من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود تحركا مع العراق لبحث التداعيات في سوريا عاجل تكريم شرطة حراسة المنشآت في عدد من المكاتب والمؤسسات بمأرب احتفاء بيوم الشرطة العربي مجلس الأمن الدولي بإجماع كافة أعضائه الـ15 يتبنى قرارا بخصوص سوريا تحركان عسكريان أحدهما ينتظر الحوثيين في اليمن وسيلحق بهم عواقب وخيمة وطهران لن تستمر في دعمهم منتخب اليمن يخوض خليجي 26 بآمال جديدة تحت قيادة جديدة اليمن تشارك في مؤتمر احياء الذكرى السبعين للمساعدات الإنمائية الرسمية اليابانية المجلس الرئاسي في اليمن ينتظر دعما دوليا دعما لخطة الانقاذ وبشكل عاجل دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
لا أزال مصدوما بما أسمع عن أسلوب المعاملة التي يتجرعها الصحفي والكاتب محمد محمد المقالح منذ اختطافه في 17 سبتمبر العام الماضي, حيث بدأت البشاعة من طريقة إخفائه قسريا إلى إظهاره بذاك الشكل الذي أذهل مروان دماج- أمين عام نقابة الصحفيين اليمينين حين رآه على هيئة هيكل عظمي في بداية فبراير الفارط, في النيابة الجزائية بالعاصمة صنعاء على ما أتذكر.
وظل السؤال وما زال: ما الذي ارتكبه المقالح حتى يعاقب بهذه الطريقة التي تجردت من كل معاني الإنسانية وحملت كل صنوف البشاعة والاشمئزاز؟, على أن الأكثر حيرة هو إظهار تلك المعاملات أمام الملأ على ملامح المقالح وهي تحكي فصولا من المأساة, وروايات من الاضطهاد الذي تعرض له طيلة نصف عام.
وعلى الرغم من المناشدات والاحتجاجات والمطالبات المحلية والدولية, والتي لا شك أن الأخ الرئيس علي عبد الله صالح قد سمعها أو وصلته أو تابعها من هنا أو هناك, إلا أن الأمر لم يتغير شيئا, حتى خالتنا الشكوك أن هناك شيئا ما كبيرا وكبيرا جدا, يبيّت للحريات والهامش الديمقراطي في اليمن.
ولا أريد أن أطيل هنا أكثر من اللازم, إذا تقف بي الكلمة عند أقصى حدود الرجاء من الكف عن وصف المأساة الموحشة بحق العظيم محمد المقالح, رحمة لرقرقة الدموع, وإثارة الأشجان.
ولي أن أتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بهذه الكلمات: إنك يا صحاب السيادة على هذا البلد مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن تضع حدا لهذا العبث الذي يجري تحت نظام حكمك, وعلامة حمراء للبطانة التي تزين لك بساط المآسي بلون الورد, كما أنه يجب عليك معاقبة من يسيئون لك عبر هذه الأساليب, خصوصا وأنت تشهد نهاية ولايتك الأخيرة, واعتقد جازما أنك تريدها أن تكون مسكا وأريجا في سجل التاريخ, ومكتبة الشرف, على أن المطلب الأكثر من ملح أن تحقق العدل, فتنصف المظلوم وتوقف الظالم عند حده, فبدلا من اعتقال المقالح أأمر باعتقال شيخ الجعاشن, وبدلا من إيقاف صحيفة الأيام أأمر بإيقاف الفاسدين والعابثين الذي يستظلون بمظلتك ويسيئون لك كما ذكرت ذات مرة, وبدلا من مداهمة منازل الصحفيين واعتقالهم أأمر بالكف عن متابعة القلم, وشجع الصحفيين على الوقوف بجانبك في محاربة الفساد.
إنني أريدك يا رئيس الجمهورية أن تزور أسرة المقالح؛ لترى دمعة مترقرقة على خد ابنته الصغيرة تسألك أين أباها؟, لتسمع عَبرة مكلومة من أولاده ترجوك أن تضع حدا لمأساة والدهم, لتتلمس حاجة الأسرة التي فقدت عائلها, ورأته يهان ويجرجر وقد يفقد روحه في السجن أو المستشفى جراء العذاب الذي أذاقه إياه حماة نظامك ودعامتك ومن تفخر بهم أنهم صمام أمان هذا الوطن.
إنني أتمنى يا رئيس اليمن الموحد أن يرق لك قلب وتأمر بالإفراج الفوري, على الرغم من أن عزيمة وشكيمة المقالح ستعارض هذا التمني والترجي, إيمانا منها بأن الحقوق تؤخذ ولا توهب.
ما شعورك أيها الرئيس حين تعرف أن بلال, الابن الأكبر للمقالح, يدرس في سوريا في ظل تلقيه المعلومات من وسائل الإعلام عن حالة أبيه الصحية, وعما تعرض ويتعرض له كل يوم في المحاكم والأمن والأماكن السرية؟.
ما رأيك يا صاحب الفخامة وأنت لا تحرك ساكنا في ضوء المناشدات التي وجهت لك بإطلاق سراح المقالح؟ على الرغم من أن هذه مهمة القضاء؟, ثم ما رأيك بالأسلوب الذي تعرض له المقالح وأنت تقول لنا صباح مساء أن هناك دولة مؤسسات؟.
افرض يا صاحب الحل والعقد أن المقالح ارتكب خطأ, هل ترضى أن تكون هذه المهزلة عقابا له؟ فأين المؤسسات إذن المقامة على دستور وقوانين؟.
إذا كنتَ قبلت اتفاق هدنة مع الحوثيين, وخيرا ما صنعت, وهم رفعوا في وجه نظام حكمك السلاح وأحرجوا جيشك في صمودهم الأسطوري, فلمَ لا تقبل أن تتصالح مع الصحفيين, والمعتقلين, ومع محمد محمد المقالح, لتكتمل الصنعة الحسنة في إيقافك لحرب صعدة.
إنك رئيس ولديك صلاحياتك في هذا البلد, تلك المعقولة وغير المعقولة, لكنني أقول لك, إن وُجِدَ خطر تخشاه وتعمل له ألف حساب وحساب, فلن يأتيك من القاعدة, وليس من الحراك الجنوبي, وليس من الحوثيين.. إن الخطر الأكبر الذي يداهمك سيأتيك من الداخل.. من عمق مركز اتخاذ قرارك, وهاهي إحدى بوادره قد بدت بشكلها الفاضح, في ظل صمتك المستغرَب منه, بتشويه سمعة النظام الذي تقف في قمته منذ أكثر من ثلاثة عقود.
فالمقالح لا يريد منك العفو, إنما نريده نحن له. والخيارات لديك متاحة, وأنت إنسان ذو ذكاء خارق, حسب من عرفك, وأمامك رقعة شطرنج, فإما جعلت الفوز حليفك, وحليف اليمن, بنقلات مدروسة ودقيقة, وإما حاصرت نفسك بنفسك, مع أنني لا أريد لك إلا كل خير وصلاح.
nashwanalothmani@hotmail.com