هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
لم يكن قرار الرئيس هادي بإقالة محمد صالح الأحمر قراراً مفاجئاً فكل الأوساط السياسية كانت تتوقع مثل هذا القرار منذ أن صدرت العديد من التصريحات بعد احتجاجات القوات الجوية والتي تشير إلى قرب مثل هذه القرار، وكان أخرها الأسبوع الماضي تصريحات الرئاسة اليمنية أن ثمة قرارات مهمة ستصدر الأسبوع القادم وبالتالي فمثل هذا القرار كان متوقعاً. لكن المستغرب هي ردة الفعل التي اتخذها الأحمر بأغلاق مطار صنعاء دون أن يدرك مدى التداعيات التي يمكن أن تجرها مثل هذه الحركة الغبية في وقت يدرك الجميع أن تراجع عبدربه عن هذا القرار من المستحيلات لأن ذلك سيعرض صورته داخلياً وخارجياً للاهتزاز.
من الواضح أن الأخ غير الشقيق للرئيس السابق كان يدرك تمام الإدراك أنه لم يعد بمقدوره التمرد علي قرار هادي خصوصاً مع تواتر الأخبار عن مرضه ورغبته في الخروج للعلاج ،ولكن هذه الحركة الجوفاء كانت بمثابة رسالة تحذير من الرئيس السابق وعائلته للرئيس هادي أنه يقترب من عش الدبابير وأن ذلك لن يمر مرور الكرام وهم بذلك يتحسبون لقرارات قادمة تستهدف بقية أركان العائلة التي تعتبر نفسها حاكمة. يبدو الرئيس هادي مدركاً لمثل ردة الفعل هذه لكنه يشعر أنه يتكئ علي دعم كبير يحظى به داخلياً واقليميا ودولياً وهو ما ظهر جلياً في مسارعة كل من مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لإعلان دعمهما لكل القرارات التي يتخذها هادي و لعل هادي يضمن بذلك العامل الخارجي والذي طالما كان العامل الأكبر في الصراعات الداخلية في اليمن وهو بهذا يحاول أن يعوض افتقاره للقوة العسكرية والقبلية في صنعاء والتي طالما كانت المثبت الرئيسي لكرسي الحكم في اليمن في معظم الفترات السابقة.
و مما يلاحظ أن هادي لا يضع المؤتمر ضمن الأعمدة التي يستند عليها رغم أنه الأمين العام للحزب لإدراكه أن الكثير من قيادات الصف الأول في المؤتمر لم تستطع تجاوز المرحلة السابقة ومازالت غير قادرة علي استيعاب التغييرات وتظن أن المرحلة عابرة وستعود الأمور لما كانت عليه، بل إنها تناصب الرئيس العداء وهو ما يحتم إحداث تغيير حقيقي في المؤتمر حتى يمكنه من الاستمرار بفاعليه ومواكبة المرحلة وإلا فان المؤتمر سيربط مصيره بصالح وعائلته.
يسعى هادي من خلال القرارات الأخيرة أن يثبت للجميع في الداخل والخارج سواءً كانوا مؤيدين له أو معارضين أنه قادر على اتخاذ قرارات هامة وهو بهذا ربما يعد لقرارات أكثر جرأة تشمل الرؤوس في الجانبين جانب الثورة وأنصار النظام السابق وهو ما استبقه علي محسن الأحمر حين أعلن استعداده لتنفيذ أي قرارات تتعلق بموقعه العسكري. ولا شك أن مثل هذه القرارات ستدعم مكانة هادي شعبياً وتسهل إدارة البلاد بالنسبة له، كما ستكون الرسالة الأهم للجميع بأن سرعة قطار التغيير تتنامى بإزالة بقية كوابح النظام السابق ولعلهم بدأوا يدركون الأن أنه "فاتهم القطار".
يبدو الرئيس هادي متفنناً في استخدام "اسلوب الخلع لأعلى" وذلك بترقية الذين يقيلهم لمراكز نواب هي أعلى في السلم الإداري لكنه يضمن بذلك سحب الصلاحيات من أيديهم ولعله يتذكر أنه نفس الأسلوب الذي استخدمه صالح معه سابقاً حين عينه نائباً له بعد أن كان وزيراً للدفاع، لكنه بهذا الأسلوب يؤمل للبعض بأن خلعهم للأعلى سيقذف بهم إلى كرسي النائب الشاغر منذ تولي هادي الرئاسة، لكن الدستور اليمني لا يسمح إلا بنائب واحد وعند الضرورة فإن هذا الشخص يجب أيضاً أن يحظى بصفة توافقيه.
قد يضطر هادي ليستخدم بعضاً من أساليب صالح مع من يقفون في طريقه لكن العنصر الداعم الاكبر له هو التوافق الداخلي والخارجي حوله وهو ما يساعده لوضع اللبنات الاولى لدولة المؤسسات التي يتم إسناد الوظيفة فيها بناءً علي الكفاءة والنزاهة وليس علي القرابة أو المناطقية أو القبلية وعليه أن لا يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه صالح فليس التغيير المقصود مجرد استبدال سنحان بأبين وإنما استبدال مفهوم المناطقية بمفهوم المواطنة المتساوية لليمنيين جميعاً.