آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

تغيب الأيام, ولكن ثمة شيء لا يفقد معها!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 9 أيام
الأحد 01 يناير-كانون الثاني 2012 04:04 م

 غاب عام، وحل عام آخر, كعادة الأعوام في تداركها، وكعادة الأيام في ارتباطها، التي نحن في حاجة ماسة إلى أن لا ننساها رغم غيابها، وعلينا أن نتذكرها، رغم زخم القادم الذي لا نعرف ماذا سيحمل لنا؟

أصغي إلى أصوات الأيام الغائبة مهما حملت من شوائب، نتعامل معها وكأنها لا تريد أن تغادر مكانها ليس تشبثاً بها، ولكن تعاطفاً معها، وتعزيزا لتلك اللحظات التي رغم مرارتها إلا أنها صنعت الحياة في جوانب أخرى.

حاجتنا الاعتيادية مع حلول كل عام, ينبغي أن تبدأ من خلال توسيع دائرة التسامح مع الآخرين والانسجام مع أنفسنا، وإعادة تركيب صورة الحياة التي علينا أن نعيشها، وأن نتجاوز ذلك العقل البارد الذي ما فتئ يقضي على معاني الحياة، ويحبس كل ما هو جميل داخل جوانب روح تستند على أحاديتها أكثر من مشاعرها.

هل ثمة شيء مفقود خلال الأعوام الماضية علينا أن نجده ونعيشه؟ هل لدينا الرؤية القادرة على الإحساس بأن الأيام أيامنا، والأرض أرضنا؟

هل علينا أن ندير حياتنا كما نعرف أو كما نريد؟ أم أن لحظاتنا ستتحول إلى مصنع لاستشارة الآخرين في تفاصيلها؟

سنشعر بحنين حميمي إلى وجه بعض الأيام، وإلى لحظات ربما غابت وسعينا أن نحولها إلى زاوية مكتوبة, سعينا أن نبقيها دون أن ننتظر ونفكر أن هناك مهمات أخرى..

 حضر العام ولا يمكن لدفتر الذكريات أن يغيب أو يغادر, حتى وإن ذابت تلك اللحظات المليئة بنسائمه ومرارته.

سنتذكر أيامنا بعد أن وقعناها وغابت, ولا يهم إن رسمنا وردة صغيرة تحت توقيعنا أم لا..

تغيب الأيام، ولكن ثمة شيء لا يفقد معها, هو الإحساس بها, والإحساس يقاومها، نعرف من أين تأتي، وكيف غابت، ولكن لا نعرف ما تحمله لنا، سوى انها تمنحنا ذلك الحق المشروع في أن نجعلها ونصبغها بالنكهة التي نريدها.

تحضر الأيام الجديدة, وكأنها ذلك الشروق العابر كل يوم, والذي أن منح الدفء إلا أن حضوره مؤقت، ومع ذلك لا يمكننا أن نحمله كإرث, ونديره على نمو غير لائق, كوننا لا نتواءم مع قيمته، أو لا ترضينا تفاصيله.

تحضر أيام العام كعادتها, وعلينا أن نكون لنا رأي وصوت في تفاصيلها, حتى وإن لم نكن معتادين على ذلك، وأن لا نعيش لحظات خسارتها بسرعة، حتى وإن اعتقدنا ان ذلك ممكن، وان نبذل مجهوداً من أجل أن نستعيد أيامنا أن كنا قد أضعناها، ونمنحها الطاقة والنمو كل يوم, وأن نعيشها بالمساحة التي نستطيع أن نفكر فيها، ونتناقش، ونسعى إلى التغلب على مصاعبها، وتجاوز كوارثها.

ثمة حزن مؤكد سيصادفنا, وسنغمض عيوننا وسنفتحهما وهو لا يزال يخيم على أيامنا، ولكن علينا أن نتقبله ونتعامل معه بقوة, ونعترف به ولا نهرب منه, حتى نستطيع أن نكمل ما سيأتي، وأن لا يظل عبئاً علينا لا نستطيع تحمله.

غاب عام وأتى آخر, ورغم هذا التتالي نشعر أن المشاعر هي فقط وقود كل الأعوام، وان الحياة الخالية منها, من الصعب ان نعيشها مهما كانت جامحة في عطاءاتها، ومهما كان فيها ميراث الفرح والجمال، فقط علينا أن نتمسك بمشاعرنا, لأنها عدسة الحياة التي يجب أن نرى بها ونسعى إلى تنميتها وتعزيزها وتغذيتها, لأنها هي ما نحتاجه..