آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

الشعب خلاص أسقط الرئيس
بقلم/ ابتهال حسين الضلعي
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و يوم واحد
السبت 12 فبراير-شباط 2011 10:43 ص

وأخيراً تغير هتاف الملايين من المتظاهرين في ساحات وشوارع محافظات مصر بعد 18 يوماً من الإحتجاجات المتواصلة والعمل الذي لا نستطيع إلا أن نصفه "بالعفوي والمنظم" والذي أثار إهتمام العالم بأسره من سياسين وإقتصادين ومحللين و دفع برئيس أعظم دولة في العالم باراك أوباما بإلقاء كلمة بعد تنحي مبارك حيا فيها شباب مصر وتلاحمهم واصفاً قوتهم بالأخلاقية التي غيرت التاريخ.... تغير شعار الشارع المصري إلى " الشعب خلاص أسقط الرئيس" يهتفونها بحلاوة المنتصر الذي لم يصبر 18 يوماً في قلب ورمز الثورة "ميدان التحرير" وفي كل أرجاء مصر فحسب بل صبر لمدة 30 عاماً من الظلم والقهر الذي ما كان له إلا أن ينفجر يوماً في وجه من صنعه في شكل صرخة حضارية يقف لها العالم اليوم بأسره إحتراماً وتقديراً وإعجاباً، أقول إعجاباً لأن شباب مصر لم يكن على مدار الأيام الماضية يغير وضعاً داخلياً فحسب بل كان يرسم صورةً جديدة مشرفة لكل العرب في أذهان العالم الذي ترسبت لديه قناعات وعلى مدار سنوات بأن الوضع العربي لا يتسم إلا بالضعف والحكم العسكري الطاغي والهوان الشعبي الذي رسمه واقع حقيقي وإعلام صور شعوب المنطقة بالهزيلة التي لا تقوى على قول "لا" لمن يحكمها فما بالك بمن يعاديها.

صدق المناضل مارتن لوذركنج القائل "إن في الروح شيئاً ينشد الى الحرية" فمهما تفننت حكوماتنا العبثية في قمع الأرواح وبمختلف الوسائل البشعه المتمثلة في تجويع الشعوب تارة وإنهاكها بقمع الحريات والإذلال تارةً أخرى فإن شيئاً فيها يظل وسيظل يتوق شوقاً لإنتزاع هذا الحق "الحرية".

ثورة مصر، ثورة الشعب، ثورة 25 من يناير وكل ما سيطلق عليها من مسميات قد أصبحت مفصلاً في تاريخ المنطقة والأمة العربية والإسلامية بل وفي تاريخ العالم بأسره دونما شك، هذه الثورة والتي كغيرها كانت لها أدواتها والتي يمكن أن نختزلها ب "الإعلام". فقد كانت بداية شرارة ثورة مصر إلكترونية حين بدأ عدد من الشباب المصري بضخ الحماس والدعوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك" و" تويتر" للقيام بإحتجاجات سلمية لتغيير الوضع في مصر من خلال مطلب أجمع عليه المصريون بمختلف توجهاتهم السياسية والثقافية ومستوياتهم التعليمية والإقتصادية وهو إسقاط النظام والرئيس. إستكمل الإعلام دوره في هذه الثورة من خلال قناة الجزيرة التي غيرت خارطتها تماماً وأفردت بثها للتغطية المباشرة والتحليل والتواصل مع المتظاهرين أولاً بأول ورصد مشاعرهم وخططهم لحظة بلحظة لترتفع نسبة متابعة موقع الجزيرة الإنجليزية حوالي 1000% وموقع الجزيرة نت إلى 2500% هذه النسبة المهولة تؤكد لنا مدى أهمية الدور الذي لعبه الإعلام في هذه الثورة والذي كان الوسيلة أيضاً لمعرفة تحركات الملايين عندما قطعت خدمات الإتصالات و حجبت مواقع التواصل الإجتماعي في الإنترنت وما إيقاف بث القناة على النايل سات وإعتقال مراسليها إلا دليلاً واضحاً على إدراك أهمية هذه الوسيلة ليس في إعلام الناس فحسب بل في تشكيل روحهم المعنوية وحماية ثورتهم من الدسائس التي كان يحاول النظام دسها لإفشالها وحماية أرواحهم أيضاً من خلال تسليط الضوء على الإنتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون من دهس بسيارات مجنونة "كما أطلق عليها" وضرب وهجوم من قبل أفراد الأمن وإستخدام لقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وحي وخراطيم مياه وخيول وبعير أيضاً كمحاولة تقليدية أخيرة بعيدة عن الأدوات القمعية الأخرى.

أسدل الستار "مبدئياً" على حدث سمٌر الملاييين أمام شاشات التلفزة والكمبيوترات لمتابعة ما يفعله الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم من تحركات وما يطلقه من شعارات وما يقوم به من أدوار عكست الوجه الحضاري لهذا الشعب رجالاً ونساءً، فهذه طبيبة ميدانية وهذا مفتش عند مدخل الميدان وهذا منظم مرور وهذا فريق تنظيف يعمل بلا كلل وهذا جمع من الشباب يحمي الممتلكات العامة والخاصة وهذا شاب إنزوى في أحد أركان الميدان كمسؤل أمانات يحتفظ بكل ما تم التقاطه من محافظ نقود وهواتف فقدها أصحابها في زحمة المكان وهذ تتفنن في رفع عبارات ساخرة وذاك يطلق شعارات رنانة تثير الحماسه، أدوار تكاملية نسجت حالة غير مسبوقة من التلاحم والقوة والإصرار على تحقيق ما كان تمني بالأمس وأصبح حقيقة اليوم.

دور الإعلام بدء من الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية أيضاً والتي تعتبر الأهم في الوطن العربي والأكثر تأثيراً، فحب مصر نجده في طياتها بشكل أو بأخر حتى في سياق النقد الذي اتسمت به العديد من الأعمال مؤخراً وهذا ساعد في تراكم فكرة أن مصر هي الأهم لدى كل مواطن مصري بغض النظر عن حالة الفساد والتململ التي يعاني منها. تلت ذلك عدد من البرامج التي بدأت دينية وتحولت مع الوقت إلى برامج تنموية تدعوا إلى النهضة وإستغلال الطاقات الشبابية وبث روح الأمل كالتي قدمها الداعية عمرو خالد والعديد من الشباب المصري الذي أمن بفكرة التغيير وبثت على مختلف القنوات الفضائية. كل هذا ما كان إلا نوعاُ من التعبئه الاعلامية المباشرة أو غير المباشرة،المقصودة وغير المقصودة كل هذا وبلا أدنى شك أسهم في تشكيل هذا الوعي وهذه الروح وهذة الأخلاق العالية التي ميزت ثورة الشعب المصري والتي سيسجلها التاريخ كثورة نقية لم تقم على العنف ولا التخريب بل على الوعي والحب والأمل..." مبارك" لشعب مصر هي غيرها اليوم من مبارك مصر معنىً ودلالة فقد رحل الرجل وإرتضى لنفسه أن يكون الرئيس المخلوع لا السابق ونحن كشعوب عربية من اليوم لن نرتضي إلا أن نكون شعوباً مرفوعة الرأس لا منكسرة بحوله تعالى.

همسه:

للجميع: مبروك لنا عودة مصر إلى الريادة.

للأخ الرئيس: قلت بعد خلع زين العابدين بن علي "اليمن ليست كتونس" فهل اليمن ليست كمصر!!!؟؟؟؟