آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

رفضته عريسا فدمر حياتها
بقلم/ عطية شعت
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الأحد 22 مارس - آذار 2009 11:41 م

رغم التغيرات الجسيمة التي طرأت على المجتمع الغزى مقارنة بالعقود الثلاث الماضية،وتمرده على الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة ،نتيجة لعدة عوامل تضافرت في تقليصها،إلا أن بعض الأسر في غزة مازالت متمسكة ببعض عادات وتقاليد الأجداد ،والتي لا تتناسب شكلا ومضمونا مع ديننا الاسلامى السمح،ولا مع جملة المتغيرات التي حدثت في المجتمع والغير منفصلة عن حركة التطورات في المجتمعات الأخرى.

ومن هذه العادات إجبار البنت على الزواج من ابن عمها،وتعتبر قضية زواج البنت من ابن عمها من القضايا الشائكة عند بعض عائلات غزة،والتي تثير الكثير من التساؤلات وتضع العديد من علامات الاستفهام حولها؟؟؟؟

حددوا مصيرها

حدد مصيرها ومستقبلها واختير لها زوج قبل أن تنطق بالكلمات وتلهو وتلعب بالمكعبات ،فمنذ أن كانت باللفة خطبت لابن عمها سالم، كبرت فاطمة وتخرجت من الثانوية بمعدل عالي واختارت قسم اللغة الانجليزية،فتفوقت وبدأت تنظر بوجه باسم متفائل للمستقبل القريب ،والعمل كمعيدة في الجامعة،إلا أن القدر وتخاريف العادات جعلت من أحلامها كابوسا.

تفجر القضية

بينما كانت فاطمة منهمكة بالتحضير لدروسها دقت باب بيتها امرأة بهدف خطبتها لابنها،ولانه شخص ذو مركز مرموق ويمتلك كل مواصفات العريس الجيد ،إضافة إلى موافقته على إكمال دراستها الجامعية ،وافت فاطمة وبدأت تحلم بيوم زفافها ،وحدد يوم الخطبة ،فدعي والد فاطمة أعمامها وأولاد عمها وعزوتها ليحضروا خطبة ابنة عمهم ،وما أن علم سالم ،توجه على الفور لمنزل العريس قبل الخطبة بيوم وبعد صراخ وتهديد ووعيد ،قال له ،أنا ابن عم فاطمة وهى خطيبتي ، منذ أن كانت باللفة ، فتراجع العريس عن الخطبة ،لتفادى ما قد يحدث من مشاكل مع ابن عمها.

ابن عمى وما أريده

سالم والذي يكبر فاطمة بست سنوات متزوج وأب لولدين ،جمع أفراد عائلته وقال لهم كما تعرفون ،أن ابنة عمى فاطمة مكتوبة على اسمي منذ أن ولدت ،وأنا شاريها ،وارديها زوجة ، اعترض والد فاطمة في البداية ،ولاسيما أن سالم متزوج ،ولا يحمل اى شهادة، إلا أن قرار العائلة كان واضحا وصريحا ،ابن العم أولى ببنت عمه،ويحق له أن ينزلها من على الكوشة ،وحسب المثل الدارج في فلسطين "ابن العم بنزل بنت عمه من على الفرس" كناية على أحقية ابن العم في الزواج من بنت عمه ،حتى لوكان متزوج واكبر منها سنا،ولا يسمح لها بالزواج من غريب إلا بعد موافقة ابن عمها في حال لم تعجبه ولايريد الزواج منها .

عاد والد فاطمة لإقناعها بضرورة الزواج من ابن عمها ،ولكنها صرخت بأعلى صوتها ابن عمى وما أريده ، ونتيجة إصرارها على موقفها ،منعها ابن عمها من الذهاب إلى الجامعة ،وبذلك قضى على حلمها الذي طالما حلمت به أن تصبح معيدة في الجامعة وتكمل دراستها العليا.

خمس سنوات والحال على ماهو عليه

مرت خمس سنوات والحال نفس الحال، فاطمة قابعة في البيت وحيدة في غرفتها المظلمة ولا يوجد على لسانها سوى لوقتلتونى ولو ذبحتونى لن أتزوج ابن عمى، وخلال الخمس سنوات دق بابها عشرات الخطاب وكان ابن عمها يقف كالعادة ويقول لهم إنها خطيبتي ،حتى علم الجميع بقصتها وتوقف الخطاب عن دق بابها

.

حاولت الانتحار أكثر من مرة

فاطمة وبعد أن تأكدت أن مستقبلها ضاع ولم ينجح مع ابن عمها والذي رفض كل الحلول بما فيها مبالغ مالية مجزية ،ليتركها وشأنها ،حاولت الانتحار لتضع حدا لعذاباتها وآلامها ،ولاسيما وان عائلتها رضخت واستسلمت لجبروت ابن عمها،وحاولت إقناعها بالزواج منه ،أفضل من بقاءها بدون زواج ، فبعد فشل محاولاتها المتكررة بالانتحار أصيبت فاطمة بمرض نفسي ، فأصبحت لا تكلم احد، وتعيش في غرفتها وتكاد لاتخرج منها إلا للضرورة القصوى،وبعد أن كان جمالها وذكائها وتفوقها محور إعجاب و حديث الناس أصبحت قصتها ومرضها محور تعاطفهم وحديثهم

فاطمة ضحية من ضحايا بعض العادات والتقاليد التي ما زالت سائدة عند بعض العائلات للأسف، حاولت فاطمة أن تتمرد عليها وصرخت بأعلى صوتها ،إلا أن صرخاتها عادت إلى صدرها لتقهرها ، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل تتحكم بنا بعض العادات والتقاليد البالية والبعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية؟