عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
الناظر المتأمل في حال من يسمون ( بالحراكيين ) إخواننا في جنوب اليمن من خلال قنواتهم الفضائية , ومنشوراتهم السياسية , ومليونياتهم , ومؤتمراتهم المتكررة سيلحظ وبجـلاء مدى اختلافهم , وتباين وجهات النظر فيما بينهم مهما حاولوا إخفـاء خلافاتهم بدعوى تأجيلها لما بعد التحرير والإنفصـال , وسيتــأكد لديه وبوضوح أن دعوتهم للتســامح والتصالح رغم نبل مقاصدها وسمـو مطالبهـا إلا أنها رغم تضخيمها إعلاميـــا لم تنجح حتى الآن في توحيد فصائلهم المتنافرة تحت هدف واحد يجمعهم لتنفيذ مطلبهم فك الارتباط أو الانفصال عن شمال اليمن كمـا يريدون .!!
ورغـــم دخول بعض الأحزاب المنتسبة إلى الإســلاميين أو إلى السلفية بحسب مسمياتها ولأول مرة في تاريخ الأحزاب الجنوبية , وبروز بعض أسماء المشايخ , وأرباب العلم وأشياخه لنصـــرة هذا المطلب الشعبي تحت ستــار رفع المظالم ورد الظلم عن الجنوبيين بعد سنوات التهميش والإقصـاء الشمالي .إلا أن التيارات الجنوبية رغم إيمانها بأن الاتحاد قـــوة والتفرق فشل فإن ذلك لم يغير من واقع التباينات السياسية والتي بدأت تطفو على سطح المشهد الجنوبي المتأرجح بين فرقاء الأمس , ودعــاة اليوم , وجيل الشــباب الجنوبي الصـاعد , والبـاحث عن فضاءات الحرية والربيع الزاهر
مؤســف حقــاً أن يؤدي الاتحاد في المصير رغم الاختلاف في القوة إلى الضعف والهوان , ويؤذن بخطر يقف الجميع على شفيره دون أن يتحركوا لوقف زحفه , أو معرفة أسباب انقســامه حتى لا يؤدي بهم إلى الاقتتال رغم رغبة الجميع في عودة الهدوء والمصالحة بين كل الأطراف خاصة بعد سنوات الجدب والنهب المنظم لمقدرات الجنوب والشمال على حد سواء .
إن القوة الحقيقة -في تصوري- لأي مطلب تعني العمل معــاً , تحت فكرة واحدة , وهدف واحد حين ذلك سيكتسب هذا المطلب القوة اللازمة لذاته والتي تمكنه من الانتصار على حظوظ النفس , وخلافات الأمس مهما عظمت , وبعد ذلك سيأتي التصالح والتســامح تبعاً للإتحاد القوي القادم
أمــا حين يكون الاتحــاد بلا قــوة فإنـه حينذاك سيكون كإتحاد المجانين نعــم واعذروني على التشبيه ليس من كون من يطلبون فك الارتباط يوصفون بالجنون بل لأن اتحادهم سيكون مآله إلى الانقسام والتشرذم وإن كانوا في الظــاهر متوحدين حول مشروع الدولة الجنوبية الواحدة وعــاصمتها عدن
وفي النــهاية أختم بهذه القصة من الواقع
ففي أحد الأيام قــام مدير إحدى المصحات النفسية بمرافقة شخصية كبيرة على الأقســام وفي آخر جولته وصل إلى جنـاح كبير يضم أكثر من مائة شخص من أشد المجانين خطراً وكان يحرسهم ثلاثة فقط من الحراس !
لاحظ الزائر هذه الحقيقة فانتابه الذعر والذهول , وقال لمدير المصحة : ألا تخاف أن يتألب هؤلاء المجانين الخطرين على حراسهم الثلاثة ؟
أجاب مدير المصحة بهدوء : (( كلا لا أخاف من أمرهم شيئا .. فالمجانين لا يمكن أن يتحدوا ))!!
هذا درس بليغ لدعاة الهدف والفكرة الواحد آمل أن لا تضيق عن قبوله أفق الإخوة الحراكيين في جنوب اليمن الغالي , فإذا لم تكن مشاريعهم وأفكارهم متعاضدة فإن اتحادهم إلى انقســام , وقوتهم إلى زوال , وتصالحهم إلى عداء واقتتال , وسيكون نعتهم بالجنون أقل الأوصاف وأكثرها تهذيباً من قبل شركاءهم في المصير بالأمس حين يصبحون بلا غنيمة أو تهب الرياح بما لا يشتهون .