تين سنحان وبلَّس ظليمة ونقل العاصمة إلى جيبوتي
بقلم/ عبدالقوي الشامي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 12 يوماً
الأحد 29 يوليو-تموز 2012 10:55 م

من المعروف أن كرسي الرئاسة قد جاء لعبدربه على قاعدة الحظ قلب الشطارة, ومن تجليات تلك الجيئة, انها اضطرت الرجل القيام بما يتيسر من مهام الرئاسة من على كرسي النائب, وبدلاً من تَمثل المهام الكاملة للرئاسة نجده يمتثل لدور النائب المشاكس, رُغم انه (هادي) اول رئيس مُنتخب على مدى التاريخ شمالاً وجنوباً, صحيح ان صالح, رضخ لهذه الحقيقة وقام بتسليمه العلم, لكن المفاتيح ما زالت في جراب الحاوي.

  ورغماً عن صوت بن عمر الذي بحَ تهديدآ بشق الجراب بعصى مجلس الأمن, وعدم الشعور بالبأس من طلب الكثير من السفراء نقل عاصمة اليمن الى جيبوتي ووصول العدد اليومي لقتلى صراع سنحان وظليمة على كرسي اليمن الرفيع الى ارقام, تنافس ضحايا مجازر أسد سوريا اليومية, كما جاء على لسان الرئيس هادي أمام طلبة الكلية الحربية في 17 الجاري ((في ظل ازمة انقطاعات الكهرباء وازمة المشتقات النفطية ونتيجة انقطاعات الكهرباء والديزل تعرض الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ للموت في غرف العمليات المركزة وعمليات غسل الكلى والأطفال الخدج وكانت تصل الأرقام في بعض الحالات الى خمسين وفاة يوميآ)) ومع ذلك نجد ثمرة تين (سنحان) المعطوبة من اجل تسليم بعض المفاتيح تصر في الحصول على ضمانه من بلس (ظليمة) معمده بختم المشترك, ضمانة على غرار الحصانة, تقضي بعدم التعدي على الكرسي المعار لعبدربه حولين انتقاليين. 

  هذه المعارك بين ثمار التين المعطوب والبلس الظمئ سُلطه على السُلطة, أجبرت عبدربه على قيادة قطار التغيير على كثبان رملية من على كرسي النائب, إذ ما ان تقطره عربة مجلس الأمن من عَثره حتى يقع في اخرى, تعَثر متواصل مَرده طموح ورغبات وتطلعات أقطاب أسرتي سنحان وظليمة في الاستحواذ الأبدي على كرسي اليمن, بالرغم من كونهما الأسرتان الوحيدتان اللتان تديران الشأنيين العسكري والاقتصادي في زمام اليمن كله, إلاّ أن صراعهما على الكرسي يأتي من قبيل التتويج للهيمنة المطلقة على ثروات واقتصاد الوطن: على شركات خدمات البنوك والاتصالات والإعلام والنقلين البحري والجوي ووكالات الشركات العالمية وتلقي المعونات والمساعدات الإغاثية الى (الحوض الأسفل) .. تتويج كل ذلك بصولجان الحكم المطلق, صراع يختزل البلد الذي يعد أصل العروبة وحجر الزاوية في نصرة الإسلام منذ ما يربو على 1400عام, يختزلها لصالح اسرة يتمّلك أفرادها يقين بأنهم أصحاب حق حصري في الكرسي, وأخرى تسعى سباعيآ بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ لاستحلاب عسل الرئاسة على سمن المشيخة.

الشواهد تؤكد بأن الدولة اليمنية يراد لها ان تختزل بأسرتين لا ثالث لهما (سلطة ومعارضة) كلآ منهما على طريقتها تعد المسَرح من وراء السِتار, الثانية تهدف دخول القصر بعد الحولين او اكثر, والأولى لعودة مُريّحة بعد عامين انتقاليين يتدرّج خلالهما الموقف من (جَدَارَة الحكم الجنوبي) لصاحبه حميد, الى (جَسَارَهُ الانقلاب عليه) لصاحبه احمد, الأول مستحلب من الثاني والشعب يحلب التيس, فضروراتهما أقتضت إسترئاسهما لـ(جنوبيان) لانجاز هدفين محددين لا ثالث لهما أولهما الخَلاص من الوجود القاعدي في اليمن كمهة عسكرية مُلحة وثانيهما الخَلاص الإجتماعي من الحِراك الجنوبي السلمي بعد فشل كل حلولهما العسكرية مع الثاني.

وبهذا تكون الأسرتان قد أتتا على عصفورين بحجر إنتقالية جنوبية .. بها تكونان قد تخلصتا من بؤر الإرهاب التي أستنفذت دورها, بعد افتضاح علاقتهم التي كانت مستوره, مع بقاء حبل الودّ مشرّعآ بينهم, لحين حاجه كتلك التي اقتضتها حرب94م التي ما زالت قائمة بفتوى الديلمي, وايضآ تحميل الجنوبيون كل الغُبار المُتصاعد من أدران الكنس الانتقالي للساحة الشمالية من فضلات الحكم غير الآدمي التي تواصلت لـ 33 عام, ومن الجهة الأخرى تكونان قد تخلّصتا من صداع الحراكيين, الذين ما أنفكّوا يُهددون سلطتيهما واستثماراتهما الاقتصادية والعسكرية في الجنوب بما يتفق وفتوى الزنداني, مع احتفاظهما بحق إلقاء اللآئمة على الجنوبيين في سفك دماء الجنوبيين بفتوى محمد الأمام, وفي الآن ذاته تبقى نار صعدة مشتعله بجهود إطفاءها ببنزين السلفيين والوهابين, لأن لهم بها مآرب أخرى يهشون بها على ضروعهم السعودية, كما ولهم بها وشائج انتماء وتابعية يدّخرونها كملاذا أخيراً ان دَعتهم الضَرورة السياسية الى مواجهة الجمع.