دول الخليج وعذر القات واللامبالاه
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2009 04:30 م

منذ ما يزيد عن ثمان سنوات والأخوه في مجلس التعاون الخليجي يواعدون اليمن بالإنضمام الى مجلسهم الذي يسمى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم في عضويته ست دول عربيه هي المملكه العربيه السعوديه وسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربيه المتحده ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت ، وللعلم فإن كل تلك الدول تقع من الناحيه الجغرافيه في شبه الجزيره العربيه ، وكلها دول سكانها قليل ، وكلها دول غنيه نظراً لوجود النفط ، وأخيراً كل تلك الدول تستقطب ملايين الايدي العامله اغلبها من دول ليست عربيه .

أما بالنسبه لليمن فقد شاءت إرادة المولى تعالى إن يكون ضمن النطاق الجغرافي لجزيرة العرب ، كما شاءت إن يكون فقيراً ، وأن يكون ذا كثافه سكانيه عاليه ، وشاءت ايضاً أن يزرع بعضاً من سكانه شجرة القات ، التي تواجدت على أرضه منذ قرون عديده .

تلك نبذه مختصره عن دول الخليج ، وعن اليمن ، وقد راينا التفاوت الكبير بين اليمن كجهه أولى ، وبين دول الخليج كجهه ثانيه ، سواء كان ذلك التفاوت من ناحية الكثافه السكانيه أو من ناحية الحاله الماديه ، و في المقابل فإنهُ يوجد قواسم مشتركه وهي الأهم مثل الدين واللغه والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا والأهم من ذلك هو المصير المشترك .

لكن للأسف الشديد نرى الأخوه في دول مجلس التعاون يضعون العراقيل أمام إنضمام إخوانهم في اليمن اليهم ، ومن تلك العراقيل مسألة وجود القات حيث نراهم يقولون انه صعب إن لم يكن مستحيل إنضمام اليمن اليهم مع وجود هذا الشجره وأنه لا بد من قلعها حتى يصبح اليمن جزء لا يتجزاء من مجلس التعاون الخليجي .

لكني أقول بكل صراحه للإخوه في مجلس التعاون إنكم بشروطكم المسبقه تلك لا تملكون النيه الصادقه ، وليس لديكم الرغبه الجاده لإنضمام شقيقكم اليمن اليكم ، ليتقوى بكم وتتقوون بهِ ، لعلمكم الشديد إنه يستحيل إقتلاع القات حيث نراه صار جزاء من حياة اليمنيين الإجتماعيه ، فها هي حفلات الأعراس لا تقام الا ويكون القات على راس قائمة مستلزمات العرس ، وكذلك الحال مجالس العزاء ، وأيضاً لا تُحل المشاكل المستعصيه سواء بين القبائل أو بين الأفراد الا في المجالس التي يتم فيها تناول القات ، ذلك بالنسبه لمستهلكي القات .

أما بالنسبه لمزارعي القات فالأمر يعتبر أشد وأعظم ، حيث نرى مزارعي القات لم ولن يرضوا بقلعه كونه المصدر الوحيد لرزقهم ، ولذلك نراهم يستميتون من أجل بقاءه ، ويضمرون كل عداوة وبغضاء لكل من يحاول المساس به ، وخير دليل على كلامي أن الدوله اليمنيه حاولت في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم إقتلاعه فما كان من مزارعي القات الا أن حفروا الخنادق ، وجهزوا المتارس على جبال وهضاب وديانهم ، وحملوا رشاشتهم ، متسعدون لخوض حرباً شرسه مع الدوله ، مما جعل الدوله تتراجع عن قرارها كرها .

ذلك ما حبيت أن أوضحه للأخوه في الخليج ، متمنياً منهم إن يمهدوا الطريق للإنضمام الكامل لشقيقتهم اليمن ، دون وضع العراقيل التي لا تخدم أحداً غير الذين يتربصون باليمن ليجعلوه طريقاً سالكاً الي أرض الخليج التي تكثر فيها منابع النفط ويزيد في خزائنها الذهب والمجوهرات ، فها هي القاعده قد كشرت عن أنيابها وظهرت على شاشات التلفزه بشكل علني و سافر متحديه ومُهدده ومتوعده غير مباليه لأحد ، وهذا تطور جل خطير ، و إن دل على شي فإنه دال على أن تنظيم القاعده يستغل الحرب التي تخوضها الدوله اليمنيه مع الحوثيين ، ويستثمر الدعوات الإنفصاليه من قِبل بعض الأطراف في الجنوب ، ويعتقد نفسه يملك السيطره على الأرض اليمنيه لتكون مستقراً ومستودعاً له ، خاصة في ظل الظروف المذكوره آنفاً وايضاً الحاله الإقتصاديه المتدنيه للحكومه اليمنيه ، زد على ذلك وجود أعداد كبيره جداً من العاطلين عن العمل الذين تجد فيهم القاعده صيداً سهلاً لتضمهم الى صفوفها .

تلك إمور على قيادات دول الخليج بشكل عام ، وعلى محلليهم وكتابهم بشكل خاص أن يضعوها في المكان الذي تستحقه ، ويتناولوها بالنقد والتحليل ، ليعرفوا ما الذي سينتج عنها حاضراً ومستقبلا ، وهم حين يفعلون ذلك فأنا على إن مسألة القات ستتلاشى وتصير سراباً ، مما يجعلهم يبادرون وعلى وجه السرعه الى قبول عضوية اليمن في مجلس التعاون عضوية كامله دون قيد أو شرط عدا ما ينص عليه ميثاق المجلس الاساسي.