الحراك كاذب .. فلنحذره
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين و 3 أيام
الأربعاء 02 ديسمبر-كانون الأول 2009 11:11 م

نسمع هذه الأيام وسمعنا في الأيام الماضيه عبر وسائل الإعلام المختلفه عن ما يُسمى بالحراك الجنوبي السلمي { عنوانهُ سلمي ولكن في الحقيقه يقتل الأبرياء ويحرق ممتلكات الضعفاء ويقطع طريق الأمنين }، فيا ترى ما هوهذا الحراك ؟ وما هي مكوناته ؟ وما هي أهدافه ؟ ولصالح من يعمل ؟ كل تلك تساؤلات يجب أن نجد لها الإجابة الصحيحه من أجل أن نكون واعيين ومتفهمين لحقيقة هذا الحراك ، لا لشي وإنما لندرك هل هو خير أم شر ؟ وهل هو وطني أم عميل ؟ كل ذلك سيتم من خلال النقاط التاليه :-

أولاً معنى كلمة حراك

كلمة حراك تدل على أن هناك حركة شديده من قِبل أفراد مخلصين ، أو منظمات خيريه ، أو مؤسسات دينيه ، أو دول معروف عنها مناصرة المهضومين والمستضعفين في العالم ، تسعى هذه الحركه الى إيجاد حل لمشكله يُعاني منها شعب أو طائفه أو أقليه ، مثل الحرمان من أبسط حقوق الإنسان ، كالحرمان من الأكل أو الشرب { وهو ما يُعرف بالحصار } ، أو حقهم في التعليم ، أو التداوي من الأمراض المختلفه ، أو حقهم في ممارست شعائرهم الدينيه ، أو حقهم في حرية التنقل والترحال ، أو حقهم في السريه علي أغراضهم ومعلوماتهم { وهو ما يعرف بالحقوق الشخصيه } ، ومن الحقوق التي يسعى الحراك بمفهومه العام الى معالجتها حق الفرد في الإنتخاب أو الترشح ، أو حق الجماعات في تكوين أحزاب من أجل الإنخراط في العمليه السياسيه ، أو منظمات { وهو ما يعرف بالحقوق السياسيه } ، أو تكوين هيئات تدافع عن حقوق منتسبيها { وهو ما يعرف بالنقابات في أي بلد كان } .

ذلك هو المفهوم العام لكلمة الحراك ، وإذا ما قررنا مقارنته بمفهوم حراك الجنوب فأننا نجد البون شاسعاً ، والفرق واضحا ، لأن شعبنا اليمني الكريم في محافظات الجنوب { الذي نصّب الحراك نفسهُ وصياً عليه مع أنه ليس قاصراً } لا يُعاني شيئاً مما ذكرنا سواء في حقوقه الشخصيه أو حقوقه السياسيه أو حقوقه المدنيه ، فما الذي يعني ذلك ؟ .

الذي يعنيه لنا ذلك وبكل صرآحه أن أقطاب ما يُسمى بالحراك الجنوبي يلهثون وراء مصالح شخصيه ، ومنافع أنيه ، ومكاسب أنانيه ، لا تتعلق أو ترتبط أو تتصل لا من قريب أو بعيد بالمواطن العادي ، وطبعاً من يسعى لمصالحه الشخصيه فأنه دون ريب لا يعد وطنيا ، أو صادقا ، أو مخلصا ، بل يُعد على النقيض من ذلك كله .

ثانياً مكونات الحراك

حراك الجنوب هو عباره عن تكتل من أفراد قد أدمنت الظلم ، وعشقت حتى الثماله لون الدماء ، وهذا كلام لا أقوله نفاقاً أو أدعيه بهتاناً ، فالتاريخ الحافل لكل قطب من أقطاب الحراك يشهد لهم بالقتل وسفك الدماء ونهب أموال الضعفاء والمساكين وأكل أموال ومقدرات الدوله دون وجه حق ليدل ويبرهن على صدق ما اقوله ، وكما يقولون بالمثال يتضح المقال ، وسأكتفي بمثالين لشخصين يُعدا من أبرز اقطاب الحراك :-

الشخص الاول

تولى منصب وزير الدفاع في أول حكومه بعد الإستقلال باليمن الجنوبي آنذاك حتى العام 1966م ، تقلد أكثر من منصب حكومي في مرحلة ما بعد حركة 22يونيو1969م إثر الإطاحه بقحطان الشعبي { أول عمل دموي يعمله هو الإطاحه بقائد مناضل معروف عنه الوطنيه !!! }.

نظراً لعنجهيته وغطرسته المتمثله في خرقه اللوائح الحزبيه وقانون الأحوال الشخصيه فقد تم تجريده من مناصبه الحزبيه والحكوميه في عهد عبدالفتاح إسماعيل ما بين عامي 1979- 1980م .

ساهم بفعاليه في صراعات الأجنحه والمحاور داخل الحزب الاشتراكي الحاكم حينذاك في اليمن الجنوبي ، وفي أحداث 13 يناير 1986م كان من أكثر الشخصيات التي ارتكبت أبشع وأفضع الجرائم ، وبعد ذلك التاريخ الدموي المقزز والعفن والنتن تولى منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي .

بعد ذلك أحس الضعف والهوان بعد تشتت الإتحاد السوفيتي الذي كان يعد الداعم والممول الرئيس لحزبه فقرر الدخول في وحده مع الشطر الشمالي ، وفعلاً تمت الوحده بحسن نيه وصفاء طويه من الجانب الشمالي ، وسوء نيه وتلوث طويه من قِبل موضوع حديثنا ، وهو الأمر الذي دفعه الى إشعال حرب الردة والإنفصال عام 1994م ، ولكن سبحان الله فقد جعل الله كيده في نحره ، حيث البسهُ شرفاء اليمن شماله والجنوب ثوب الذل والعار والهزيمه .

والأن وبعد تسعة عشر عاماً على وحدة اليمن المباركه التي أنعشت اليمن وجعلته يسير سيراً حثيثا نحو ركب التقدم والتطور { بغض النظر عن وجود بعض السلبيات والتي تعد قليله إذا ما قورنت بالإيجابيات } ، ظهر لنا موضوع الكلام وهو لايزال يحمل تلك الافكار السوداء المظلمه .

فبالله عليك يا كل ذي عقل سليم هل يمكن التصديق ولو لبرهه أن شخصاً يحمل هذا التاريخ المظلم يهمه ويجعل النوم يجافي جفونه وجود الظلم والفقر والاضطهاد ؟!!.

الشخص الثاني

هو إبن سلطان من السلاطين الذين فضلوا قروش المحتل وهداياه وطلقاته المدفعيه التي كانت تطلق عندما يزورعدن ، فضلها على إستقلال الوطن وحرية أبنائه وكرامة رجاله ، ذلك حال الأب الذي ربى وثقف وعلم الأبن موضوع الكلام ، ومن ثم إنتقل هذا الأبن الى معلم ثان هو زعيم تنظيم القاعده ، ذلك التنظيم الإرهابي الدموي ، الذي يدّعي بهاتناً أنه يحارب من أجل الإسلام مع أن الإسلام بريء منه براءة الذئب من دم إبن يعقوب .

وجميعنا يعلم ما الذي سببه ويسببه تنظيم القاعده من أذى وشمات وإحتقار وإستهزاء وإستهتار بالإسلام وأهله ، وأخر إحتقار بالمسلمين هو ما حدث خلال هذا الأسبوع بسويسرا ، وسبب ذلك هي تصرفات هذا التنظيم التي جعلت الغرب يصوّر ديننا على أنهُ دين الوحشيه والكراهية والبغضاء ، مع أنه دين التسامح والالفة والمحبه .

ومما لا يدع مجالاً للشك فإن من تربى وترعرع في أحضان هذه المنظمه الإرهابيه يعتبر نسخة طبق الاصل لها ، ومن كان حاله كذلك فيستحيل الوثوق به ليكون حاكماً عادلاً تُحقن أثناء حكمه دماء الابرياء من أن تسفك ، وتحفظ في عهده أموال الضعفاء والمساكين من أن تنهب ، وتصان في ظله أعراض الشرفاء والكرام من أن تنتهك .

ثالثاً أهداف الحراك

ان لهذا الحراك أهداف عوجاء ، وغايات حمقى لا تخدم أو تنفع إلا أصحابها أو من يعملون لصالحه { وهي خدمه ومنفعه ماديه صرفه مؤقته غير مستمره إذا ما قورنت بالمنفعه المعنويه المستمره في حالة الولاء للوطن} ، تتمثل أهدافهم العوجاء وغاياتهم الحمقى في مطالبتهم بتصغير اليمن الكبير ، وإضعاف اليمن القوي وتفصيل وتقطيع اليمن الواحد ، معتمدين على حجج قبيحه ، وأعذار قذره ، تتمثل في قولهم أن أرضهم محتله { مع أنهم في نفس الوقت يعلمون علم اليقين أن من يحكم الأرض هم أهلها ، فضلاً عن منادتهم لقوى الإستكبار العالمي الى التدخل عسكرياً !!! } وتتمثل في قولهم أن السلطه أقصتهم عن مناصبهم رغم أنهم من اقصاء أنفسهم عندما أشعلوا حرباً ضروس في البلاد وهو الأمر الذي جعلهم يتركون الوطن ومناصبهم ليفروا بجلودهم كونهم أحسوا بالذنب الذي إقترفوه في حق أنفسهم وفي حق وطنهم وفي حق شعبهم .

ان أهداف الحراك تناقض الشرع والدين ، فالدين قد أمرنا بالوحده حيث قال تعالى { إن هذهِ أمتكم أمة واحده وأنا ربكم فأعبدون } ، وقوله تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشدا على الكفار رحماء بينهم }، والدين أمرنا بالتآخي حيث قال رسولنا الأكرم { المسلمون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر } صدق الله ورسوله .

كما ان أهداف الحراك تتعارض وواقعنا المعاش ، فها نحن نرى التكتلات من حولنا ، فهناك التكتل السياسي كالاتحاد الأوروبي ، وهناك التكتل الإقتصادي كتكتل دول جنوب شرق آسيا ، وهناك التكتل العسكري كحلف شمال الاطلسي ، وهناك التكتل الأخوي المراعي لقواسم الدين واللغه والتاريخ والجغرافيا كتكتل دول مجلس التعاون الخليجي .

ايضاً إن أهداف الحراك تتنافى والمنطق ، فمنطق الأشياء يدعونا الى أن نعمل ما فيه قوتنا وعزتنا ومجدنا وراحتنا ورخاء بلدنا وتقدمها وإزدهارها ، وطبعاً كل ذلك لن يتحقق إلا إذا كُنا إخوه متعاونين متآخين يشد بعضنا من أزر بعض ، وإن إختلفنا في بعض الأشياء فهناك الحوار والتفاهم من أجل إيجاد الحلول لكل معضل أو مشكل .

ان أهداف الحراك والمتمثله في التقزم والتفرق والضعف والهوان لا تخدم أحداً لهُ صلة أوإرتباط بهذهِ الارض اليمنيه الطيبه ، بل تخدم من لهُ أطماع في خيرات بلدنا ، ويريد أن يدخلها محتلاً غاصباً ناهباً دون أن يخسر قطرة دم يدفعها جراء طمعه وجشعه ، لأنه إذا تفرقنا وتششتنا فنحن سنكون دون ريب ضعفاء لا نملك الوسيله التي تمكننا من حماية أرضنا .

أخيراً أتمنى أن نكون جميعاً على قدركبير من الوعي السياسي الذي يجعلنا نعرف الوطني من العميل ، ونميز الذئب من الحمل ، ونعي خطورة ما يحاك لوطننا وشعبنا حتى نواجهه بكل قوة وعزم وجلد .