مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام
من على إحدى حواجز الأسمنت القاطعة بين فريقين أحدهما طامح شجاع والآخر مرتبك رعديد، يتراءى لك مشهد تكتشف معه أن اليمنيون باتوا أكثر من كل وقت مضى، يقفون على مشارف أحلامهم.
لا تكترث أبداً، بالأنباء المؤكدة على انخراط غالبية القوى الوطنية الشريفة؛ قبلية كانت أو سياسية أو مدنية وحتى عسكرية، في صفوف ثورة الشباب بصنعاء أو عدن وحتى الجوف أو المهرة. ولا تغبط لآيات التبريكات المتلاحقة جراء تزايد عدد المنضمين للثوار من أبناء المجتمع اليمني كما ولا تستأنس بأخبار الدعم المادي والعيني المتزايد من النساء ومن الرجال لثوار الساحات التحررية في أرجاء البلاد.
إن مشهداً واحداً لشاب يعتلي إحدى الحواجز الأسمنتية فاتحاً صدره العاري النحيل أمام الأسلحة الثقيلة والخفيفة لقوات الأمن المركزي والقوات الخاصة ومن ورائهم وأمامهم مسلحون بزي مدني يدعون بـ"البلاطجة"؛ مشهد كافٍ لأن يجعلك تؤمن بأن اليمن الجديد بدأ يتشكل وأن عجلة الثورة الشبابية تتابع المسير بكل أمان. لا داعي للقلق على ثورة وقودها حب الله والوطن وهذا الشعب العظيم وطاقاتها الخلاقة تكمن في ملامح هذا الجيل.
من يتصدى للأسلحة بصدره العاري صارخاً في وجه القوة "اضربوا الرصاص الحي في صدري.. اقتلوني إن شئتم.. لن أتراجع عن نصرة مستقبلي ومستقبل اليمن السعيد وشعبه العظيم". بإمكانه أن يدفع كل اليمنيين لنصرة وطنهم ومستقبلهم. يا له من مشهد يوثق هذا الإصرار الشاب على مواصلة موكب الثورة رغم الحزن المتفشي جراء استخدام العنف المفرط في وجوه المحتجين سلمياً في مختلف المحافظات.
لقد أضحى العالم كله يراقب بكل ذهول، هذا الطموح العربي المتمدد في كل الأنحاء ونحن في اليمن، جزء من هذا البياض البهيج. إنه طموح وضاء أفقد شهوة الموبوءين بداء الكرسي على المزيد من التشبث والتوريث. وغير نظرة المظلومين من الشعوب للحياة التي كانوا قد سئموها في بعض الأحيان، حيث أعاد لهم ولدفعة واحدة، مشهيات الحرية والكرامة والعدالة والمساواة في الحياة.
اليوم، ليس بمقدور أمريكا ولا عملاؤها ولا أوراق القاعدة/ الحراك/ الحوثي/ اللاجئين؛ وهي أوراق طالما لعبها النظام مع الخارج طوال السنوات الماضية. أيضاً، ليس بمقدور النظام أن يرمي بأوراقه التي لعبها وقت طويل مع الداخل كالقبيلة والعلماء وغير ذلك، أو بالأحرى، لم تعد له إمكانية لاستخدامها.
ليس بمقدور أحد أن يكون حجر عثرة في طريق الثورة المباركة.. حتى وان حدت الحواجز الإسمنتية المتزايدة من انتشار وتزايد مساحات المعتصمين في ساحات التغيير. لن يقدر أحد على منع تدفق الآلاف للساحات، ولن يثني أحد أي مواطن يمني حر عن حب وطنه أولاً وحب مستقبله، حتى مع هدير الرصاص وتطاير الشظايا والأشلاء والدماء.
لا أدري كيف يفكر البعض في النظام عندما يتعلق الأمر باستخدام العنف؟ هل يعتقدون أن ذلك سيربك المحتجين وسيقلل من أعدادهم، وهم يعلمون جيداً أن كل قطرة دم تسيل تزيد الوبال عليهم. هل يعتقدون أنهم يجابهون الخذلان والحيرة والارتباك وهم يشاهدون بأم أعينهم أن الشباب العاطل عن العمل أو غيره ممن ظلم طوال الفترة الماضية، يفتح صدره المكتنز بقلب يحب الله ثم الوطن والثورة، في وجه الأسلحة. أي أسلحة مدمرة تلك هي الصدور التي تحتضن أفئدة لمحتجين شباب يناضلون من أجل قضية سامية؛ قضية وطن وكرامة وحرية وعدالة. وبالتالي ترعب صدورهم كل الأسلحة وتخيف كل المسلحين.
s.asim84@gmail.com