عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية
أفاد مصدر من أبناء الأسرة الحاكمة في صنعاء من الناقمين على سياسات الرئيس علي عبدالله صالح، بأن العميد علي الجائفي قائد قوات العمالقة، منع من السفر وأعيد من مطار صنعاء، في حين سمحت السلطات لنجله المريض بالسفر إلى الأردن بدون والده. ولم تعرف أسباب منع الجائفي من السفر، غير أن المصدر ذاته يؤكد أن الرئيس يعيش حالة خوف لا مثيل لها من قادة الجيش المخضرمين، رغم أن الجائفي ليس على وفاق تام مع اللواء علي محسن، لكنه يكن له شئ من الاحترام ورفض في إحدى المرات أن يكون بديلا لعلي محسن في قيادة الفرقة الأولى مدرع.
وليس من المستبعد أن يشارك الجائفي في أي خطة تغيير لإنقاذ الوحدة وإنقاذ اليمن من حرب أهلية يعمل على تأجيجها الرئيس الحالي منذ إلقائه خطاب الحرب في 25 ابريل المنصرم. وجاء منع اللواء الجائفي من السفر في وقت يرابط فيه اللواء علي محسن في معسكر الفرقة المدرع بالعاصمة صنعاء، ولم يغادر المعسكر إلا لأداء واجب التعزية في وفاة طفلي عبد السلام الحيلة، المعتقل اليمني في جوانتانامو. ولم يحضر أي شخص رسمي يمثل الرئيس في العزاء رغم أن الحيلة يحمل رتبة عقيد في الأمن السياسي، وكان فقدانه لابنيه كارثة إنسانية صعق لها حتى سجانوه في المعتقل، في حين لم تهتز شعرة للسلطة القائمة في صنعاء من هول الكارثة.
في هذه الأثناء يحاول السفير اليمني في واشنطن دون جدوى إقناع السلطات الأميركية بأن الأوضاع في اليمن مازالت مستتبة، ولكنه بدأ يستخدم عبارة جديدة مفادها أن الأوضاع "قابلة للسيطرة"، بعد أن كان في السابق يقول إن الأوضاع "تحت السيطرة"، أي أن نسبة السيطرة قد انخفضت من وجهة نظره، ويحاول الحصول على دعم لصهره في صنعاء دون أن يلقى آذانا صاغية بسبب انعدام الثقة في الرئيس اليمني.
ويردد السفير أيضا مقولة النظام المشروخة، إن الجنوبيين في حرب 1994 كانوا يملكون صواريخ سكود ودبابات وطائرات، ولم يستطيعوا أن يعملوا شيئا، فيكف سيحققون الإنفصال الآن وليس لديهم أي شئ. هذه المقولة الاستفزازية تجعل مهمة الخيرين من رجالات اليمن صعبة إذا ما قرروا في اللحظة الأخيرة التدخل لإنقاذ الوحدة من النظام القائم.
ولا أدري ماذا يمكن أن يقوله سفير النظام في واشنطن تعليقا على سيطرة مواطني ردفان على معسكر الكبسي، واستيلائهم على كافة المعدات والأسلحة فيه، ولا أدري ماذا سيقول أيضا بعد أن تمكن مواطني الضالع من محاصرة الـ35، رغم القصف العنيف لمدينتهم. ألا يعرف هذا السفير أن جيش الجنوب الذي أحيل للتقاعد يقود الآن معارك التحرير بإسناد قوي من شعب بأكمله.
الشئ الذي لم يدركه سفير النظام ولن يدركه إلا بعد فوات الأوان هو أن حرب 1994 جرت مع جزء من جيش الجنوب، بمساندة من الجزء الآخر، أما شعب الجنوب فقد وقف على الحياد حينها من أجل الوحدة إلى انتهت المعارك فكوفئ معظم أبناء الجنوب في الجيش والأمن بالإحالة إلى التقاعد. ولكن ما يجري اليوم مختلف تماما ويبدو أنه سوف يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة، مادام أن القوى الخيرة في شمال الوطن تلوذ بالصمت حيال ما يجري.
الأحداث القائمة هي مواجهة شاملة بين شعب الجنوب وجزء من جيش الشمال، ولن تستطيع صواريخ علي عبدالله صالح ودباباته، وطائراته أن توقف حراك الشعب الجنوبي، الذي يتوق للتخلص من نظام النهب والفساد، وما على الخيرين من أبناء الشمال إلا التدخل لمنع جرائم الحرب التي قد تقضي على الوحدة للأبد. وعلى النظام في صنعاء وسفيره في واشنطن أن يدركا أنه لا الولايات المتحدة ولا دول مجلس التعاون الخليجي، ولا دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن تقف ضد إرادة شعب بأكمله، ولن يعملوا شيئا لدكتاتور صغير متشبث بالكرسي انتهت صلاحيته، ولا يريد أن يرحل بسلام، ولو كان وحدويا فعلا لقدم استقالته ورحل، على الأقل من أجل الوحدة التي يدعي أنه صانعها، رغم أن الوقائع تقول بأنه يسعى لتدميرها.
ما يجري اليوم في الجنوب هو بداية جرائم حرب يرتكبها النظام، بكل بشاعة للحفاظ على كرسي علي عبدالله صالح. وعلى المخلصين من أبناء اليمن أن يتنبهوا لها، لأن هذه الجرائم المتمثلة في قصف المدن وتشريد الأهالي، وتدمير المنازل، واستهداف المدنيين، سوف تحرجنا مع العالم عندما تطالبنا المحاكم الدولية بتسليم مجرمي الحرب، وسنقف في حيرة من أمرنا بين التخلي عن السيادة أو التخلي عن العدالة.
نحن الآن في بداية حرب أهلية يقودنا إليها رئيس فاشل، متشبث بالكرسي، لا يكترث بأرواح أبناء اليمن، ولا يهمه أن تحترق البلاد والعباد، مادام أن دار الرئاسة في صنعاء سليم، ومطار صنعاء تطير منه الطائرات، وإذاعة عباس الديلمي قادرة على بث أغاني أوبريت براقا لمع، وقنوات اللوزي قادرة على امتاعه برقصة البرع. لا يهمه أن يموت جميع أهالي الضالع أو أن يبيد جميع سكان أبين، مادام آبار البترول تصب في جيبه، وهو يريد ان يعمد وحدته مرة أخرى بالدم وليس بالتضحية بالمنصب.
هذا الرجل لن يقاتل بنفسه من أجل الوحدة ولن يرسل أولاده، ولا أولاد أخيه، إلى أرض المعركة بل إنه يرسلهم حاليا إلى الخارج لمشاهدة سباقات السيارات، ولن يتردد في منع الجائفي وعلي محسن من السفر إلى الخارج لأنهما غير مستعدين الآن للدفاع عن وريثه غير الشرعي.
ورغم ذلك، مازالت الفرصة مواتية للخيرين من أبناء اليمن ليس فقط لمنع النظام من الإنزلاق في ارتكاب جرائم حرب ولكن لإنقاذ الوحدة نفسها، من رئيس غير مبال يتمنى له أصدقاؤه السقوط في أي لحظة، لأنه أصبح عبء كبير عليهم. الوحدة يمكن أن تبقى إذا ما تغيرت القيادة غير المسؤولة في صنعاء، ولا يمكن أن تستمر في ظل تجييش شعب الشمال ضد شعب الجنوب. وعلى عقلاء اليمن أن يدركوا أن استنجاد الرئيس بخطباء المساجد وتشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن كرسي الرئيس تحت ستار الدفاع عن الوحدة، سوف يقودنا إلى حرب أهلية خطيرة من أجل هذا الكرسي الذي يسعى لتوريثه لأحد أبنائه أو إبقائه في اسرته، وهذا ما لا يمكن أن يحدث.
وأتمنى من عقلاء اليمن أن يتدارسوا الأمر الخطير الذي يقودنا إليه هذا الرئيس ومستشاروه، وأن يتوجهوا إلى دار الرئاسة في محاولة أخيرة طالبين من الرجل أن يضحي بالكرسي من أجل الوحدة بدلا من أن يضحي بالوحدة من أجل الكرسي، وهو ما لن يفعل، ولكن بعد ذلك فإن العقلاء في حل من أمرهم، وعليهم سحب بساط الشرعية منه لأن البلاد أغلى من كرسي الرئيس.