آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

السلطة التي لم تفهمها المعارضة
بقلم/ عبد الرزاق الجمل
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 21 يوماً
السبت 08 سبتمبر-أيلول 2007 05:19 م

مأرب برس – خاص

ليس بمقدور السلطة الوفاء بوعودها التي قطعتها للشعب قبل الانتخابات الأخيرة وليس بمقدور الرئيس تطبيق برنامجه الانتخابي أيضا لكن بمقدور السلطة ممثلة بالأخ الرئيس خلق واقع يناقض الوعود الانتخابية كما هو حاصل وعن قصد فهي تسعى من خلال ذلك إلى جعل واقع ما قبل الانتخابات طبيعيا حين تخلق واقعا يتسم بالتأزم والتطور السريع للفساد فيه لأن المعارضة في خطابها وفي نهجها بشكل عام ستتعامل مع هذا الجزء قط ويبقى السابق في حكم المسكوت عنه حيث فرض التطور الملفت للوضع نفسه وبقوة ليكون حديث المعارضة في كل فعالياتها وفي صحفها وسيكون رجوع السلطة فيما بعد إلى واقع ما قبل الانتخابات رجوعا عن الفساد وسيكون الواقع الجديد القديم واقعا طبيعيا وهنا لن تستطيع المعارضة إقناع الشعب بقضية لم تتناولها مسبقا لا سيما والتركيز على التطور كنقطة رئيسية جع ل منها القضية الوحيدة و السلطة لم تكن لتنجح في ذلك إن لم تخلق أزمات كبيرة تُـنسي المعارضة والشعب معا كل الأزمات السابقة . المعارضة التي تفرح كلما ازداد الوضع تأزما لتبرهن للشعب أنها البديل الأحق بالسلطة وترى نفسها بقربها من المواطن وبعد الحكومة عنه قاب قوسين أو أدنى من تحقيق شيء يذكر لا تدرك أن هذا التصعيد في الأزمات يأتي في إطار الحملة الانتخابية للحزب الحاكم لأن السلطة وبكل سهولة في أي لحظة حاسمة قادرة على قلب الموازين وإعادة الأمور إلى سابق عهدها وسيتحول الخطاب المعارض الذي تعامل مع واقع السلطة بسخرية مفرطة حين جاء على عكس الوعود تماما إلى نكتة .

تناولت المعارضة قضية توليد الكهرباء بالطاقة النووية في صحفها على أنها نكتة بل أطلق عليها البعض (نكتة 2007) لأن الواقع أن التيار الكهربائي بات انقطاعه أكثر مما أتاح لهم فرصة الحديث عن الموضوع بطريقة ساخرة وُلدت معها العديد من النكت .

الكهرباء ستولد بالطاقة النووية فعلا والانقطاع للتيار الكهربائي بصورة مختلفة لعبة سياسية يجب أن تُدار بهذا الشكل حتى تحصل المعارضة على مادة دسمة ومساحة لإفراغ كل ما لديـها وكلما تقلصـت المسـاحة كلما ساهمت السلطـة في  توسيعها ولا أستغرب إن انقطع التيار الكهربائي لأيام , لتفاجأ السلطة الجميع في النهاية أن ما تناولته المعارضة على سبيل النكتة بات أمرا واقعا وسيتقبل الشعب وصف السلطة لما تقوم به المعارضة بأنه مزايدات ومكايدات سياسية لكن ذلك سيتأخر ليأتي في وقته المناسب كدعاية انتخابية لمرشح المؤتمر الشعبي العام.

السلطة لا تقدم هدايا على أطباق من ذهب للمعارضة فليست بالسذاجة التي يراها البعض ولا تمضي بشكل سريع نحو الانتحار كما يقول محمد قحطان بل تسير بخطى ثابتة جدا وتمرر ألاعيبها على المعارضة بذكاء منقطع النظير.

لن تتوقف الأسعار لأنها حلقة في سلسلة أزمات وجب تصعيدها بهذا الشكل أو بشكل أقل للمحافظة على توازن الغليان الشعبي لكن المعارضة لن تخرج عن طرقها المعهودة في التعامل مع كل جديد وستستجمع كل واها للحديث عن الفساد بكل السبل المتاحة وستنجح في ضم الشعب إلى صفها لكن ذلك لن يدوم طويلا فبمقدور السلطة أيضا إنزال لائحة بأسماء السلع وأسعارها الجديدة وسيكون السعر السابق الذي شكى الشعب منه يوما طبيعيا في نظره وليس بمقدور المعارضة حينها تذكيره بأن هذا السعر كان يوما أزمة بل سيكون ما تقوله مجرد مزايدة بواقع طبيعي خالي من الفساد.

على المعارضة أن تدرك أن السلطة ليست غبية حتى تخلق كل هذه القطيعة بينها وبين الشعب بفساد ليس من صالحها بقاءه وان تعرَِف المواطن بحقوقه الطبيعية التي يجب أن توفرها له الدولة حسب وضعها الاقتصادي وأن الأزمات الحالية من غياب كلي لأتفه الخدمات أساسيات مفروغ منها في دول العالم التي تحترم نفسها وان السلطة لا تخرج في سياستها عن المثل الشهير (وريه الموت يتمنى الحمى).