آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

عندما تقول ليفني انها تمثل المعتدلين العرب
بقلم/ رشيد شاهين
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 14 يناير-كانون الثاني 2009 06:26 م


في تصريحات لها قبل يومين قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية انها تمثل مصالح المعتدلين العرب، وإنها لا تريد أن تحرج أحدا منهم، وأضافت ليفني بان الصراع لم يعد صراعا فلسطينيا إسرائيليا أو يهوديا عربيا بل هو صراع بين المعتدلين والمتطرفين.

منذ قيامها كانت دولة الكيان العبري تقلب الحقائق كل الحقائق وقامت سياستها على تزوير التاريخ، واستطاعت من خلال تلك السياسة أن تحقق الكثير من النجاحات برغم أن إسرائيل قامت على كم من المجازر والمذابح ضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام، لم تقم عليه دولة في العالم سوى الولايات المتحدة الأميركية التي أوغلت في دم الهنود الحمر الذين أبادتهم من الخارطة البشرية ولم يبق من الملايين العديدة لهؤلاء سوى القليل.

هذه المرة وعندما تتحدث ليفني باسم المعتدلين من العرب فهي تغاير تلك النمطية في التزوير والتلفيق التي قامت عليها اسرائيل، هي تعرف كما نحن انها تقول الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة التي لا يرغب أو لا يجرؤ هؤلاء على قولها، وهي عندما تحدثت باسمهم فهي تعلم تمام العلم ان أحدا منهم لن يخرج ليقول لها إنها "غلطانة" وان لا حق لها بمثل هذا الحديث لأنها قالت بأنها لا تريد أن تحرج أحدا ونحن نعلم بانه فيما لو تجرأ أحدهم على التصدي لأقوالها فإنها كانت -بلا شك- لن تتردد في احراجه، ولهذا فهم آثروا السكوت ولاذوا بصمت يشبه صمت القبور. الا انها لم تستطع الا العودة الى "الاصل" من حيث التزوير والتلفيق، عندما تقول بان الصراع لم يعد كما قالت فلسطينيا اسرائيليا .. لان هذا مخالف للحقيقة ومغاير للتاريخ والواقع فالصراع سيبقى عربيا وفلسطينيا اسرائيليا، حتى لو اتفق معها من تقول انهم المعتدلين العرب، هذا لن يغير في طبيعة الصراع حتى لو كان هذا الواقع الطاريء المرير والمزري الذي قد يبدو في المشهد، الا ان الصراع سيظل صراعا كما كان منذ نشأ.

الوزيرة الصهيونية المنشأ والايديولوجيا تقول هذا لأنها تعلم بان العالم العربي بقياداته كلها لا يستطيع أن يتفق على قضية واحدة، وان هذا العالم ليس لديه القدرة على الفعل، وان هذه الأمة ليس سوى امة من "العجزة" والمتخاذلين، وإن أقصى ما تستطيعه هذه الأمة هو أن تختلف، وان تطأطئ الرأس وأن تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى هذا الذي ترتكبه دولة الاحتلال الفاشي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

قبل فترة خرج نائب وكيل وزارة الحرب الإسرائيلي ماتاي فلنائي وهدد بمحرقة ضد قطاع غزة، وكنا قد قلنا في حينه بان المحرقة قادمة لأننا نعتقد بان هذا النازي الجديد لم يكن له أن يتجرا على مثل تلك التهديدات ولا حتى استخدام ذلك المصطلح بالتحديد لو انه يدرك ان هنالك امة لديها شيء من "الغيرة والنخوة والشهامة" وان مثل هذه الأمة يمكن أن تتصدى لأقواله بفعل أو "رد فعل" يرقى إلى تصريحاته، وها هو ينفذ تهديداته ورؤساؤه على المستوى السياسي والعسكري، فإسرائيل دولة الكل فيها "عسكر" وهي قامت على القوة العسكرية وعلى أشلاء أطفال ونساء وشيوخ فلسطين.

الأمة التي تدعي الانتساب إلى أجداد طالما – أو هكذا نقل ألينا على الأقل في كتب التاريخ- رفعوا شعارات " النخوة والشهامة والعزة" تعجز عن الاتفاق على عقد مؤتمر قمة عربي لأنها تنتظر أوامر السيد الأميركي، وهي نفس الأمة التي لم تتردد – استجابة لسيدها- في أن تعقد قمة بعد اقل من يومين عندما ذهب الرئيس العراقي جنوبا ليجتاح الكويت في العام 1990، وهي لم تتردد باتخاذ قرارات كانت من أكثر القرارات قسوة وقوة ولا زال تأثيرها ليس فقط على امة العرب لا بل وعلى المنطقة حتى لا نقول على العالم ولم تتردد في أن تحشد قواتها في الخندق الأميركي من اجل تحرير الكويت.

هذه الأمة ليس مطلوبا منها اليوم أن تجيش مثلما فعلت في الموضوع الكويتي، وليس مطلوبا منها تحرير فلسطين كما حررت الكويت، كل ما هو مطلوب منها موقف يرقى إلى الموقف التركي أو الفنزويلي، او إلى موقف حزب الله الذي صار الكل يزايد عليه ويطلب منه ان يحرك الجبهة الشمالية في حين لا يطالب غيره من العرب بإدخال الأدوية والأغذية إلى القطاع ولن نستغرب أن يطالب هؤلاء شافيز غدا بشن حرب على دولة الاحتلال. مطلوب من الامة ان تقف موقفا فيه القليل من احترام الذات حتى لا تتطاول ليفني كل هذا التطاول هذا ان كانت قد تطاولت.