يكبر داخل النسيان يذكرني بذات المصير، يسكنني أبداً كمقبرة.
تهزك الصدمات الكبار لتراجع حساباتك، لترى موقعك من الصدمة، لتعرف أعداءك، لتعيد بناء تحصيناتك الداخلية، لتشحذ أسلحتك الذاتية في المواجهة، لتطور من رؤيتك لما يتهدد حياتك، لترتب أولويات الدفاع لكي لا تبدد عمرك في حرب أشباح.
أنا اليوم أكثر رفضاًَ لاستمرار الغيبوبة، أكثر رفضاً لمعارك الاستنزاف العاطفية.
تسقط الاوطان.. القضايا تباعاً مع غزارة الدمع المتساقط، مع ارتفاع البكاء والصراخ.
العاطفة المشبوبة دون فعل مكافئ تؤصل للعجز، والانطلاق في مواجهة التحديات الخارجية لا يمكن أن يكون الا من أرضية متماسكة مهيأة لتغيير متجاوز.
تحرير الاقصى يبدأ من تحرير الذات.. خلاص الاوطان من استعمار الخارج يبدأ من خلاص الداخل.
المسجونون لا يصلحون محرري أسرى' في فلسطين، في جوانتنامو وسواه.. عبيد الزعامات لا يصلحون محرري قرود في حديقة حيوانات.
أسارى اللقمة والوظيفة، أسارى المنصب، الخوف، الجمود، دعاة التأبيد، أعداء التغيير، أنصار الجهل لا يمكنهم أن يكونوا رجاء ولا منقذين ولا عوناً لأحد ومن لا خير له في نفسه فلا خير فيه لأحد.
لقد رتب الاسلام دوائر الخيرية والفاعلية والقفز عليها ابتعاد عن الواقعية، ابتعاد لا منطقي يجعل من الموقف محض ادعاء.
خطيب الجمعة يقفز بعيداً عن دنيا الناس، يحاول- عبثاً- الطيران بجمهور المسجد هنا وهناك ماداً صوته وبصره عبر الارجاء ملتمساً العلاج لمشكلات العالم في حين تتكدس أمام الجامع أكوام القمامة وتطفح المجاري مغرقة الدروب المفضية اليه وعلى الابواب طابور من المتسولين..
مفارقة الخطاب للواقع هنا لا تبدو لصالح الفعل المتجاوز بكل تأكيد.
نحن نخوض حرباً مفتوحة على مستوى الداخل، حرباً ضد استبداد مموه، حرباً لانتزاع الحرية، لترسيخ الديمقراطية.. حرباً ضد قوى الفساد التي تضرب بنيتنا التحتية والفوقية وتأكلنا قبل الاخضر واليابس.
حربنا إلى جانب فلسطين، لبنان، العراق وكل أوطاننا المجهدة المهددة تبدأ من الداخل.. مواجهة إسرائيل تبدأ بمواجهة الفساد حيث كان.
حين تكون لنا قيمة الاسير الاسرائيلي ستتغير موازين المعركة.
بودي أن أخرج هاتفاً ضد إسرائيل، ضد أمريكا، ضد الاستبداد، ضد إرهاب الدولة، ضد المعتقلات خارج القانون، ضد خطف المواطنين، ضد الفقر وسياسات التجويع، ضد المدائح، ضد النفاق السياسي والاجتماعي.. حيث نجبن عن إدانة الحرب ضد الداخل، إدانة قتل عشرات المواطنين اليمنيين في انتفاضة الجوع الاخيرة.. ومن قبلها إدانة قتل شهداء الجمعة الدامية في مظاهرة منددة ببدء العدوان الامريكي على العراق.
النصر يبدأ بالقفز من بئر الهزيمة، لا خوف على لبنان المقاوم ولا على فلسطين الصامدة وحكومتها الحرة في الاسر؛ لا خوف الا على شعوب أدمنت الخوف في ظل أنظمة لا تخاف من شيء كما تخاف من المقاومة وثقافة التغيير وفعل التغيير..
لبنان... كلنا تحت الحصار، نخوض حروباً مفتوحة محصلتها هزيمة واحدة، كلنا أسرى معسكرات اعتقال كبيرة السجان والسجين سواء فيها مكانة ومهانة.