القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
شاهدت مقتطف من خطبة الجمعة الماضية التي ألقاها الشيخ محمد المهدي في جامع الرحمن في مدينة إب ، ووجدت فيها شكوى مريرة من بعض الممارسات الإقصائية التي ينتهجها البعض من المحسوبين على جماعة الحوثي ضد من يخالفها في التوجه رغم اتفاقه معها في الكثير من الثوابت الدينية والوطنية.
. الشيخ محمد المهدي من العلماء القلائل الذين اجتهدوا وآٌثروا البقاء في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي ورفض الكثير من العروض والإغراءات إن سافر وأستقر في الخارج وفضل البقاء في إب رغم ما ناله من عتاب ونقد وتحريض وتخوين من قبل البعض ،
وقد كان الشيخ يؤمل على أن يصل مع قيادات الجماعة إلى اتفاق يؤسس للتعايش المذهبي في اليمن ، وقد تم بين السلفيين وجماعة الحوثي في عدة محافظات ميثاق شرف وعدة اتفاقات في هذا الإطار ولكن يبدو أن هذه الاتفاقات هشة وأن جماعة الحوثي لم تلتزم بكامل بنودها كما تلمح إلى ذلك خطبة الشيخ محمد المهدي . وللباحث الشاب أمجد خشافة دراسة رائعة بعنوان : (اتفاقيات التعايش بين الحوثيين والسلفيين: الدوافع وآفاق المستقبل ) نشرها مركز صنعاء مؤخرا ، وهي دراسة بحثية تكشف بتوسع وموضوعية عن مستقبل التعايش بين الجانبين ، وهي ثمرة جهود أستمرت لستة أشهر كما أخبرني الباحث.
الحوثيون يدعون من هم في الخارج إلى العودة للداخل وفي الوقت نفسه هناك من المحسوبين عليهم من يدفعون من هم في الداخل للهجرة إلى الخارج .! وهو تناقض تحدث عنه الشيخ المهدي في خطبته .!
نتمنى على الحوثيين أن لا يدفعوا الشيخ محمد المهدي إلى الهجرة أو ترك مسجده وأن لا تضيق صدورهم بنشاطه الدعوي لأن في هذا مؤشرا على أن لا تعايش مع الحوثيين وهذا ما سيكرس الصورة الإقصائية لهم عند الناس وسيؤكد استحالة الحوار معهم .
لقد ظل الشيخ محمد المهدي في إب يخطب وينصح ويبذل جهوده في حدود استطاعته ويتواصل مع سلطة الأمر الواقع بما يحقق أكبر قدر من المصالح ويدفع أكبر قدر من المفاسد ، وقد اجتهد في الأمر والتقى بقيادات من الحوثيين للحفاظ على جسور التواصل وتوظيفها فيما يخدم الناس وجلب المصالح ودرء المفاسد كما قلنا ، ولست في هذا المقام بصدد تقييم جهوده ، كما لست من المؤهلين للحكم على اجتهاده فما يهمني هنا هو التأكيد على أن اليمن لن يحكمها فكر جماعة واحدة ولن يتعايش الناس وتستقر البلاد في ظل فرض مذهب واحد على أهل المذاهب الأخرى ، اليمن استقرت في ظل التعايش المذهبي وعدم إقصاء الآخر واجتثاث فكره ومذهبه ، وهي نصيحة نتمنى أن تقع في وادي ذي زرع وأن تنبت وتزهر . لقد عرفت الشيخ محمد المهدي عن قرب فوجدت فيه سعة الصدر والقبول بالرأي الآخر والإخلاص في العمل لدينه ووطنه نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ، كما وجدت فيه جرأة في قول الحق والنقد البناء الذي قد يتحسس منه البعض لأنهم ربما يرونه تشهيرا بهم ، كما وجدته نموذجا للعالم المتسامح والداعية الحريص على جمع الكلمة ولم الشمل ونبذ الفرقة ومد جسور التواصل مع الجميع لما فيه مصلحة أبناء الوطن . والشيخ محمد بن محمد المهدي معروف عنه أنه من رموز الدعوة السلفية المعتدلة في اليمن وعضوا في هيئة علماء اليمن وكذلك هو عضو جمعية علماء اليمن وصاحب جهود علمية وخيرية ودعوية كبيرة ، كما له بعض المؤلفات والدراسات النافعة . كما هو معروف عن الشيخ المهدي نبذه التعصب الحزبي والمذهبي وسعيه لإصلاح ذات البين وجمع الكلمة وحل المشاكل ومساعدة طلبة العلم ودعم الدعاة ونصحهم بشتى الطرق .
والشيخ المهدي يدعوا دوما للسلام والمصالحة وحقن الدماء والأرواح في خطبه ومحاضراته وتصريحاته وبياناته وظل يرفض العنف والأخطاء من اي جهة كانت ومن أي شخص صدرت ، وهي جهود الأصل أن تدفع جماعة الحوثي للتمسك به وبأمثاله . حفظ الله الشيخ محمد المهدي وبارك بجهوده الطيبة ونفع بعلمه ومد بعمره ومتعه بالصحة والعافية.