القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
لوس أنجليس تايمز، وواشنطن بوست، ونيويورك تايمز، هي الثلاث الصحف الكبرى في الولايات المتحدة، الأكثر رزانة، والأقوى تأثيرا على صانعي السياسة الأميركية بلا منازع. وعندما ترسل الصحف الثلاث مندوبين إلى صنعاء لإجراء تحقيقات عن الوضع الدائر في اليمن، وتفرد صفحات للتحذير من مخاطر إنزلاق البلاد إلى فوضى شاملة، فإن الأمر يستحق التمعن. هذه الصحف الثلاث على وجه التحديد معروفة أكثر من غيرها، بشبكة مصادرها القوية، وعلاقة صحفييها مع صانعي السياسة الخارجية الأميركية، وبالتالي فإن أي سياسي عربي يهمل ما تنشره إحدى هذه الصحف عن بلده، عليه أن يترك السياسة ويفتح صالونا للحلاقة.
فعندما تحذر لوس أنجلوس تايمز من أن الجمهورية اليمنية أصبحت قنبلة موقوتة، فهي تتفق مع ما يطرحه رموز في الحزب الحاكم بأن الرئيس الحالي، صمام أمان، ووجود صمام أمان في غياب آلية لتبادل السلطة سلميا بعيدا عن التوريث، يعني أن صمام الأمان عندما يتلف أو يفلت أو تنتهي صلاحيته، قد يسرع في تفجير القنبلة. وعندما تشير نيويورك تايمز إلى أن الرئيس اليمني أصبح أخطر من الحوثيين ومن الإنفصاليين على وحدة بلاده، فهي دون أن تدري تتفق مع الرأي المشار إليه. وعندما تنبه واشنطن بوست إلى أن هناك حربا أهلية ذات أبعاد عنصرية وطائفية بدأت تدور بالفعل بين الهاشميين والقحطانين، فإن علينا أن نرفع أجراس الإنذار، لأن موعد الانفجار قد اقترب. هذه التحذيرات لم ترد في الشموع أوأخبار اليوم كي نستهين بها، وليست من أكاذيب البلاد أوالدستور، كي نعافها، ولا من أباطيل موقع الحقيقة أو أسرار برس كي نتجنب رائحتها، بل منشورة في صحف دولية أسقطت رؤساء وكشفت فضائح وغيرت سياسات.
على المخلصين من أبناء اليمن داخل المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الإشتراكي اليمني، وبقية أحزاب المشترك، والرابطة والتجمع، والقوى المستقلة في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه، أن يتداعوا لإنقاذ البلاد، وأن يدركوا أن الجمهورية اليمنية ليست ملكا لعلي عبدالله صالح يفعل بها، ما يشاء، يضرب فيها الجنوب بالشمال، ثم يرتد لضرب الشمال بالجنوب، وصعدة بالضالع، وبكيل بحاشد، ويضرب حاشد بيافع، وحوث بالعصيمات، ومأرب بالجوف، وعبيدة بسنحان، والسياسي بالقومي، والناصري بالبعثي، والاشتراكي بالإسلامي، والعدناني بالقحطاني، والقحطاني بالزنداني، والرازحي بالذارحي، والسنحاني بالخولاني، وباجمال بالإرياني، والشاطر بالبورجي، والبورجي بالسنباني، والشميري باللوزي، والسوادي بالعامري، والآنسي بالسادسي، وعلي محسن بعلي مقصع، ويضرب البنك المركزي بالأمن المركزي، كما يضرب السني بالشيعي، والزيدي بالشافعي، والبنزين بالديزل، والخير بالشر، والفضيلة بالرذيلة، والتنمية بالعشرة في المية.
هذه هي خطة التنمية الثلاثينية التي أوصلت البلاد إلى درجة من الخطورة تلفت انتباه الصحافة العالمية. لهذا يجب أولا على الأوفياء من أبناء سنحان داخل القوات المسلحة وخارجها، أن يتداركوا الخطر في وقت مبكر، لأنهم جزء من هذا الوطن العظيم، ولا يجب أن يسمحوا باستمرار سياسة الفتن والنعرات، وإشعال الحروب بين هذا وذاك، لأن صوملة اليمن سوف تأكل بنارها الجميع، ولن يدفع ثمنها الفاسدون في الحزب الحاكم، ولا الهاربين خارج الوطن، ولا الوزراء الجالسين خلف مكاتب وثيرة، كما أنها لن تصيب ناهبي الأراضي ولا ساكني الفلل بل ستصيب أول ما تصيب ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن الذين يزج بهم أصحاب المصالح إلى خط النار الأول.
ومما يدعو للأسف أن دماء شهداء القوات المسلحة والأمن، سالت بغزارة في الآونة الأخيرة ليس دفاعا عن أرض أو شعب أو وطن أو حق مسلوب أو سيادة مجتزأة، ولكن دفاعا عن سياسات خرقاء، وعن مصالح فاسدين يتاجرون بدماء أبناء القوات المسلحة والأمن من أجل أن يعيش الفاسدون مع أبنائهم في قصور ضخمة مشيدة من رواتب الجنود، ويتلقون العلاج الطبي في أرقى مستشفيات ألمانيا وبلجيكا، في حين أن أيتام وأرامل شهداء الحروب العبثية لا يجدون من يمنحهم حتى علبة فول كان يأتي بها أبوهم الشهيد أو كدمة كان يفرحهم بها أخوهم البعيد.
وإذا كانت حال غالبية اليمنيين حاليا في منتهى التعاسة، فإنهم محظوظون بشيء غير منظور ولكنه أصبح محسوسا، وغير بعيد عن ذوي البصيرة السياسية، وإذا ما احسنت القوى الحية في المجتمع استغلاله، فإنه سيعود بالسعادة والرفاة على شعب عانى من الفقر والظلم والاستحمار أكثر من ثلاثين عاما منذ الاعتداء الآثم على حياة صاحب أول محاولة حقيقية للنهوض باليمن من غفوته، وهو الشهيد ابراهيم الحمدي في اكتوبر 1977، رحمه الله.
هذه اللحظة التاريخية تتلخص في حقيقة غريبة إلى حد ما ولكنها حقيقة، وهي إدراك القوى الدولية والإقليمية أن اليمن وصل إلى درجة خطيرة من التمزق والفتن الداخلية والفقر والعوز، بشكل بدأ فيه يهدد جيرانه، بل ويهدد الاستقرار الدولي حيث أن استمرار الفوضى الحالية سيحول اليمن إلى ملجأ آمن للعائدين من العراق، ومصنع بشري لتفريخ الإرهابيين وإرسالهم إلى السعودية والإمارات لتنفيذ عمليات تستهدف الاستقرار الدولي وقد تشعل أسعار النفط بشكل يكوي المستهلك الأميركي والأوروبي والياباني بشكل مضاعف ما هو عليه الأن سعر برميل النفط.
ومن مفارقات الأقدار أن الشهيد إبراهيم الحمدي، كان يشكل خطرا على الجيران، بسبب ذكائه وطموحه لبناء دولة التصحيح القوية، وكان اليمني في عهده يحظى باحترام وهيبة بين الدول المجاورة وفي العالم ككل، و أصبح الآن اليمن يشكل خطرا على الجيران وربما على العالم لأن الضعف والتمزق والفقر والفساد تجاوز الحدود المرسومة له في الاستراتيجية الإقليمية، فمنك لله يا غشمي. لقد أصبحت القوى الإقلمية والدولية مجمعة تقريبا، على ضرورة التدخل لإنقاذ اليمن من سياسات العبث والفساد، والفتن والإرهاب. ولكن هذه القوى لن تتمكن من عمل أي شئ أكثر من إبداء قلقها عبر واشنطن بوست ونييورك تايمز ولوس أنجليس تايمز، لأن القوى الداخلية الاكثر تأثرا بالوضع السيئ يبدو عليها عدم الإكتراث. وبسبب غياب الإرادة لدى قوى المعارضة، فإن الأمل الوحيد هو أن تدرك الأسرة الحاكمة أن القدرة الإلهية سخرت للشعب اليمني، قلقا اقليما وخوفا دوليا من استمرار الوضع السيئ كما هو عليه، وبالتالي فقد أصبح الشعب اليمني بفضل العلي القدير تربطه مصلحة حيوية مع دول الجوار والمجتمع الدولي لإنقاذه من محنته، وإذا لم يبادر أبناء الأسرة الحاكمة وكبار ضباط القوات المسلحة وبينهم نسبة كبيرة من سنحان، إلى الإشتراك في إنقاذ البلاد من مستقبل مجهول، فإن البديل بدون شك سيكون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو بتعبير آخر، إعطاء الاستقلال للأقاليم التي تستطيع أن تقدم نموذجا ديمقراطيا حقيقيا في المنطقة، وبسبب دواعي اقتسام النفوذ، فربما لا تعود اليمن إلى يمنين كما كانت عليه، بل قد يصبح لدينا أربع يمنات، واحدة لمجلس التعاون في حضرموت وثانية لإيران في صعدة وعمران وبني حشيش، وثالثة لأميركا وبريطانيا، في عدن وما حولها، ورابعة، لأسامة بن لادن وشريكه علي عبدالله صالح في صنعاء. وعندها سوف تتبارك أصواتنا في الجامعة العربية والأمم المتحدة، وسيكون الخاسر الوحيد هو القابع في صنعاء بلا ميناء لتهريب الديزل، ولا نفط لشراء الذمم، ولا ماء للطهارة من الذنوب، ولا حتى كهرباء مطفطفة، وعندها سنلجأ مرة أخرى للوحدة وسنقبل أن يحكمنا أصحاب الثروات حتى ولو لم يشركونا في الحكم، أما الآن فنحن شحاتون ومشارطون، بل إننا أيضا حسب التعبير اليمني الدارج" سرق ومبهريين".
* بالتزامن مع المصدر