آخر الاخبار

أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة) تفاصيل لقاء ‏وزير الدفاع بالملحق العسكري بالسفارة الامريكية في الرياض عاجل : استئناف 8 دول عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق وأول تعليق يصدر للحكومة الإنقاذ السورية ماذا طلبت الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن وما الدعوة التي خاطبت بها إيران؟ 8 دول بينها السعودية تعلن استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق رئاسة هيئة الأركان تنظم حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الفريق ناصر الذيباني. تصعيد عسكري حوثي في تعز.. القوات الحكومية تعلن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات واحباط محاولات تسلل قرار جديد للمليشيات الحوثية يستهدف الطلاب الذين يرفض أولياء أمورهم سماع محاضرات زعيم الحوثيين تحرك للواء سلطان العرادة وتفاصيل لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة في التحالف العربي الفريق السلمان إلى جانب اتهامات سابقة.. أميركا توجه اتهام جديد لروسيا يكشف عن تطور خطير في علاقة موسكو مع الحوثيين

العلفي واللقية والهندوانة ممهدين لثورة 26 سبتمبر
بقلم/ عبدالعزيز العرشاني
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 31 مايو 2023 06:06 م
 

في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد 26 مارس من العام 1961م زار الطاغية أحمد يحي حميد الدين مستشفى الأحمدي في الحديدة لتفقد المصابين من حرسه الخاص الذين اسعفوا للمشفى بعد انقلاب المركبة التي يستقلونها في موكبه، وكان في استقباله الملازم محمد بن عبدالله العلفي-

ضابط المستشفى- الذي منع الحرس الخاص من دخول المشفى موهما لهم أنها رغبة الطاغية حتى لا يزعجوا المرضى، وفي الخفاء وتحت الجاهزية الخلية المكلفة بتصفية الطاغية وتتكون من ثلاثة أشخاص وهم الملازم العلفي كما أسلفنا وهو قائد الخلية والملازم عبدالله بن محمد اللقية- وكان ضمن قوة الحديدة، شارك في ثورة 48 وعمره 18 عاما وحبس أكثر من مرة، ومازال قبره مجهولا حتى اليوم بعد إعدامه- والنقيب محسن بن حمود الهندونة- وهو ضمن الحرس الخاص للطاغية ولد وتربى وحفظ القرآن الكريم في دار سلم بمديرية سنحان وكان شيخ ضمان في منطقته- يعاون الخلية

مدير المستشفى حسين بن عبدالله المقدمي، والجامع المشترك لأعضاء الخلية أن أعمارهم لا تزيد عن الثلاثين عاما، وأنهم من محافظة صنعاء وفي هذا رد على من يقول أن صنعاء حاضنة للأماميين ومخزون بشري لهم ماضيا وحاضرا، وحقيقة الأمر أن صنعاء كانت وستظل جزء لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية ومن محيطها العربي والإسلامي لم تسلم نفسها للغزاة.

وكان ضمن الخلية الهادفة لاجتثاث الحكم الكهنوتي وقتل الطاغية كثير من المدنيين والعسكريين منهم الزعيم عبدالله السلال رئيس خلية الضباط الأحرار في الحديدة "وكان حينها مديرا لميناء الحديدة، وأقيل بتهمة اشتراكه في مؤامرة الإغتيال".

بعد عزل الطاغية عن حرسه الخاص أطفئت الأنوار وأطلق عليه الثلاثة وابل من الرصاص في مواضع متفرقة من جسده فسقط مضرجا بدمائه وتظاهر بالموت ليظهر بعد ذلك أنه حي، فتم إلقاء القبض على اللقية والهندوانة بينما قاوم الشهيد القائد العلفي حتى ارتقى شهيدا.

عُذب البطلين الجسورين عذابا شديدا على غرار من سبقهم من الأحرار الذين مات البعض منهم جراء التعذيب ومن تبقى سيق إلى الإعدام وهو شبه ميت، أثناء التحقيق الّحوا على اللقية للبوح ببقية شركائه ولكنه أعلمهم أنه وحيد وأن الأمر من مقتضى نفسه، حتى في المحاكمة الصورية سألوه عن بقية شركائه،

ويحكي كتاب "ثورة وثوار" للثائر السبتمبري عبدالرحيم عبدالله بعض من تفاصيلها فقد رد الشهيد اللقية بصوت متعب ضعيف بعد أن سئل عن بقية شركائه؟ ليس معي أحد بل الشعب جميعه، وقد عاهدت الله والشعب أن انتقم له- وكان عهده هذا في الكعبة الشريفة أثناء حجه-.

ويضيف اللقية كما يورد المصدر: وإنني أعلم علم اليقين أن الشعب لن يترك هذه الشجرة الخبيثة تنمو في أرض اليمن الطاهرة بعد الآن، وأن الشعب سيف قاطع لا يرحم الظالمين والدخلاء عليه.

وكرد على حديث البطل أستل البدر سيفه وغرسه عميقا حتى نصفه في فخذ اللقية ثم أخرجه يقطر دما، واللقية صابر لا يتحرك ولم تنبس شفته بالتأوه بل قال للبدر بصوته الضعيف المتقطع: إنني أراك الآن بطلا وخلفك من تعرف، وإنني أعلم أنني سأعدم، وإذا خرجت سليما فإنني لن أتنازل عن قتلك وقتل أبيك، فأنتم سلالة خبيثة لا بد من اجتثاثها. كان الموقف لـ عينة من أبطال اليمن المعاصر يذكرنا بالصحابي حبيب بن زيد وهو يعذب أمام مدعي النبوة مسيلمة الكذاب حتى استشهد، كان الزعيم السلال ضمن الحاضرين في المحاكمة آتى به زمرة الطاغية ليسمع اللقية وهو يذكر اسمه كعضو في محاولة الإغتيال. انتهت المحاكمة سريعا ليصدر أمر إعدام بطلنا بالسيف، وتم تنفيذ الأمر في ميدان الشهداء بتعز، وأثناء الحكم قطع السيف فقط نصف رأسه ولكنه لم يصدر أدنى أنة توجع بل كان يردد "الله الله" حتى فارقت روحه الطاهرة جسده، وكذلك أعدم البطل الحر النقيب الهندوانة. استطاع الشهيد العلفي واللقية والهندوانة وأخوانهم الثوار أن ينتزعوا الشجرة الخبيثة من اليمن، إذ أن الطاغية ظل طريح الفراش قريبا من عام ونصف حتى توفي في 19 سبتمبر 1962م، ولم يبقى البدر معتليا عرش اليمن سوى ستة أيام لتقوم ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

المراجع:

١. "اليمن ثورة وثوار" للمناضل السبتمبري عبدالرحيم عبدالله.

٢. "مغامرات مصري في مجاهل اليمن" د. مصطفى الشكعة.

٣. "موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه" د. عبدالولي الشميري.

٤. موسوعة "ويكيبيديا".

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
كلادس صعب
ما هي اجراءات السلطات اللبنانية بعد الاطاحة بنظام الاسد ؟
كلادس صعب
كتابات
فهمي الزبيريصنعاء بلا صحافة
فهمي الزبيري
د . عبد الوهاب الروحانيشيخوني وابيع البقرة
د . عبد الوهاب الروحاني
محمد عبدالله القادريالحوثي وتهجير السلفيين في إب
محمد عبدالله القادري
مشاهدة المزيد