آخر الاخبار

وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة اللجنة الأمنية بتعز تجتمع وتناقش قضية مقتل المواطن الشرعبي في عصيفرة

صفحاتٌ مضيئةٌ من مسيرة "عبادي العسولي"
بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 21 يونيو-حزيران 2023 08:36 م

تلقى تعليمه العام في مدينة نجران، وتعليمه الجامعي في مدينة أبها، حنبليٌ حتى النخاع، مسقط رأسه من حاضرة مدينة صعدة، التي عاد إليها للتدريس في الجامعة، رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية، بعد أن حصل على شهادة الدكتوراة من العراق، وكانت رسالته عن الإمام الهادي وما افترق فيه عن المذهب الزيدي، ومن العجيب أنه ناقش رسالته وسط نفرٍ، لا يتحاوزون عدد الأصابع، وكانت المناقشة سريةً، حتى لا يتعرض للقتل من شيعة الجامعة، آنذاك، الذين هددوه بالقتل، فاضطرت إدارة الجامعة مناقشة رسالته بسرية تامة. وأنهى المناقشة وحصل على الوثائق، وانفجرت أحداث احتلال العراق عام ٢٠٠٣م، فصحب أهله من بغداد إلى عمّان الأردن، في رحلة عجيبة، نجى فيها بقدرة قادر.  

عاش حياة الكفاح المرير، كغيره من أبناء اليمن، الذين ضاقت بهم بلادهم، سيما وقد تهدّم جزءٌ من بيته بفعل الحرب المجنونة في صعدة، وتعرض مرارًا للاغتيال، وليت محنته وقفت عند حد التهجير القسري، من داره، بل التحق مدرسًا في جامعة نجران فرع كلية العلوم والآداب بشرورة، قسم الدراسات الإسلامية، ثم لم يلبث أن قضى في القسم بضع سنين حتى جاءه قرارٌ مفاجئ بطي قيده. كانت هذه الفترة عصيبةً على قلب الرجل جدًا، سيما وقد تخلى عنه بعض أصدقائه وشيوخه والأقربون منه، في اليمن، فلكلٍ أحواله بفعل الحرب، وكان ذلك قبالة رمضان، مما ناسب شهر اللجوء والتضرع إلى الله، ولعلّ هذه الفترة وهذه المحنة هي التي أثرت كل تأثير على وضعه النفسي والصحي بعد ذلك.

ومع ذلك تمكن رحمه الله من النقل على إحدى المدارس المملوكة لبعض زملائه، وظلّ يعمل مدرسًا بكل جد وتفان وفرح، في المرحلة المتوسطة، وكان ابني أحد طلابه، كان رحمه الله يسعى حثيثًا عساه أن يجد البديل عن الجامعة، وكلما وجد فرصةً حسنةً، ارتطم بقانون توطين الوظائف، ثم لم يلبث زميله مالك المدرسة أن طلب منه النقل من المدرسة ونقل كفالته، فهام على وجهه يبحث عن كفالة جديدة، وقابلني في إحدى الحدائق وتسامرنا قليلاً نتدارس كيف نجد كفيلا بديلا، فلم نجد، وهو يعلم قدراتي، ولكنه كان يأنس للحديث إليّ، كما آنس للحديث إليه، وتبادل الفكاهةوالمرح المعتاد بيننا.

وكان آخر لقاءٍ لي به رحمه الله عزومة غداء بالحديقة ظهرًا، حضرها أحد الزملاء وجدته في المسجد في شرورة بعد فراق لنحو ربع قرن ولم أعرفه بتاتًا وعرفني هو، فدعوت الدكتور عبادي رحمه الله للحضور لتطييب المجلس بأحاديثه وقصصه وعلومه وأخباره الماتعة. ولم تنقطع صلتي به عبر رسائل الواتس بعد أن هاجرت من شرورة، حتى لقي الله في يوم الاثنين الأول من ذي الحجة ١٤٤٤ه. رحم الله شيخنا الدكتور عبادي محمد العسولي، وعزاؤنا فيه أنه ارتاح من همّ الدنيا ووفد إلى ضيافة البر الرحيم سبحانه وتعالى، وخلّف سيرةً ومسيرةً عطرة في التضحية والصبر والفداء، ونحسبه والله حسيبه هو أسعد الناس اليوم، لأنه بين يدي مليك مقتدر.