الحوثيون وقعوا .. فأر جحا والمرتبات !
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 26 يوماً
الجمعة 20 سبتمبر-أيلول 2019 09:03 ص
 

في يوم عاشوراء قبل ايام خرج علينا قطيع كبير من شباب اليمن والدماء تغرق أجسادهم وتنزف بغزارة من الطعنات وسلخ الجلود وجرحها بالسلاسل والأدوات الحادة والاسلاك .. حالة جنون جماعي ومس شيطاني تلبس هؤلاء.
كان مشهدا في قمة الجنون لكنه دليل على تمكن فكر الضلال السلالي(الملالي) من شق طريقه في جزء واسع من اليمن.
وما بين ذلك الانتحار وغيره يقفز الحوثيون خطوة أكثر جنونا بإعلان تبنيهم ( الكاذب) عملية تدمير معامل نفط وغاز أرامكو في بقيق , و خريص بالسعودية ليؤكدوا إن صنعاء وما حولها لم تعد إيرانية كربلاوية بعاداتها ويوم النحر الجماعي في عاشوراء فقط بل وفي رغبتهم العارمة برهن مصير اليمنيين وبلادهم لخدمة المصالح الإيرانية والمضي بحال اليمن ومستقبلها إلى ما بعد المجهول وتوريطها في لعبة الصراع الدولي والإقليمي .
رسالة البيعة التي نقلها محمد عبدالسلام للمرشد علي خامنئي من عبدالملك الحوثي قبل شهر اكبر دليل على أن الصفقة تجاوزت بيعة ولاء جماعة الحوثي لنائب الإمام الغائب (المرشد علي خاميني ) الى بيع الشعب اليمني وسيادته الوطنية والتصرف بارضه وعرضه كيفما اتفق لشياطين طهران.
احالوا قبل ايام 35 شخصا من نواب البرلمان اليمني الى القضاء بتهمة (الخيانة العظمى) بسبب وقوفهم مع السلطة الشرعية , ولم تكن سلطة الحوثيين نفسها شرعية ولا ال27 برلماني (متحوث ) من أصل 301 عضو برلمان لهم اي مشروعية في رفع حصانة زملائهم (الأكثرية) .. لكنها سلطة (قلة الحياء).
إعلان الحوثيين تبني تفجيرات أرامكو الأخيرة يوفر غطاء لاستمرار جرائم إيران في المنطقة ويزج باليمن في مربع العقوبات الدولية المضاعفة حتى مع معرفة العالم بالفاعل الحقيقي .. لأن تطفل صبيان مران على هذا الحدث لا يصنع منهم أبطالا بل أهدافا مشروعة ستطال البسطاء والابرياء وتدمر ما تبقى من مأوى وملاذ ممكن لهم .. إنه تواطؤ معلن يقحم البلد في ما ليس لها به طاقة او ناقة .. وهذه هي الخيانة الوطنية العظمى التي ينبغي للحكومة الشرعية الحساب لها .
ولو لم يكن الحوثة قاموا بتلك الحماقة المجنونة فعلا فإنهم متهمون بالتحالف ضمن حلقة الصراع الإقليمي والدولي التي من شأنها منح الأمريكان وغيرهم ثغرة لتفعيل الشق العسكري من الفصل السابع من القانون الدولي الخاص بحق التدخل العسكري المباشر وتشكيل قوة دولية رادعة , وهو ما قد يضطر إليه السعوديون.
لم يكن الحوثيون هم الطرف المعتدى عليه في الحرب باليمن بل كانوا السبب الرئيسي باشعالها مع حليفهم السابق (صالح) , ولم يكتفوا بالاستيلاء على الحكم بالقوة والغاء مظاهر الدولة والحياة المدنية بل وملاحقة الرئيس الشرعي لقتله بالطيران في عدن وتصدير الحرب الى كل اليمن ثم دول الجوار , ومؤخرا الاشتراك في فتنة دولية كبرى تزعزع من ما تبقى من هامش ضئيل محدود لإمكانية وقف التدهور في اليمن.
وحتى الآن لم يتم تطبيق العقوبات العسكرية في اليمن بموجب بنود الفصل السابع وتم الاكتفاء بالعقوبات المالية والسياسية بمصادرة الأرصدة المالية للمتهمين ومنعهم من السفر ..
وما يجري من عمليات عسكرية للتحالف العربي ضد التمرد في اليمن فمبوجب الفصل(السادس) الذي يجيز للدول الاستعانة بغيرها من البلدان لفرض وتثبيت الأمن الداخلي .. أما الفصل السابع فيكون بتدخل قوات دولية كبرى بقرار من مجلس الأمن في الحالات الخطيرة دون الحاجة إلى إذن خاص او الرجوع الى سلطات البلد المعني.

* المرتبات وفأر جحا *

من يعرض أبناء وطنه للخطر والمذلة والمجاعة ويرهن بلده للغريب الأجنبي لا تهمه معيشة الناس واستقرارهم والوفاء بحقوقهم .
تم حل مشكلة مرتبات موظفي الدولة قبل شهر على ضؤ تفاهمات ستوكهولم .. لكن الحوثيين نسفوا كل التزاماتهم الخاصة بتسليم إيرادات ميناء الحديدة والصليف الى لجنة اممية محايدة , وأوقفوا تفريغ بواخر النفط والوقود وغيرها وافتعلوا أزمة مشتقات نفطية في مناطق سيطرتهم بذريعة واهية هي أن الوقود المستورد غير مطابق للمواصفات , تماما كما فعلوا من قبل مع المعونات الغذائية بعد اكتشاف تحايلهم وسرقتهم لها وتقديم كشوفات مزورة بأسماء المسفيدين , ومصادرة حصص المستحقين!!.
والحقيقة إن الحوثيين قاموا بتهديد تجار الوقود وغيرهم في حال دفعوا الضرائب للجنة المحايدة , واشترطوا تسليمها لهم عبر حساب خاص في الحديدة ليتصرفوا بها كيفما يشاءون (مجهود حربي ونهب ) , كما منعوا المستوردين من تقديم البيانات الخاصة ببلد التصدير والترانزيت والمواصفات الى اللجنة المشتركة حتى لا يتم اكتشاف التحايل على الشحنات القادمة من إيران بأوراق مزورة وطرق ملتوية تمكنهم من ضمان تدفق الدعم المالي لاستمرار لعبة الحرب القذرة.
ولا يكترث الحوثيون بعقليتهم المريضة المستبدة لمعاناة ملايين الناس وجوعهم إلا في الخطابات الرنانة عن الكرامة والعزة المزيفة.
فكل مرة يخترعون ذريعة للتملص من التزاماتهم الأخلاقية للمواطنين , وعندما ينكشفون لا يهمهم أنهم فقدوا نعمة الحياء .. ويذكروننا تماما بقصة جحا الذي كان يحمل فأرا في جيبه عند تناوله لوجبة لحم يومية دسمة من أحد المطاعم ويتهرب من دفع الحساب .. وكلما انتهى من اللحم وشرب المرق بعده يخرج الفأر من جيبه ليضعه في وعاء المرق ويصيح في وجه صاحب المطعم (إيش جاب هذا) .. وذات يوم انتهى من اكل اللحم وعندما طلب المرق فوجئ بعدم توفره .. وفجأة صاح بالمباشر وهو يخرج الفأر من جيبه ويشير بيده : وهذا أين أضعه يا خبرة ).
استنفذ الحوثيون كل الفئران التي في جيوبهم على ما يبدو , وبنفس عقلية الفهلوة والشطارة والتذاكي يكذبون الف مرة ومرة على الداخل والخارج , ولديهم لكل سؤال مليون جواب ولكل معضلة الف حيلة حتى وهم يقعون في شر أعمالهم من الانقلاب الى فضيحة أرامكو إلى ابتزاز أموال المساعدات والتحايل على مرتبات الموظفين وأموال الدولة.
ولكن مش كل مرة تسلم الكرة فقد وقعت الفأس في الرأس هذه المرة واحيط بهم من حيث لا يشعرون.