المعلم: انخراط السلفيين في العمل السياسي سيسند للشباب ولن يدخل فيه العلماء
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الجمعة 10 فبراير-شباط 2012 08:56 م
 
 

أكد القيادي السلفي في جمعة الحكمة اليمانية، ونائب رئيس هيئة علماء اليمن، الشيخ أحمد حسن المعلم، بأن سلفيي اليمن قد زالت عنهم أكثر العوائق التي كانت تحول بينهم وبين اقتحام ميدان العمل السياسي.

وأوضح المعلم في حوار له مع «مأرب برس» بأن غالبية علماء الدعوة السلفية يرون بألا ينخرط علماء التيار السلفي وكبار رموزه في المجال السياسي، كي يظلوا علماء ومراجع للأمة، ولا تصيبهم «لوثات السياسة».

وأشار المعلم إلى أن علماء التيار السلفي في اليمن لا يمانعون من هذا المنطلق أن يقوم السلفيون من الدعاة والشباب بالانخراط في العمل السياسي، بالوسيلة التي يرونها مناسبة شريطة أن يظل العلماء مرجعيتهم.

وفيما يلي نص الحوار، الذي أجراه سلمان العماري

• ما هي قراءتكم لمجريات الأحداث في المنطقة والعالم الإسلامي ؟

- الذي يجري اليوم في العالم الإسلامي اليوم،وبوجه خاص في العالم العربي وبلادنا جزء منه مبشر ومنذر، مبشٌر بانتهاء حقبة من عمر الأمة سادها التسلط، والعسف والاستئثار بمقدرات الأمم والتحكم في مصائر الشعوب من قبل النخب الحاكمة ومصادرة كثير من حقوق الناس المادية والمعنوية يتفاوتون فيها من بلد إلى بلد ومن نظام إلى نظام آخر وانتهاء ذلك منجز كبير ولا شك.

ولكن الإنذار هو أن يتجاوز التغيير ما هو مطلوب تغييره إلى تغيير ما هو حق يجب ترسيخه وثباته، لأن كثيراً من القوى الداعية للتغيير مرتبطة بالأعداء وغير قادرة أن تفلت إفلاتاً كاملاً من قبضتهم، وبالتالي فالمراقب الذي ينظر من وجهة نظر شرعية سيعلنها جلية أن ما يحصل ليس هو التجديد الديني المنتظر وإنما قد يتيح الفرصة لذلك التجديد، وبالتالي فذلك المراقب قد يردد كلمة الأعشى ( ويلي عليك وويلي منك يا رجلُ ).

اتفاق السلطة والمعارضة

• كيف تنظرون إلى مسار الثورة في اليمن ،والاتفاق الذي تم بين المعارضة والسلطة ؟

- الثورة في اليمن كغيرها من ثورات العالم العربي حركت المياه الراكدة وكشفت الكثير مما كان مغطى، وصححت الكثير مما كان مغلوطاً يأخذه الناس مأخذ الصحيح، وواكب الثورة أخطاء ودخلها الدخيل ومدت يدها لعدوها شأن جميع الثورات العربية.

وقد تصدى للحديث باسمها شركاء متشاكسون كل يزعم أنه صاحب الحق وبدا تباين أهداف الثوار واضحاً خصوصاً في القضايا الكبرى كهوية الأمة ومرجعيتها ،فهناك من يريد تثبيت ما تميزت به اليمن عن أكثر الدول العربية والإسلامية من تحديد المرجعية ورفض ما يخالفها وتفعيل ذلك الأصل والبناء عليه، وهذا موقف أغلبية الثوار ومن ورائهم كامل الشعب عدا من ربط نفسه بروابط مشبوهة وتبعيات وعمالة للعدو .

وهناك من يريد أن تجتث الثورة ذلك الإنجاز ضمن ما تجثث من مخلفات الماضي ليبني اليمن على نهج الحضارة الغربية وينسلخ عن هويته ومرجعيته وبهذا تكون الثورة نكبة ومصيبة على اليمن وأهله، لأن خسارة الدين والقيم لا تعادلها خسارة، وواهم من يريد أن يقيسنا على تركيا أو تونس فأولئك يصعدون بشعوبهم من الحضيض الذي تردّوا فيه فيتدرجون في ذلك، وهؤلاء ينزلوننا من القمة التي يحسدنا الناس عليها ليصلوا بنا إلى الحضيض فأيّ قياس هذا.

وأما اتفاق السلطة والمعارضة فهو من جهة نزع فتيل الفتنة وأبعاد شبح الحرب الأهلية،وهذا أمر مطلوب ولكنه من جهة أخرى كان تحقيقاً لحلم قديم للمعارضة هو الوصول إلى السلطة وهذا هدف ضئيل، ومن كان هذا غاية مراده فلن يصلح شيئاً بل ربما أفسد أكثر مما يصلح ولا نعمم هذا الحكم على الجميع ولكن عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان وأمامنا كثير من محطات الاختبار سوف تكشف مدى صدق هذا الحدس أو كذبه.

الموقف السلفي من الثورة

• وما هو موقف السلفيين من الثورة في اليمن من حيث الجملة، وتقييمك له ؟

- الموقف السلفي عموماً حصل فيه تباين فعلاً وذلك لبعد التيار السلفي عن الجانب السياسي والاهتمام بالوضع العام للبلد لفترة طويلة ولتمسك السلفيين عموماً بالمنهج الذي تلقوه عن سلفهم وأشياخهم وما قررته كتب العقيدة في قضية العلاقة بين الراعي والرعية وطاعة ولي الأمر، ثم قراءتهم لذلك المنهج وكيفية تنزيله على الواقع حصل فيه ذلك التباين، ولا شك أن الاصطدام بالواقع يفتح على الناس آفاقاً جديدة قد تظهر من أول وهلة خاطئة ومناقضة لما كان عليه الأمر من قبل ولكن عند التأمل وتدقيق النظر يظهر صواب ذلك المسلك .

أما موقفي الشخصي مما جرى فهو اعتبار هذه الثورات وسيلة قوية وعاجلة من وسائل التغيير غير أنها غير نقية النقاء الذي يجعلني ألتحق بها وأشجع عليها، وبحكم أننا في زمن الأخذ بخير الخيرين وإن أضعنا أدناهما ودفع شرّ الشرّين وإن وقعنا في أدناهما لم أعترض عليها وجعلت أنادي بتصحيح المسار والعمل قدر الطاقة على تنقية الصف وأن يبرز الشعار القوي الظاهر شعار تحديد الهوية وتحكيم الشريعة ورد المبادئ والشعارات المخالفة وإن احتملت بعض الحق حتى لا نقع في الإجمال الذي قد يؤدي إلى اللبس ويُفتن به طوائف من الناس أو يُتخذ حجة علينا في المستقبل.

وأُحذِّر بشدة من أن ترتهن هذه الثورات للخارج وتُستغل من الأعداء، ويمسي الذين تأتي بهم هذه الثورات أظلم ممن ثاروا عليهم فنرجع بعد عنائنا وتضحياتنا بخُفَّي حُنين أو نرضى من الغنيمة بالإياب. وقد لخّصت موقفي هذا في تهنئتي للأمة بعيد الفطر المبارك عام 32هـ وهي موجودة في صفحتي على الفيسبوك فليرجع إليها من يريدها.

• وما هو موقف هيئة علماء اليمن ودورها في معالجة الأوضاع ؟

- هيئة علماء اليمن كانت قد سبقت الثورات العربية في استشعارها الخطر،والحاجة إلى التغيير وإصلاح الوضع وقامت بعدة إجراءات، كلقاء المسئولين من الأطراف المختلفة وإقامة المؤتمرات واللقاءات وإصدار البيانات وتقديم المبادرات التي لو أخذ الأطراف بها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولتحقق كثير مما تحقق بعد هذه الحوادث التي كلفت اليمن الكثير من الأنفس والأموال والجهود والسمعة،وفي أثناء الأحداث تعاطف كثير من علمائها مع الثوار حتى بدا انحيازهم إليهم بشكل واضح، وكنت شخصياً متحفظاً على ذلك راغباً أن نبقى في موقع المصلح الساعي بين الأطراف الداعي الجميع لإخراج البلد من أزمته، الموصل لهذا الشعب الطيب إلى برِّ الأمان، القاطع على الطامعين في الانحراف وإدخال البلاد والعباد في ميادين الفتنة التي تأكل الأخضر واليابس طريقهم، غير أن ذلك لم يفسد للود قضية وسارت الأمور حتى اتفقنا على البيان الأخير الذي يُعدُّ بمثابة برنامج عمل أو خارطة طريق للوصول إلى الأهداف السامية لهذه الأمة، وسيظل القائمون على المجلس يتابعون ذلك البيان وما جاء فيه ويعملون على تطبيق ما جاء فيه من قبل المعنيين بذلك التطبيق من الجهات ذات العلاقة من كبار المسئولين ورؤوس القوى الفاعلة في المجتمع.

* باعتبارك أحد قيادات العمل السلفي ومراجعه في اليمن ما تفسيرك للتباين لديكم في الرؤى والمواقف من الثورة؟

- كما سبقت الإشارة فالسلفيون غالباً يصدرون عن اجتهاد وقناعات مبنية على فهم كلٍ منهم للدليل ولمنهج السلف مع المؤثرات المتعلقة بالتربية التي نشئوا عليها وما وجدوا عليه مشايخهم.

وإذا كان كبار مشايخهم وثلة الرواد منهم قد تنوعت نظرتهم إلى قضايا السياسة المعاصرة وأنظمة الحكم ووسائل اختيار الحاكم وأساليب الإنكار عليه إذا كان ذلك شأن روادهم فمن الطبيعي أن يعكس ذلك نفسه على الجيل المعاصر منهم؛ بل إن تنزيل مواقف الرواد على الواقع قد اختلف فيه المعاصرون ونسب كلٌ منهم ما فهمه إلى أولئك الرواد.

وهذا الذي حصل عندما اندلعت ثورة الشباب فكان السلفيون عدة فئات، لكل فئة موقفها من تلك الثورة، فمنهم من اعتبرها خروجاً محرماً على الحاكم ونزّل كل ما جاء في ذمّ الخارجين على ولاة الأمر على جميع المعارضين للنظام وأعطى للحكام الظلمة حقوق وحرمة الولاة العادلين .

ومنهم من انحاز إلى الطرف المقابل وأيَّد أكثر ما جاء به الثوار وتغاضوا عن بعض مخالفاتهم، ومنهم من توسط فلم يُعطِ الحكام الظلمة المستبدين العارين عن معظم شروط الولاة الذين تحدث عنهم السلف وحرّموا الخروج عليهم وزجروا عن إهانتهم ما أعطاهم الفريق الأول ولم يُسارع إلى تبني مواقف الثوار والالتحاق بهم لأنهم لم يستكملوا شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم ينضبطوا بضوابطه ولم يسعوا إلى الهدف الذي يجب أن يهدف إليه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر بالشكل الصحيح بل ظلوا يطرحون ما يعتقدون أنه الحق بالشكل الذي أتيح لهم وإن سخط هذا الطرف أو ذاك وبالفعل لم يرضَ عنهم كلا الطرفين ولكنهم تحملوا في سبيل مبدئهم كل ما واجههم به الطرفان،.

وهناك من هو بين هذه الفئات الثلاث إما أقرب إلى الفئة الأولى وإما إلى الفئة الثانية، وأظن أن هذه الفئات سوف تتفهم مواقف بعضها البعض ويتفهم مواقفها من خالفها من غيرها من أهل الصدق والإخلاص بعد أن ينقشع غبار المعركة وتزول المؤثرات المصاحبة لها وسوف ترتسم ملامح جديدة للموقف السلفي منبثقة من أصول منهجها ومستفيدة من معطيات واقعها .

• وماذا عن الخلاف القائم بينكم والحوثية، والمواجهات الدائرة في دماج صعده شمال اليمن ؟

- بالنسبة لمسألة مواجهة الحوثية، فالحوثية نبتة غريبة يُراد غرسها في اليمن وهي لا تمثل الزيدية التاريخية التي عاشت في اليمن أكثر من ألف عام متعايشة مع أهل السنة فيه وإنما هي نسخة معدلة بعض الشيء من الرافضة الصفوية التي تقوم اليوم على ولاية الفقيه في إيران والتي قد كشفت خططها لتصدير الثورة إلى العالم وبالأخص الجزيرة العربية.

 ولذلك فجميع اليمنيين من زيدية معتدلة وشافعية وسلفية ورجال قبائل منتمين إلى كافة التوجهات الموجودة في اليمن كل أولئك في مواجهة الحوثية لما تحمله من عقائد ضالة ولما عُرف عنها من عدوانية واستكبار وتمييز عرقي مقيت وإقصاء للمخالف قد يؤدي إلى تصفيته على طريقة سلفهم الصفويين، وإنما ظهرت مشكلتهم،وكأنها خاصة مع السلفيين لتركيزهم أخيراً على دماج وإلا فجميع مخالفيهم هم في مواجهة معهم.

وقد تميز موقف أهل السنة أنهم أهل سلم وصفح وقبول بالآخر إذا قبل هو بهم في حدود ما يقتضيه التعايش الذي يفرضه الواقع، أما في حال العدوان فلن يتخلى أهل السنة عن الدفع عن أنفسهم ولن يتخلى اليمنيون عن نصرة المظلوم وإن تباينت مذاهبهم.

• صدر لكم مؤخراً دراسة وكتاب يتناول ويحمل عنوان " فقه العلاقة مع الحكام في الواقع المعاصر " فما هي خلاصته ومبعث رسالتك فيه ؟

- الكتاب في الحقيقة مشروع معروض على أهل العلم والمعرفة والخبرة من العلماء والسياسيين المنطلقين من المنطلق الشرعي، لخصت فيه أهم محاور المعاملة مع الحكام كما تصورتها وانطلقت من ثوابت أهل السنة وراعيت تغير الزمان والحال في بعض مطالبه وقواعده ورجوت من الفضلاء الناصحين إبداء ملاحظاتهم عليه من جميع التوجهات السنية لعلي من خلال ذلك أستطيع أن أجمع وأحرر قواعد منهج أهل السنة في هذا الباب ليلتقي عليه من شاء الله منهم.

أما رسالتي فيه فهي إن قضية التعامل مع الحكام قضية اجتهادية فقهية وإن أُدخلت كتب أصول الدين وهي مما يُبنى على أصول الجمع بين المصالح والموازنة بينها وبين المفاسد والفتوى في كثير من جوانبها عند تنزيلها تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والمقصد محذراً كما سبق من قضيتي الإفراط والتفريط.

• أعلن في ظل الثورة الشعبية عن تشكيل كيانات سلفية متعددة ،مادوا فع ذلك وخلفيته ؟

- السلفيون في اليمن يشكلون نسبة كبيرة جداً من السكان ووجودهم في الساحة لا يُنكره أحد وأثرهم على المجتمع ظاهر، فمن الناحية الفكرية والاجتماعية لا يمكن إغفال وجودهم ولا أثرهم، ولكن من ناحية توازن القوى أظهرت التوجهات المعاصرة منذ الوحدة وإلى الآن وزادت بانبثاق الثورات المعاصرة ألا صوت يُسمع إلا لكيان له اسم رنان وشعار ظاهر ولافتة مرهوبة حتى وإن كان في ذاته صغيراً، وأن من لم يكن له شيء من ذلك فلا أحد يسمع لصوته حتى وإن كثُر عدده وعظُم أثره في المجتمع لذا رأى قادة العمل السلفي أن يجمعوا صفوفهم ويبرزوا وجودهم في كيانات فيها من المقومات ما يفرض على الآخرين سماع صوتهم الذي يُنادون به للتغيير والتجديد فظهرت تلك الكيانات، وهي كيانات دعوية واجتماعية لها مواقف سياسية وليست هذه الكيانات التي قد تكونت أحزاباً سياسية.

السلفيون والعمل السياسي

• إلى أين وصلت قناعة السلفيين وجدوى الدخول والمشاركة في العملية السياسية في اليمن ؟

- السلفيون من الناحية النظرية لا يُمانعون من ممارسة السياسة، بل يعتقدون أن السياسة من الدين وأن أول من مارس السياسة في الإسلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تبعه الخلفاء الأربعة الراشدون، وسائر الصحابة مارسوا السياسة بمعنى أو بآخر - وأعني السياسة الشرعية التي تعني القيام على الأمر بما يُصلحه شرعاً وهي منهج العدل كما وصفها ابن القيِّم وليست سياسة فنُّ الممكن القائمة على الخداع والكذب والنفاق في كثير من جوانبها- وشعارها (الحق هو القوة وليس القوة هي الحق)، وإنما الخلاف في ممارسة السياسة عملياً وقد بدأت فصائل سلفية خطواتها السياسية منذ عشرات السنين في بعض الدول العربية وغير العربية وتأخر بعضهم لأسباب مختلفة، وقد لحق بالممارسين للسياسة عملياً ورسمياً هذا العام إخواننا في مصر بعد عدة أطوار لهم.

وسلفيو اليمن قد زالت عنهم أكثر العوائق التي كانت تحول بينهم وبين اقتحام ميدان السياسة غير أن الغالبية من علماء الدعوة السلفية يرون ألا ينخرط العلماء وكبار الدعاة ورموز الدعوة في هذا المجال بأنفسهم حتى يبقوا علماء ومراجع للأمة،وينأوا بأنفسهم عن لوثات السياسة وحفاظاً على مكتسبات الدعوة ومؤسساتها لذا فهم لا يُمانعون من أن يقوم المقتنعون بممارسة السياسة من الشيوخ والدعاة والشباب بما يرونه من ذلك بالوسيلة المناسبة شريطة أن يلتزموا بالضوابط الشرعية ومرجعية علمائهم وعدم الافتئات عليهم في القضايا التي لابد من تبيين الحكم الشرعي فيها.

رسالة لأطراف ومكونات الشعب اليمني

• ما هي رسالتك التي تبعثها لمختلف فئات ومكونات الشعب اليمني وأطرافه؟

- رسالتي لهؤلاء جميعاً أن يعرفوا واقعهم وألا يقفزوا فوقه تطلّعاً إلى مثالية يتعبون دون تحقيقها وقد يصيبهم اليأس والإحباط نتيجة ذلك بل عليهم أن يخفضوا سقف توقعاتهم إلى الحد المعقول فالإرث مرهق والتبعات ثقيلة جداً والأطراف التي تصدت لقيادة المرحلة القادمة لا يُتوقع منها إصلاح حقيقي،ويد العدو الخارجي الكافر مازالت هي الطولى على الأطراف جميعاً والعوائق الداخلية لا يتصور مداها إلا من غاص في الواقع اليمني وعايشه بحيادية تامة مع نظرة ثاقبة، فالحوثية المتربصة،والقاعدة المتحمسة بلا فقه،ولا إدراك للأمور ولا نقاء في الصف،والحراك المتشظي المتناحر،وقاعدة الفساد المستشرية في جميع مفاصل المرافق العامة والخاصة،وعلى مستوى جميع الشرائح إلا من رحم الله ،والتي أصبحت ثقافة شائعة لدى الجميع إلا من رحمه الله كل ذلك وغيره يجب ألا يغيب عن حسبان اليمنيين وعليهم ألا ييأسوا من الإصلاح، وألا يُمنوا أنفسهم وأمتهم الأماني الكاذبة.

وإزاء ذلك عليهم أن يتحلوا بالعزم والتصميم على إزالة تلك العوائق ويضعوا لذلك الخطط المحكمة وإن طال أمد تنفيذها، ولكن عليهم أن يضعوا الدواء على الجرح ولا يرقعون جوار الثقب - كما يقول المثل الشعبي - عليهم أن ينسوا الحظوظ النفسية والحزبية وجميع أنواع العصبيات والمصالح الضيقة والنظرات القصيرة ويُغيّروا ما كان بأنفسهم في الماضي على ما يقتضيه الحاضر (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )).