رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات
ما تعانيه اليمن اليوم هو نتيجة طبيعية وحتمية للتفرد بالقرار والتعظيم والتبجيل والتقديس لما يسمى بالرئيس المعجزة والذي يملك كل السلطات المطلقة في الدولة بدون رقيب ولا حسيب .
وصلت الجرأة بالرؤساء العرب إلى أن يتجرأوا على تعديل الدستور وتفصيله على مقاسهم الخاص وفعلوا ما لم يفعله من قبلهم فأرادوا أن يورثوا الجمهوريات في سابقة تاريخية عجيبة كما حدث في سوريا وكان سيحدث في أكثر من دولة عربية لولا قيام الثورات الشعبية مؤخرا لتلغي هذا المشروع الفاشل في توريث الشعوب وبالـتأكيد في إطار الممارسة الديمقراطية والنزاهة الإنتخابية .
العقلية السيكلوجية العربية قديما وحديثا تميل الى تعظيم الفرد وتقديسه مما يصنع منه طاغوتا بشريا يأمر فيطاع وتنفذ كل رغباته ونزواته متجاوزا القانون والدستور فهو القانون والقانون هو كما قال أحد المخلوعين مؤخرا .
المتأمل في ثورة السادس والعشرون من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والتي قدم فيها اليمنيون آلاف الأرواح وبلغت التضحيات فيها الكثير والكثير حتى نجحت الثورتين في كسر ظلم الإمامة إلى الأبد ودحر الإستعمار إلى الأبد أيضا، ولم تمض إلا سنوات قليلة بعد قيام الثورتين حتى عادت الإمامة بوجه جديد وقناع جديد ، عادت الإمامة بوجهها الديمقراطي الحديث والتي جمعت بين بشاعة الإستعمار الداخلي وبين ممارسة المدرسة الإمامية في الظلم والتعجرف ونهب مقدرات البلد لصالح فئة معينة من المجتمع بينما يتضرع بقية الشعب ويلات الجوع تحت لافتة الجمهورية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة الذي لم يحدث منذ قيام الثورة اليمنية وما حدث هو مجرد إنقلابات عسكرية أو إغتيالات سياسية أو تسليم للسلطة بالقوة نتيجة لثورة شعبية عارمة .
من هنا حتى لا تتكرر تلك المآسي فنحن بعد حوالي خمسين عام من الثورة لم نحقق أبجديات أهداف الثورة في العيش الكريم والتعليم المثمر والحرية الفكرية والسياسية وغيرها من الأهداف المنشودة التي توفر الحد الأدنى للكرامة الإنسانية والتي يجب ان تتحقق بعد قيام ثورة تصحيحية عارمة استشهد في سبيلها الآلاف من الثوار .
تأملت فوجدت السبب الرئيس في كل المشاكل التي تعصف باليمن هو موقع الرئيس أيا يكن فالرئيس مطلق الصلاحيات هو سبب مشاكل اليمن ، يأتي الرئيس معلنا إحترامه للدستور والقانون ثم يمارس الإنقلاب الناعم على الدستور والقانون بشراء الولاءات وتزوير الإنتخابات وخلق أجواء توحي أنه يحمل الأغلبية في ممارسة ديمقراطية أمام العالم تبطن لمفهوم الدكتاتورية في الداخل .
بعد عام ستنتهي الفترة الإنتقالية وسيدخل اليمن في متاهة جديدة إسمها "من هو الرئيس القادم " ومن أي فصيل وإلى أي منطقة جغرافية ينتمي وهل هو رجل توافقي ام لا ..والخ من تلك الدوامة التي ستدخل اليمن في صراعات جديدة من شراء الولاءات والتوازنات ومؤكد أنها ستعصف باليمن ، في أثناء ذلك ستجد الكثير من الأصوات المرتفعة المطالبة بالتمديد للرئيس الحالي لأنه يمثل محور التوافق بين كل الفصائل والمكونات ولأن المصلحة تقتضي ذلك .
والحل في اعتقادي هو التخلص من هذا الموقع إلى الأبد ليصبح هذا الموقع بلاصلاحيات وإنما موقعا شرفيا خالصا بانتهاج النظام البرلماني كنظام حكم في البلد ، وميزات النظام البرلماني كثيرة جدا وتفوق النظام الرئاسي او المختلط خاصة في ظل واقع مثل واقعنا يقدس فيها الأشخاص إلى درجة اللامعقول .
من أهم ميزات النظام البرلماني والتي إن أسقطناها على واقع المجتمع اليمني هو أنها ستلغي الجدل القائم على موقع الرئيس والأموال الطائلة التي ستنفق على ذلك من قبل المؤتمر الراغب بالعودة إلى كرسي الرئاسة وبين مكونات الثورة والتي بالتأكيد لن تفرط في هذا الموقع بعد نجاح الثورة في إزاحة الرئيس السابق .
من المميزات أيضا ان اليمنيين سيتجهون إلى النظام الحزبي والتصويت للقوائم الحزبية بعيدا عن الأفراد وهنا ستبدأ الممارسة الحقيقية للعمل السياسي في اليمن وستكون نتائجها مثمرة بالتأكيد ومن ثمارها سيكون هناك مجلس نواب يملك الكوادر والخبرة بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات .
Eng.Abdulrahmann@gmail.com