عاجل: إدارة العمليات العسكرية تصدر قرارا أدخل البهجة الى كل بيوت السوريين مجلس الشعب السوري يعلن تأييده الاطاحة بنظام الأسد عاجل: الإمارات تصدر أول بيان بخصوص سوريا ورؤيتها لتطورات الأحداث اللجنة العليا للحج برئاسة وزير الأوقاف تناقش خطط تحسين خدمات حجاج اليمن يمني يروي تفاصيل جريمة ارتكبها الحوثيون بحق 3 من أبنائه وزوجته (فيديو) جريمة تهز محافظة إب: انهاء حياة.شاب بعد شجار في مخبز قبائل إب تصعد في قضية الشيخ صادق أبو شعر وتهدد بقطع الطرق وتنفيذ القصاص بالقوة الثامن من ديسمبر عيداً وطنياً في سوريا تعليق أردوغان على قرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنياهو القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية للدور النهائي من تصفيات كأس آسيا 2027
يسعى الكثير من المتتبعين للأحداث الأخيرة "لصالح" الى إيجاد مفارقة حقيقية تعطي الشعب اليمني دافع يقطع نضرية كبار المخرفين والدجالين عندما قالو " الحياة قبلك عدم والحياة بعدك ندم " وصل ببعض المشعوذين الى التقديس الباطل ..كثيرة هي تلك العبارات التي قد تخرج صاحبها عن إطار الحب الطبيعي الى الشرك الأعمى..كذلك الحقيقة التي تناثرت في ميدان السبعين والتحرير من أجل مبالغ يشري بها صالح ذمم الفقراء من أصحاب الجهل ، وعادة ما يكون الولاء والاحترام لشخص ما ضعيف مقابل وطن يعيشه أكثر من 24 مليون مواطن هذه النظرية الباهتة التي يزعم بها ضعفاء النفوس بان صالح دونه اليمن لاشيء ، من هنا يأتي بناء وطن يعيش فيه الجميع متساوين لبناء دولة مدنية .. لهذا نحاول ان نعقد بعض السيناريوهات حول كيفية اليمن بدون صالح .
طبيعة الشعب اليمني
لابد قبل أن نضع سيناريوهات اليمن بعد علي عبدالله صالح أن نعرف طبيعة أبناء الشعب اليمني والبداية من المحطة التي راهن عليها العالم هو ظاهرة "السلاح في اليمن" وأثبت اليمني من خلال النزعة الإنسانية الخيرة لأبناء الوطن بعدم حمل السلاح ..فكان المواطن الذي يمتلك أسلحة تقدر بتدمير المئات لاقدر الله يأتي الى ساحات التغيير والإعتصام دون سلاح ويشارك في تلك المسيرات وبيده علم الجمهورية اليمنية بكل فخر واعتزاز ..يردد سلمية سلمية وصدره يتلقى رصاصات البلاطجة من أتباع "صالح" ،هذا هو الشعب الذي كنا منذ البداية لهذه الثورة نراهن على فطرة أبناءه السليمة وأمتلاكهم أكثرمن ستين مليون قطعة سلاح بالمقابل هم يمتلكون أكثر من 24 مليون عقل يمتاز بالحكمة والأيمان والصبر والشجاعة والخير، غير أن صالح عندما راهن على (الشعب المسلح) خسر كل الرهانات .
وبطبيعة الشعب اليمني الذي يسعى دائما إلى الأمن والاستقرار كان من الملايين الذين يخرجون إلى ساحات الاعتصام بالمقابل ملايين صامتة في منازلها تدعوا الله أن يحفظ اليمن وأمنه واستقراره هذه طبيعة اليمني في الداخل والخارج .
السقوط الغامض ..
رغم التكتم والغموض حول كيفية اغتيال صالح في جامعه الصغير داخل دار الرئاسة والتي كانت الرواية التي تؤكد أنه سقط بين مقربيه من ركائز النظام يثبت للكثير أن صالح يعيش حالة صراع داخل أسرته الحاكمة نفسها ، ولم يُستبعد أن يتم اغتياله بين مقربيه ..وتؤكد روايات أخرى تطبيق سيناريوهات مكذوبة كي يتمكن صالح من الخروج من مأزق المبادرة محاولة إغتيال المشايخ في منزل عبدالله بن حسين الأحمر ومحاولة اغتيال اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع أوقع صالح بعد تلك الأحداث في نفق لا يستطيع إلا بالخروج بطريقة مشروعة تمكنه من مغادرة البلاد مع معاونيه وتمكين أقربائه البقاء في مناصبهم العسكرية في سبيل الحماية ، وحسب الصور التي أظهرت الجامع وهو بحالة تثبت أن الاستهداف كان من داخل الجامع نفسه ومن داخل القصر الجمهوري ، وتأكيد أخرون سماع إطلاق قذائف من أحد المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري في نفس الوقت في ظهر تلك الجمعة ، ورغم عدم اعتراف أي جهة من أطراف الصراع التي تواجه صالح بتنفيذ الهجوم يؤمن الثوار من الشباب في محافظات عدة برحيله بشكل نهائي مطالبين بتشكيل مجلس إنتقالي ، غير أن ما يؤكد المحليين في اليمن من قبل أن صالح أصبح بين خيارين لا ثالث لهما هو إما أن يُقتل أو يفر من اليمن لكنه كما يبدو الى الآن أن "صالح" أخذ الإحتمالين وهو أن غادر بصفة الرحيل وهو محمول على سرير المرض الذي كانت تقول بعض الروايات أنه بحالة خطرة أي بين الحياة والموت .
احتمالات قد تطول لكن دون براهين تؤكد حقيقة محاولة اغتيال علي صالح ومدى تحقق مقولته الشهيرة سنواجه الموجة بالمواجهة ،وحسب التسجيل الصوتي لصالح بعد الحادثة بساعات يتهم "صالح" ساحت التغيير بساحات التغرير رغم بقاء شباب الثورة موقفهم في طريق أهداف الثورة السلمية ، غير أن الإحتفالات التي كانت تقام في الساحات بمغادرة صالح البلاد هو توافق أهداف ثورتهم السليمة ، معتبرين أن أسر الشهداء منذ بداية الثورة يتضورن حزنا على أقربائهم حتى وصل أحد شباب الثورة الى مقارنة إصابته بالغاز السام الذي أقعده أكثر من شهر بتعافي "صالح" لمدة أسابيع هذا ما يؤكد أن العودة إلى اليمن احتمال مستبعد .
صالح والمطالب المشروعة.
يؤمن الجميع بأن المطالب المشروعة للمواطن يكفلها القانون والدستور ، غير أن عودتنا إلى الظروف والأزمات التي مرت بها اليمن كانت غالباً تصرفات شخصية من صالح لتحويل تلك المطالب المشروعة إلى فتن وحروب تكبدت اليمن الكثير من الأموال مقابل تلك التصرفات التي كانت ستُحل بأقل من تلك الخسائر الفادحة التي ارتكبها "صالح" ، من تلك مطالب الحراك وصعدة ، والتي أثبتت تلك الأزمات إلى أن من أفتعل الأزمة وجعل من الوطن جرح ينزف هو "صالح" وكذا نهب الأراضي في الجنوب والشمال والتي كانت الأراضي في اليمن تصرف من قبل "صالح" ونافذيه بشكل مباشر وعادة ما تستقطع من أراضي مواطنين لا يمتلكون سوى المواطنة لهذا الوطن ، وبما أن نظام حكمه كان يرتكز على القبلية والحكم الشخصي والعسكري والهبات طالما كانت تُصرف الأموال والسيارات والرتب العسكرية على مشايخ من أصحاب النفوذ الذي طالما نجدهم لا يفارقون بوابة دار الرئاسة بينما خريج الجامعة لايجد وظيفة يسد بها رمقه ، بعدها لا يُسمع من مواطن شكوى أو مظلمة إنما من الشيخ فلان ، ولأبنا الجعاشن مثال يحكي تفاصل الألف عندما نكل بهم الشيخ والشاعر المقرب من الرئيس وصادر أراضيهم ، وكونهم أول من يطئ ساحة التعيير من مئات الأسر قبل مدة يأتي الشيخ من محافظتة الى صنعاء لحرق خيامهم ويجرجر بعضهم في المحاكم ..هذه هي المطالب المشروعة لدى "صالح" فأي دولة يقوم المواطن بالمطالبة بحقوقه فينكل من قبل الشيخ لأن ولاء الشيخ للرئيس أقوى من الوطن !! وأمثال أولئك كثير .
صالح والمحسوبية
خلال فترة حكم صالح آمن الشعب اليمني أن من لا يمتلك وساطة أو مال للرشوة فانه لن يحصل على حقوقه المشروعة ، والذي ينطبق على تلك المحسوبية هو أن ترك الفرص السانحة أمام أسرة واحدة تعبث بخيرات الوطن ، والجبال والوديان والمساحات الكبيرة ملك الأسرة الحاكمة وصل بذلك إلى أن أخذ أحد أقارب الرئيس (خاله) مليارات الدولارات كقرض على اليمن ليذهب إلى مشروعه الخاص والتي كانت قرضاً على أبناء الشعب بأكمله ، هذا هو النظام الذي يحكم على خيرات الوطن وينهب أمواله يحكم بالمحسوبية والرشوة والظلم ناهيك عن تلك المناصب والرتب العسكرية التي يشغلها أقرباء الرئيس وتقريب المقرب من الأسرة الحاكمة الى أموال الشعب ويردد "صالح"عبارته الشهيرة (خليك أحمر عين ) يقصد بها فتح باب الفيد على مصراعيه لمن حوله ،طريقة تقاسم أموال الشعب أساس حكمه في اليمن والمحسوبية التي أكلت المواطن قبل أن يأكله الدهر ركائز لتسيير شؤون الحكم ، وصل بذلك إلى أن يفكر المواطن بكيفية جلب وساطة من أحد النافذين قبل دخول أبنه الجامعة ..هنا قصة طريفة قالها خريج جامعي لأكثر من عشرة أعوام عند ما قرر عدم مبارحة الساحة المطالبة بإسقاط الظلم أنه وجد أسمه فى صفحة الجريدة الرسمية لاستيعاب العاطلين من خريجين الجامعات والتي تكدست ملفاتهم منذ عشرات السنين في وزارة الخدمة المدنية ..غير أنه نظر إليها بسخرية وقالها بحسرة عن تلك السنين التي لم يبارح بها أبواب الجهات الحكومية للمطالبة بدرجة وظيفة بعد أن ضحى بكل ما يملك من المال لكن دون جدوى ..بعدها تذكر دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية ليقرر بنفس عميق يملاه الحزن الذي يذكره أثناء دراسته في الصف السادس من المرحلة الأساسية يقول : كان لي زميلين والدهما من أصحاب النفوذ في نفس مرحلتي الدراسية يعرضون لي بطائقهم الوظيفية ..والتي كنت آنذاك أحلم بوظيفة بعد الجامعة فلم أجدها .. هذه إحدى القصص المأساوية التي تثبت أن هذا النظام حكم الشعب طيلة تلك الفترة بالمحسوبة والرشوة.
صالح والاقتصاد..
اليمن بطبيعتها تمتاز بموارد اقتصادية مهدورة بين النهب والإهمال ..فتلك الاستثمارات التي لا تقارن مقابل الفرص الاستثمارية الضخمة باعتبار اليمن تحتل أهم موقع إستراتيجي ..غير أن العقلية التي بناها "صالح" هي توزيع الأرض للمقربين له وتركهم يبطشون بالمستثمر والاستثمار ..وباعتبار أن أكثر المستثمرين لا تخلو استثماراتهم من شراكة نافذين لدى هذا النظام ، أضف التعامل الذي يخول الرئيس وأقرباءه بحرية التصرف بالمال العام دون اعتراض احد ..ومن ذلك صرف مبالغ مالية خيالية من وزارة المالية والبنك المركزي باتصال تلفوني من صالح دون حسيب أو رقيب ، ومن العيب أن نذكر الاقتصاد اليمني أمام تعامل صالح معه وكأن ف الأمر "دكان " يملكه وأسرته سعيا منه إلى تطبيق المقولة التي قسمت ظهر الشعب اليمني طيلة 33 عام وتفي بـــ(جوع شعبك يتبعك ) ، والحكايات تثبت أن نظام علي صالح دمر الاقتصاد اليمني ، وباتت الموقع الإستراتيجي لليمن منها الشريط الساحلي والموانئ والجزر اليمنية مهدورة سوى الجبال التي حوله إلى ثكنات عسكرية .
الصراع من أجل البقاء
عاش الرئيس علي عبدالله صالح منذ توليه الرئاسة حقب تاريخية قائمة على الصراع وكان أول خطوة أجتازها للحصول على كرسي الحكم أن تخلص عبر خطوات معينة من سابقيه في الحكم , ولأن الرئيس اليمني تولى الرئاسة بالسلاح كما يؤكد الصحفي عبدالباري عطوان أنه لن يسقط إلا به ..لدليل واضح على سياسة الصراع من أجل البقاء وتقوية شيح بالمال والسلاح على أخر ويعطي تلك الجماعة تسهيلات لتكون نداً لأخرى وصل به إلى إيجاد النزعات المذهبية والطائفية ، و يؤكد الكثير ممن عرفوا صالح وعاشوا معه أن الشخصيات التي تمثل له خطر ويعجز على إدخالهم في صراع قبلي أو مذهبي فأنه يلجئ إلى التصفية بالاغتيالات وكان المتحدثون مؤخراً في هذا المجال يسردون قائمة شخصيات اغتالها صالح ليخلوا له الجو بعد التخلص من أعدائه ولعل مؤخرا كانت القبيلة التابعة للشيخ صادق الأحمر(حاشد) قد حاول إقحامها هي الأخرى في حرب مع الحوثيين والذين خاضوا حروب شرسة معه وكذا محاولة زج المعتصمين في الساحات بالاقتتال مع أصحاب المنازل المجاورة وحادثة ردة الفعل عندما حاول إرسال وساطة من قبائل سنحان الى اللواء على محسن الذي أعلن مساندته للثورة الشبابية ليحاول اغتيال اللواء وقتل الوسطاء ، وما جرى في الحصبة أثناء تواجد وساطة أخرى في منزل الشيخ عبد بن حسين الأحمر الذي حاول التخلص من الوسطاء والمشايخ المتواجدين في المنزل عبر إرسال صاروخ أدى إلى مقتل البعض منهم، ولا يقتصر ذلك الصراع على تلك الأطراف بل حال بأن يلعب بأوراق أخرى من أجل الحصول على الأموال والتأييد كما يفعل مع دول الجوار والدول الأخرى ، لهذا الجميع يجزم أن خروج صالح من دائرة الحكم يجعل اليمن يعيش بلا صراع اوتناحر بين القبائل .
الوحدة بدون صالح
كتلك الكلمات التي تحرق أحشاء اليمن في كل ذكرى لعيد الوحدة المباركة التي تمجد صالح وتعطيه الوطن بأكمله مقابل صدفة تاريخية في العام 90 م لكنه سرعان ما عبث بها بع مرور أربعة أعوام فقط ..لولا دماء الشهداء الطاهرة في جميع أنحاء اليمن لكان صالح قد أوقع الشعب اليمني في حرب أهلية حقيقة ولولا الشرفاء في الشمال والجنوب الذين ضحوا من اجل الوحدة لا من أجل صالح .. بعد ذلك يتحول إلى صانع الوحدة ومحقق اليمن ، لكن التأريخ يحفظ لصالح حقه رغم إيجاده لتلك الهوة بين جميع أبناء المحافظات منها الشمالية والجنوبية لتظهر بعد ذلك المناطقية والعنصرية وعدم الرضاء والقبول بالآخر حتى أن المواطن يجد نفسه غريب في إحدى المحافظات الجنوبية وكذا الشمالية ، الشرخ الذي حاول أن يجده النظام طريقة أخرى للإستقواء على حكم الشعب اليمني مطبقاَ المقولة أن" اليمن توحدت أرضاَ دون أنسانا " .
وكعادته في ظل الثور الشبابية السلمية التي تداعى لها أبنا اليمن انطفأت تلك الاصوات التي كانت تطالب بالانفصال بجنوب البلاد مما ولد النظام الحقد في نفس الشعب ليلوح بالانفصال وصل به إلى توزيع الأعلام الانفصالية لمحاولة قمع ثورة الشعب اليمني لكنه باء بالفشل فزادت الثورة أبناء الشعب وحدة وتماسكا ، فصار الشعب الثائر في صنعاء يئن لجرحى الثوار في عدن وأبناء تعز الذين عزموا أن تكون صدورهم العارية في مقدمة المسرات في عدن وصنعاء ..إنها لوحدة حقيقة تمناها اليمنيون منذ زمن بعيد ، وإنما من شوه الوحدة وجعلها محل صراع هو النظام نفسه .
الشعب بدون علي عبدالله صالح.
قبل مغادرة "صالح" اليمن كانت أزيز المدافع ودوي الإنفجارات المتواصلة تهز أرجاء العاصمة صنعاء ومع نزوح شبه كاملة للسكان ومغادرتهم تخوفا من القذائف وحرب الشوارع اكتوت تلك الأحداث على سوء الأوضاع المتدهورة في شتى المجالات ..ووسائل النقل تجمدت ومحلات تجارية أغلقت ومنشئات حكومية خرجت عن سيطرة الدولة كل تلك الأوضاع زادت سوء في ظل وجود صالح لم يكن يعُرف لدى البعض أن بعد مغادرة صالح صنعاء ستكون العاصمة في مأمن من تلك الإنفجارت ولتعود الحياة إلى طبيعتها مع توفر مادة البترول والغاز ، هذه المفارقة تقودنا إلى أن صالح تعمد تخويف وترويع الشعب بطرق لا نعرف مدى إسهامها في تعجيل الثورة وإنجاحها ، تبقى الفرضيات قائمة والاحتمالات هي محل الإجابة عن اغتيال "صالح" ، وبتأكيد جميع الأطراف من بينها شخصيات من النظام أن رحيل علي صالح من اليمن يُخرج البلاد من سيناريوهاته المقصودة في اختلاق الأزمات .