آخر الاخبار

رئاسة هيئة الأركان تنظم حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الفريق ناصر الذيباني. تصعيد عسكري حوثي في تعز.. القوات الحكومية تعلن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات واحباط محاولات تسلل قرار جديد للمليشيات الحوثية يستهدف الطلاب الذين يرفض أولياء أمورهم سماع محاضرات زعيم الحوثيين تحرك للواء سلطان العرادة وتفاصيل لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة في التحالف العربي الفريق السلمان إلى جانب اتهامات سابقة.. أميركا توجه اتهام جديد لروسيا يكشف عن تطور خطير في علاقة موسكو مع الحوثيين النشرة الجوية: طقس جاف شديد البرودة خلال الساعات القادمة ومعتدل على هذه المناطق صحيفة أميركية تقول أن حماس وافقت لأول مرة على مطلبين لإسرائيل جولة ساخنة في أبطال أوروبا.. برشلونة يقترب من التأهل وسقوط جديد لمان سيتي الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار دعوات دولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تصاعد الأزمة

إستشهادي أم إنتحاري؟
بقلم/ عبدالقوي الشامي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 25 يوماً
الخميس 16 أغسطس-آب 2012 10:31 م

ما كان للمنتحر الذي فجر نفسه منتصف الشهر الفضيل بحزام ناسف في مدينة جعار في بيت عزاء ما كان له أن يقدم على مثل هذا العمل الأكثر دموية وتوحش في هكذا مناسبة وتوقيت, لولا استغلاق فهمه على تأويلات شاذة تعُني بأن: القتل أينما وكيفما كان وبحق ايٍ كان هو جهاد في سبيل الله, ولولا يقينه بأن الجنة مثواه وفق ما زُينَ له تحت الأرض من قبل شواذ العقيدة, الذين فروا بحياتهم بعد ذلك متنكرين بملابس النسوة.

هذه المقتلة, وما نعيشه هذه الأيام من مقتلات متنقلة هنا وهناك, تذكرني بحكاية تلميذ المدرسة, الذي أقدم على قتل أبيه لأن المدرسة قررت القيام برحلة خاصة للأيتام, ثم الحق عمه بأبيه ليصطحب ابن عمه عزوة وسند في الرحلة, وبعد ان أجهز عليهما صادف عمته في الطريق فلم يتردد في قتلها لأنه اعتاد القتل, واخبراً أقدم على الانتحار لأن المدرسة قررت إلغاء الرحلة...

هذه الحكاية بدوافعها الهزلية ومعطياتها الكئيبة تلخص عبثية القتل وسفاهة سفك الدم, التي تصول وتجول بفخاخها في كل مكان, إذا ما أسقطناها على واقع الحال الذي نعيشه, فيمكن اعتبار المَدرَسة هنا من الناحية الرمزية التنظيم الإرهابي الذي يتربّص براءة التلميذ, ويستغل هشاشة حصانة التفريق لديه بين النصيحة والخديعة, أما الرحلة فهي البرزخ المفخخ (الصاعق) المؤمن للحياة الأبدية, حياة المروج والزمهرير مع عذراوات الجنّة, واليتم هو الشرط الأساس لمجانية الرحلة الذي سيتوفر بقتل كل الأهل والأقارب.. 

  أما المحرضون أصحاب هاروت وماروت الذين يتسّقطون معانات الشباب وحاجات القُصَر, الذين يشترون حياتهم بالأوهام فهم نوعان: الأول ذا جنوح غريزي, يُلّح على صاحبه بعلة الأخلاق المشوهة, وبتبريرات دينية مغلوطة, يسعى إلى إعمار القلوب بدمار العقول ويصور قتل الأخرين أفراداْ وجماعات نحراً وغدراً بأنه: فتحاً جهادياً وإمتلاكاً أصيلا لناصية الشهادة .. بدأ بـ(الكفار) في أفغانستان وفلسطين ثم انتقل الى المسلمين في العراق والصومال وبعدها في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء لينتهي به المطاف فتكاً وغدراً بالأهل والأقارب في مجلس عزاء, لأنه بالنتيجة التي صُورت له إستألف الإنتحار وأستأنس القتل الجماعي, وان ارتكب على أصداء القران الكريم.. والثاني لا يختلف عن الأول في الوسيلة وإنما في الهدف, وقد يتبادلا المنفعة, اتساقاً مع أفضالهما المتبادلة منذ حرب صيف 94م .. الفرق أن الثاني يسعى لأعمار مملكته الدنيوية الخاصة, بجماجم الأبرياء, فيما الأول يحاول تدشين مملكته الأخروية الموهومة تدشينها في الدنيا على حساب البراءة والأمن العام والسلم الاجتماعي.

أما المنتحر على الرغم من كونه الحلقة المركزية في إرهاب الغدر, فأنه الفقيد عند اقتسام النتائج, مجرد ضحية أفك محلي وثمن لمغالطة عالمية كبرى تتاجر بالقتل جملة ومفرّق, تلميذ أغوته وعود فردوسية, ممن لا يملكون بصيرة ولا سند, وعود حاصرت البراءة من كل الاتجاهات ولم تترك لها سوى الإيفاء بشرط مجانية الرحلة الى الفردوس .. وأياً كانت المبررات التي يسوّقها المنتحر لذاته وهو يسجل وصيته, فأنه في المحصلة النهائية قاتل لنفسه وللأخرين في آن, أي أن جريمته مركبه تدعو إلى التحفظ بقوة على أي احتساب يتجاوز عقاب القتل المركب.

أما الذين يوفرون الدعم المادي واللوجستي للقاتل (السفري) فالسؤال الأساسي الذي يوجه لهم: لماذا لا ترسلون أولادكم الى الجنة؟ والسؤال الفرعي عن ماهية التفسير الذي يقدموه لأنفسهم وهم يتلقون النتائج بقتل العشرات وأحيانا المئات من بني جلدتهم وعقيدتهم؟ .. فان اقتنعوا بجريرة ما يقترفوه بحق الفرد والمجتمع, واستطاعوا النوم في المساء ومداعبة أطفالهم صباح كل جريمة, فمن المؤكد أنهم ليسوا من البشر ولا صلة لهم بأحاسيس ومشاعر الناس الأسوياء الأتقياء وان لحاهم مجرد لحى تيوس.

وأما في الإجمال فنقول: إن المرء يصاب بالصدمة من تصريحات بعض رموز الإرهاب التي تقول: أن الإسلام شجرة تغذيها الدماء وأخرى تدعو الانتحاريين, لجعل نحورهم دون نحورهم .. تصريحات وأحاديث مبنية على الانتحار والقتل الجماعي لا تغدو عن كونها مجرد لغو موغل في العنف والتخلف, لغو منحرف يستسقي الدم ويستجر لحوم البشر, لغوٌ يتناقض في المبنى والمعنى مع كل ما عرفناه وتعلمناه من أهلنا وفقهائنا وعلمائنا عن سماحة الإسلام باعتباره دين سلام, دين رحمة ومحبة. والراسخ أن حسابات الجنة والنار حق إلهي لا دخل للبشر في توجيهه وأي اجتراء على هذا الحق يمثل تحدياً لإرادة الحق, استثناءه الوحيد شفاعة سيد البشر رسول الله صلى عليه وسلم.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
حافظ مراد
حكاية من تحت الأرض.. صرخة ضد ظلم الأسد
حافظ مراد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
علي محمود يامن
كتابات
سليمان الحماطيإب والجرأة الممكنة !!!
سليمان الحماطي
فاروق أحمد الكماليالأمن أولا
فاروق أحمد الكمالي
موسى العيزقيهادي على خطى مرسي..!
موسى العيزقي
عبد الله عبد المؤمن التميميمسلسل همي همك.. بلا هموم هذا العام !!
عبد الله عبد المؤمن التميمي
مشاهدة المزيد