آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

افتحي قلبك بلا خجل
بقلم/ موقع محيط
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
الأربعاء 24 ديسمبر-كانون الأول 2008 07:48 م


 
 


الوحدة القاتلة هى أشرس ما يعاني منه الإنسان بعد الطلاق وخاصة إذا كان يصاحب ذلك تجربة مريرة تسبب الاكتئاب وتنامي عقدة نفسية ينعزل المطلقين من خلالها عن كل من حولهم ،وخاصة للمرأة التى يظلمها المجتمع ويحملها المسؤولية دائما عن أخطاء لم ترتكبها، أما الزواج الثاني فهو رخصة من الله سبحانه وتعالي للمرأة والرجل ولكن السؤال كيف ينجح الزواج الثاني ولا يتعرض للفشل.

ومع انتشار الطلاق من ناحية وازدياد نسبة العنوسة من جهة أخري هناك نوع من التخبط فى النسب الأمر الذي يقره خبراء علم الاجتماع خلال الدراسات والإحصائيات ، حيث أكدت دراسة لمركز المعلومات برئاسة مجلس الوزراء أن 40% من حالات الزواج انتهت بالطلاق كان نصفها في خلال السنة الأولي من الزواج ، وأن 70% من هذه الحالات بالشريحة العمرية التى لم تتجاوز الثلاثين ، فهل يعقل أن يستسلم المرأة أو الرجل فى هذا السن إلى الوحدة والاكتئاب أم يبحث عن تجربة جديدة يجد فيها ذاته من جديد؟ ولكن مع الأسف أشارت الإحصائيات الفشل الذريع للزواج الثاني في مصر حيث وصلت نسبة الطلاق فيه إلي 60% رغم أن مصر يوجد بها أكثر من خمسة ملايين عانس، في حين تؤكد الدارسات أن هذا الزواج الثاني كان أكثر استقرارا في منطقة الخليج ولم تتعد نسبة الطلاق فيه 29% ، تري ما سبب هذا التضارب.

الوحدة صعبة

وعن أسباب فشل الزواج الثاني يقول الدكتور مدحت عبد الهادي استشاري العلاقات الزوجية : أن "الوحدة" هو الأمر الذي يدفع الإنسان إلى البحث عن العاطفة مرة أخرى ،ولكن فى الوقت نفسه سبب كاف للتسرع فى الزواج من اى شخص ، وخاصة أن المرأة تخشي من أقاويل الناس وكل المحيطين بها فتندفع وتتسرع وتوافق على أي شخص يتقدم لها ، وسط ضغوط من الأهل والأقارب ، نفس الوضع ينطبق على الرجل أثناء الاختيار الثاني فيجب أن يكون مستعد نفسياً ومستوعب فكرة "استعادة الثقة" التى تبدأ من مواجهة الناس والمجتمع ،وتحتاج أي تجربة ثانية أن تكون بعيدة عن التشويش عالقلي وعدم الثقة بالنفس ، للاختيار بطريقة سليمة.

ومن أهم الخطوات التى يجب أن يقدم عليها من يتعرض لتجربة الطلاق هو عمل وقفة مع النفس لإصلاح الزجاج المكسور مرة أخرى، حيث شبه الدكتور مدحت العلاقة الأولى بالزجاج مكسور الذي يحاول صاحبه فى كيس بلاستيك ، ولو حاول وضع قميص جديد مكوي الذي يرمز "للزواج الجديد" وكرة مطاطية وهي رمز "للحب" لا شك أن القميص سيتمزق ،والكرة ستجرح يدك فى كل مرة، فإذا حاولت أن تتزوج بدون التخلص من "الزجاج مكسور" أو التجربة بكاملها سوف يؤدى إلى تدمير الزواج الجديد.

ويضيف د. مدحت : إذا حاولت تحب من جديد مع وجود رواسب المشاكل القديمة ستصاب أصابعك بالنزيف ،لذا ينبغي التخلص أولاً من الزجاج المكسور لتهيئة مساحة مناسبة لعلاقة جديدة ، وتفهم المشكلات ومناقشة كل كبيرة وصغيرة لاستيعاب الخلافات بين الزوجين على حسب التربية والتنشئة على أن يكون ايمان بالاشياء متوافق، وتفادي المشكلات التى لا حصر لها الناشئة عن ذلك ،يجب أول خطوة على الرجل والمرأة أن قناعاتهم بالأشياء متوافقة ، فالتوافق لا يأتى بين ليلة وضحاها ولكن بالحوار وعدم الاستعجال، وخاصة فى حالة النفقة مع وجود أطفال من الجانبين ، كل الأسس يجب أن توضع تحت الضوء ولا يجب ان نترك الأمور للظروف.

افتح قلبك

وعن مناقشة التجارب الأولي يشير د. عبد الهادي إلى أنه يجب فتح القلب لمرة واحدة فقط ويكون الكلام فيها بصدق سواء كان هذا الطرف على صواب أو خطأ ، ومناقشة الأسباب الأساسية والحقيقة للطلاق ،وما إذا كان هناك بعض الأمور التى سببت عقدة أو الخوف من شئ ما، دون الخوض فى هذا الموضوع مرة أخرى والتكرار يجعل هناك مقارنات تكون فى غير صالح الطرفين سواء كانت إيجابية أو سلبية ، إذا المواجهة مهمة عن طريق تفريغ السلبية من الدماغ ، ويجب أن يكون الاختيار سليماً بدون تكرار الخطأ واختياره بنفس العيوب الماضية.

لا يجب الاستهانة بأي مشكلة مهما كانت صغيرة ومناقشتها حتى وان بدت تافهة على سبيل المثال : "مدة المصيف المعتادة ،طريقة تربية الأبناء ، طريقة الانفاق والادخار" لأن المشاكل اليومية هى التى تخلق الملل والنكد لتفادي كل ما ينغص الحياة الزوجية للمرة الثانية دون معايرة من أحد الطرفين ،ومع المصارحة لا بد من النسيان وعدم الكلام فى مثل هذه الأمور مجددا لتفادي التجريح والغيرة بين الطرفين.

كلاكيت ثاني مرة

وخلال الحالات التى يقابلها استشاري العلاقات الزوجية د. مدحت عبد الهادي ذكر بعض الأسباب التى تجعل الزواج الثاني فاشلاً من واقع الحياة أهمها

1 – العقد المترسبة خلال الزواج الثاني تبدأ من نتيجة تجارب الزواج الأول ،مع التحفز والترقب بشريك الحياة بالتجربة الثانية ، فهناك إحصائية أمريكية حديثة نشرت بمجلة "سيكولوجي توداي " مخيفة تشير إلى أن 60% من حالات الزواج الثاني يحدث فيها طلاق فى السنة الأولي ، مع الترقب ومع كل من يستطع أن يؤهل نفسه للتجربة الثانية ويتصالح مع نفسه تماما. 

2 – الوقوع فى نفس الأخطاء للمرة الثانية ، وخاصة إذا كان تناقش فيها وحكي عنها للطرف الآخر فى فترة الخطوبة.

3 – الزواج من أجل الشكل الاجتماعى والهروب من كلام الناس بالنسبة للسيدات مع التعرض للضغوط الشديدة الأمر الذي يتسبب فى الاستعجال وعدم اختيار الشريك المناسب وتغاضيها عن الاختلافات الكثيرة المتعلقة بالمبادئ.

4 – استخدام بعض الاخصائيين فى العلاج بعض الأدوية التى تزيد من نسبة الاكتئاب والانعزال عن شريك الحياة مما يجعل الشخص سلبي نتيجة خوفه من تكرار التجربة مرة أخري.

6 – اللجوء إلى الكذب فى بداية العلاقة وتشويه صورة الطرف الآخر من التجربة السابقة ، وتصوير نفسه بالحمل الوديع وأنه الطرف المظلوم ، ولا ينكشف أمره وأكاذيبة إلا بعد الزواج ويكتشف الطرف الآخر أنه كان محاصر بأكاذيب كبيرة.

7 – تكرار التجربة فى نفس شقة الزوجية ، الأمر الذي يجعل المرأة تشعر أنها محاصرة بأعين الجيران ومراقبة من كل المحيطين بها ، لذا ينصح د. عبد الهادى الرجال بتغيير السكن إن أمكن.

الحنان شرط أساسي

فى حالة وجود طفل أو أكثر تمتنع بعض المطلقات عن الزواج خوفاً من جفاف معاملة شريك الحياة الجديد للأبناء ، فى هذه الحالة يحب على الأم أن تنتقي الرجل ذو مواصفات خاصة يتسم بالحنان ويعرف تماماً أن الدين المعاملة أما إذا كان غير ذلك فلا يجب أن لا يستئمن على أطفال ليسو أبنائه ، ولكن هذا لا يعنى الامتناع عن الزواج ولكن مطلوب الانفتاح ومقابلة الناس مع التركيز على نقاط أساسية.

هذا الوضع لا يمنع الحديث عن المشاكل التى أدت إلى الطلاق دون ترقب من الشخصية الأخرى ، لأنها ستكون فرصة للتغيروالتخلص من الصفات السيئة مع ضرورة مناقشة كل التفاصيل المتعلقة بمستقبل الأطفال مثل " من سيصرف على الطفل ، هل يضايقك أن انفق على ابنى من النفقة دون مساهمة منك" .. وأي شئ يتعلق بذلك، فلا عيب فى ذلك ، وينصك د. عبد العادي بألا تتركي الكلام فى هذه التفاصيل للظروف ولا داعي ابداً للخجل فى التحدث عنها.

ويجب على كل امرأة تخشي الزواج بسبب نظرة الناس أن تعلم أن الله أحل لها الزواج وأعطي لها حقوقها كاملة فى حالة الطلاق وجعلها معززة مكرمة ، ولكن المجتمع هو من يميز الرجل على المرأة بصورة ملحوظة، لذا لا يجب الالتفاف إلى ما يقال حولك طالما أنه لا يخالف الشرع الذي حدده الله تعالي يقول الله عز وجل فى سورة الطلاق ( ْيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً).

* محيط - أسماء أبوشال