ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت
حين أتحدث عن هذا الطابور الخامس لا أقصد بهم جماعة الجنرال القومي الأسباني الثائر( إيمليو مولافيدال) الذي أطلق هذه التسمية على فريقه المندس في صفوف خصومه، من أجل تهيئة المناخ، وفرش الأرضية المناسبة له. وإنما أقصد الطابور الخامس الجديد الذي يقبع في صفوف المسلمين اليوم، وهم الذين نشأوا في فترة انحطاط وضع المسلمين، وتأخر مدهم عن ركب الحضارة بسبب بعدهم عن المنهج الذي ارتضاه الله لهم.
هذه الثلة نشأت فنظرت حولها، فرأت وضع العرب المنتسبين للإسلام، ومدى تخلفهم وتأخرهم؛ فيمموا وجوههم نحو الحضارة الغربية وروادها، وتشربوا فكر أعداء الإسلام من المستشرقين، ونقلوا عنهم كل قبيح وصموا به الدين السماوي، ورسوله الأمين. وتركوا كل جميل سطره المنصفون من المستشرقين في كتبهم عن حضارة هذا الدين ورقيه الفكري والعلمي.
إن هذا الطابور من أبناء المسلمين والذين ليس لهم حظ من هذا الدين إلا الأسماء العربية، والهويات الشخصية التي يضعونها في جيوبهم ليثبتوا بها جنسياتهم عند حلهم وترحالهم. هؤلاء للأسف محسوبون على الإسلام، وهم في الوقت نفسه لا يعرفون كيف يتوضؤون، ولا يفرقون بين الركوع والسجود، بل إن بعضهم لا يستطيع أن يقرأ الفاتحة من القرآن، فهم مسلمون بالهوية إن صح التعبير. لأنهم يجهلون كل شيء عن أمتهم وتاريخهم ودينهم وحضارتهم، لكنهم يعرفون كل شيئ عن سادتهم ورهبان قبلتهم، فالمثقف منهم يعرف كل شيء عن ( ماركس، ولينين، ووطسن، ومارتن لوثر، وهرتزل) لكنه يجهل كل شيء عن (أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي)، إن لم نقل ربما لا يدري من هو نبي الإنسانية الخاتم.
ولذلك نراهم ينعقون كل يوم بكتاباتهم هنا وهناك عبر الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية حول الإسلام، فهو شغلهم الشاغل، ويتحدثون أن الإسلام تخلف ورجعية، وغيره تقدم وحضارة، وبأن غير المسلمين قد وصلوا إلى المريخ، والمسلمون مختلفين في حكم كشف المرأة لوجهها، وبيان أحكام الحيض والنفاس. مع أن عناصر هذا الطابور مازالوا يعيشون في أوحال الأرض ومستنقعاتها وما رأيناهم صعدوا مع سادتهم إلى السماء المفتوح. بل هم قابعون في الوسط الإسلامي يبحثون عن كل دسيسة يلصقون بها الإسلام، وتاريخه وتشريعه، وفتوحاته.
لقد كنا بالأمس نتحدث عن الهجمة الشرسة التي يوجهها الكتاب غير المسلمين للإسلام، وإذا بنا اليوم نتفاجأ بالطابور الخامس الجديد يظهر من بيننا، فمرة يظهر لنا من ينتقص بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم في مقالاته، ومنهم من يتحدث عن قصور التشريع الإسلامي، ومنهم من يتحدث أنه يبحث عن نقطة مضيئة في تاريخ الإسلام فلا يجد، ولو أضاءت نفسه لرأى ذلك، ولكن قلبه أسود مرباد كالكوز مجخيا، فأنى له أن يرى النور!!!.
إننا نقول لهؤلاء الكتاب، الذين لا تتعدى ثقافتهم قراءة الصحف والمجلات والدوريات، المعروفين لدينا بفشلهم العلمي، استحوا قليلا واخجلوا فأنتم ستظلون أقزاما عددكم في الساحة الإسلامية يعد على الأصابع، وأنتم مؤمنون بهذا تماما. وعليكم أن تعلموا جيدا أن سادتكم لن يرضوا عنكم مهما قدمتم لهم على حساب دينكم وحضارتكم، ولن تصعدون معهم إلى زحل، بل ستظلون قابعين مكانكم منبوذين من الله والناس.
كما نقول لهم اعلموا يقينا أن الإسلام محمي بإرادة الله، ورسوله محفوف بعناية رب العالمين، ولا يغرنكم تفوق الغرب وهيمنته، وتأخر وضع العرب المنتسبين للإسلام وتخلفهم، فالذي حمى قبلته وكعبته إبان الحملة الشرسة التي قادها أبرهة لهدم الكعبة آنذاك، حين تخاذل سيد قريش عن حمايتها، بل جاء يفاوض من أجل اهتمامات سخيفة كـــ"إبله" تاركا شرفه وشرف قومه المتمثل في الكعبة وقدسيتها، حتى ازدراه أبرهة بقوله: ( قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، تكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه لا تكلمني فيه). وكانت النتيجة أن حمى الله قبلته وكعبته وجعل الغازين كعصف مأكول، وسنة الله قائمة في الخلق لا تتغير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.