مأرب وسياط الخيانة.. مكاشفة للعالم وإظهار للحقيقة
بقلم/ محمد الصالحي
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 3 أيام
الجمعة 14 يونيو-حزيران 2019 08:51 م

لمأرب علينا حق كيمنيين، تلك المحافظة التي احتضنت كل اليمنيين دون ان تفتش هوياتهم، او تنظر لملبسهم ولكناتهم، في الوقت الذي كشر فيه الكهنوت انيابه في وجوههم، وضيَّق معايشهم، وحوَّل مدنهم وقراهم الى سجون، لذلك وجب علينا مكاشفة العالم بالحقيقة، في وقت اصبح الصمت فيه جرم، خصوصا ونحن نرى ثمة كَتَبة مأجورين، من أولئك الأفاكين المتمترسين وراء انتماءاتهم الحزبية والمناطقية النتنة، يجلدون مأرب وسلطاتها بسياط الخيانة وسيوف التدليس والكذب، وأقلام النفاق المسبوقة الدفع.

يا سادة.. لنتخلى عن انتمائاتنا الضيقة لوهلة، وننظر إلى مأرب وقياداتها بعين الحقيقة، ومن منظور وطني خالص، وانا هنا لا أبرئ ولا أمجد مأرب وسلطانها، ولا اقول لا لانتقادها، بل يجب ان يكون انتقادنا راق وبناء، دون اسفاف وتعصب، وان نكون أكثر حذرا من الانجرار وراء الاشاعات المغرضة، والحملات المسيئة والممولة من دهاليز وغرف عمليات منزعجة من نهضة مأرب ووطنية سلطانها.

وهنا أود ان أنوه الى ان مأرب تتواجد فيها كثير من سلطات الحكومة وخصوصا الأجهزة العسكرية، وهي ليست مرتبطه بالسلطة المحلية بمأرب، وإنما موجوده بسبب الظروف،
وليس كل حدث سلبي - او يظهر لنا كذلك - يصدر من هذه الجهات، يسارع الحاقدين وبعض الطيبين لاتهام سلطة مأرب المحلية، فيما هي ليس لها ذنب ولا لها سلطة على سلطات الدولة الأعلى منها.

لا يختلف اثنان في ان مارب هي عمق اليمن التاريخي والحضاري، وحاضنة الشرعية، ومددها، سطرت أروع الامثال في الصمود، وظلت حارسا امينا للجمهورية، ووقفت بكل حزم وجلادة في وجه الانقلابيين، بقت الملاذ الآمن لكل اليمنيين اللذين ضاق بهم الحوثيين ذرعا، وأوت كل من دعم الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وباتت الضمانة الحقيقية ليذهب الجميع نحو الدولة والنظام والقانون.

بعد سقوط العاصمة صنعاء وبقية المحافظات بيد مليشيا الحوثي، رفضت مأرب الانصياع لسياسة الأمر الواقع التي سعى الانقلابيون لفرضها، واستعدت للمواجهة ووقفت صخرة صلبة في وجه التتار الجدد فتحطمت عليها أحلامهم وطموحهم ودافع رجالها عن الجمهورية والشرعية.

تشبّثت مأرب بقيادة المحافظ سلطان العرادة بالجمهورية والشرعية، وحشدت لمواجهة الهجوم الحوثي على مأرب، وأنشأت مراكز التجنيد والاستعداد القتالي التي أطلق عليها مطارح “نخلا” و”السحيل” والتي أصبحت بمثابة معسكرات لاستقبال رجال القبائل المستعدين للانخراط في قتال ميليشيا الحوثي وقوات صالح التي كانت تستعد لغزو المحافظة.

عجز الحوثيون عن إحكام السيطرة على مدينة مأرب رغم وصولهم إلى أطرافها، لكن أبناءها جسدوا الصمود والإصرار والتضحية، في أبهى صورها، بدعم ذاتي، وقدموا في سبيل حرية وجمهورية وشرعية مدينتهم، الغالي والنفيس واعقبه تدخل التحالف العربي ومشاركة أبناء المحافظات في معركة الشرف.

بعد ذلك، بقيت مأرب صمام أمان الشرعية ومقرا لقيادة العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي وصالح، عصية على كل المتآمرين، عاهدت بالدفاع عن حكومة شرعية، فوفت، وقدمت في سبيل ذلك العهد المئات من خيرة أبناءها، وكان لها المواقف المشرفة بالوقوف حيث تقتضي المصلحة الوطنية والحفاظ على مكتسبات وثروات الوطن.

ومنذ تحرير المحافظة، أولت السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة باللواء سلطان بن علي العرادة الجانب الاقتصادي والتنموي اهتماما كبيرا، حيث جعل من المحافظة نقطة أمل للاقتصاد في ظل الحرب التي تعيشها البلاد ضد انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

فتركيز المحافظ على مكافحة الفساد ومحاربة المتنفذين وفرض النظام والقانون على الجميع، وتوفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومحروقات وصحة بشكل دائم، إلى جانب النجاح الأمني واستقرار الحياة، كل ذلك جذب التجار والمستثمرين وجعل من مأرب ساحة تنافس بين رجال الأعمال.

تحوّلت مأرب من محافظة نائية إلى مركز سكاني وتجاري واجتماعي مهم، ومن صحراء يحتلها شارع ومجمع حكومي وحيد إلى حاضرة تتسع وتنمو يوماً بعد يوم وتتصاعد فيها حركة العمران بشكل مثير للاهتمام، حيث مثالاً للبيئة التي يكون فيها الإنسان هدفاً للتنمية التي تضمن عيشه الحر والكريم، وباتت رقم صعب في المعادلة السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن، بعد ان قدمت نموذجاً استثنائياً للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي مقارنة بغيرها من المدن المحررة والتابعة لشرعية الرئيس هادي.

شهدت المحافظة افتتاح العديد من المشاريع التجارية والصناعية الجديدة خلال الأعوام الماضية ، وبلغ عدد تلك المشاريع أكثر من 900 مشروع منها بنوك تجارية كبيرة، وشركات مصرفية، ومطاعم كبيرة ، وفرت العديد من فرص العمل.

وبلغ عدد البنوك الأهلية في المحافظة ثمانية بنوك تجارية، ثلاثة منها حكومية، وخمسة أهلية فتحت العام الماضي، فيما بلغ عدد شركات الصرافة أكثر من عشرين شركة وكان عددها في المدينة لا يتجاوز 4 محلات.

فمأرب التي ظلت في نظر الكثيرين ـ بفعل الحكام المتعاقبين المسخ ـ لعقود محافظة الشر والحرب والثأر والتخريب، وكان يخاف المسافر من المرور فيها، ويخشى الموظف من الذهاب إليها، صارت اليوم قبلة اليمنيين الأولى، وباتت تحتضن نحو 3 مليون يمني، بسبب نزوح الكثيرين إليها، حيث نجحت السلطة المحلية بقيادة القيل المأربي الشيخ سلطان العرادة في قيادة دفة التنمية وتحقيق النجاحات في مجالات شتى واستطاعت الأجهزة الأمنية في بسط الأمن بشكل كبير على أجزاء المدينة برغم وجود حوادث هنا وهناك لم تعكر صفو الحالة الأمنية التي ينعم بها هذا العدد الكبير، فيما قدم أبناء مأرب نموذج فريد في التعايش مع ضيوف مأرب وأضحى مضرب للمثل في ربوع اليمن.

وفي ظل ذلك التقدم والنهضة والصمود والتضحية، تطل علينا بين الفينة والأخرى كلاب مسعورة، تحاول النيل من محافظة مأرب والمحافظ سلطان العرادة، بحملات منظمة، ممولة من غرف عمليات خارجية، وينساق وراءها الكثير بقصد او بدون قصد، لكن العاقل اللبيب يدرك ان تلك الحملات تخفي الكثير من المواجع التي تسببت بها مأرب وحارس الجمهورية الأمين سلطان العرادة، لتلك الجهات، وتثبت ان العرادة بات محل ثقة واجماع على نزاهته ووطنيته، واصبح كالكابوس بالنسبة لتلك الجهات التخريبية، التي تدرك جيدا انها وبالاجهاز على سليل ملوك سبأ وحفيد التبع اليماني ستكون بذلك قد اجهزت على شرعية هادي، وضمنت نجاح مشاريعها القذرة، وطموحاتها التي اصطدمت بجبل وطني يناطح جبال عطان وعيبان ونقم، وذابت في بحر من الوطنية والرجولة والشرف، وتبددت امام كبرياء وحنكة السلطان العرادة.

فلا يخفى على أحد مواقف السلطان العرادة، الذي تحطمت علي كبرياءه معاول الانقلاب وتلاشت أمام صموده أوهام الانقلاب، رجل الدولة الحقيقي الذي وبحنكته لملم الشتات ووحد الجهود وسوى الصفوف، فقاد المعارك باقتدار جامعا في ذلك بين عقلية العسكري الحازم والقبيلي الذي يستوعب الجميع ، كانت عقلية ذلك السلطان اكبر بكثير من عقليات دولة كا يران وعصابة كصالح ومليشيا كالحوثي ، فكانت مأرب رائدة في البطولة وسباقة في التصدي لمشروع سلالي طائفي يهدف الي سحل الاحرار وتحريف العقيدة وطمس الهوية العربية.

وأخيرا.. لا عزاء للحاقدين والساقطين لان مأرب ستظل شامخة بإخلاص أبنائها وملوك سبأ لن تضرهم الحملات الممنهجه المدفوعة مسبقاً، وكما كان قدر مأرب النهضة والصمود والمقاومة والنجاح، ‏كان من اقدارها ايضا ان تتكالب عليها الهجمات الحاقدة من اطراف شتى يجمعهم الحقد على نجاح ‎مأرب واستقرارها والأمن الذي تنعم به المحافظة، ولا غرابة ان تنال مأرب سهام الحوثي وكذا بعض اتباع الحراك الجنوبي لكن العجب ان موظفين بدرجات عليا في الشرعية هم من اوغل في الهجوم على مأرب بحقد دفين.

ولا نامت أعين الجبناء..!