عباد: من يطالبني بالاستقالة معتوه
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الإثنين 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 06:07 م

* الجمهور مستاء من أداء المنتخب الوطني في مونديال خليجي عشرين. من يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق؟

- في الحقيقة أنا مستاء أكثر؛ لسبب بسيط جدا، أننا في الوزارة والحكومة أيضا وفرنا جميع الإمكانيات التي لم تتوفر لأي منتخب في تاريخ اليمن، بمعنى آخر: كل ما تقدم به الجهاز الفني من طلبات تتعلق بالإعداد وذلك عبر الاتحاد قامت الحكومة بتوفيره. طلبوا معسكرات خارجية ومستلزمات وتم توفيرها، طلبوا بطولات تجريبية مولنا 32 بطولة تجريبية، طلبوا معسكرات في الداخل والخارج قمنا بتمويل ذلك، طلبوا مرتبات الجهاز الفني قمنا بتوفيرها وهي عالية جدا، المدرب من أغلى المدربين الموجودين في منطقة الخليج، ربما هو ثاني أغلى مدرب بعد المدرب القطري... الحقيقة طلبنا تقريرا فنيا متكاملا، طلبت تقريرا من الجهاز الفني، وآخر من الاتحاد، وكذلك تقريرا من اللجنة الفنية، طلبنا تقريرا من مراقبين ذوي خبرة عالية. وفي ضوء هذه التقارير سنستخلص ما الذي ينبغي أن نفعله.

* هل معنى هذا أن هناك إجراءات محاسبة متوقعة عقب انتهاء البطولة عن سبب الإخفاق؟

- أكيد، سنتخذ إجراءات شديدة جدا، وسوف لن تمر المسألة مرورا اعتياديا بلا شك؛ لأنه لو كان هناك تقصير متعلق بالإمكانيات كان يمكن أن نغمض أعيننا عن ذلك؛ لكننا وفرنا من الإمكانيات ما جعلنا نتوقع أن هذا المنتخب سيحقق نتائج عالية والرياضة حقيقة لها تأثيرات مفاجئة وخطيرة، مثلا المنتخب هو ذاته المنتخب الذي لعب مع المنتخب الكويتي في الأردن وكان مستواه في الأردن جيدا، بشهادة كل المحللين الرياضيين، وهو ذاته الذي صنع نتيجة 3-صفر في لقائه مع البحرين، وهو من لعب مع منتخب أوغندا المنتخب نفسه الذي لعبت معه المملكة العربية السعودية بنتيجة التعادل .

* لكن النتائج السلبية التي قدمها المنتخب في البطولة هي نفسها ما قاد البعض إلى التشكيك في نوعية المنتخبات التي خاض معها منتخبانا الوطني مبارياته الودية، باعتبارها منتخبات مجهولة ومغمورة لم تكن بالمستوى الذي يرقى إلى مستوى هذه البطولة؟

- كيف مجهولة؟! هذا المنتخب الذي أشرت إليه، أوغندا لعب مع اليمن والسعودية والبحرين، مع اليمن كانت النتيجة 2-2، ومع المملكة صفر - صفر ومع البحرين صفر – صفر، هذا هو المنتخب، كيف تكون منتخبات مجهولة ومعلومة مع غيرنا؟! ومع ذلك نحن أخي العزيز سوف ننظر في كل الملفات وفق النتائج التي ستصلنا عبر هذه التقارير. هل فعلا هذه المباريات التجريبية كانت مع منتخبات مجهولة؟ هل المنتخب الكوري مجهول؟ المنتخب الكوري منتخب معروف ووصل إلى مباريات كأس العالم، ليس مجهولا!

* يقال إن الرياضة أصلحت ما أفسدته السياسة في اليمن. ما رأيكم؟ وهل نتوقع -على سبيل المثال- أن تكون استضافة اليمن للبطولة بداية لتصحيح بعض الاختلالات التي ظهرت؟

- نعم، صحيح. الحقيقة أن هذه البطولة قدمت اليمن بصورة حسنة جدا جدا عالجت كثيرا من القضايا التي كانت تقدم بصورة مخطئة عن اليمن وبالذات في المسألة الأمنية والاقتدار ومستوى التنظيم، لا شك. كما بانت بعض العيوب. مثلا أنا رئيس اللجنة المنظمة كنت أتعامل مع كل الجبهات، ليس فقط مع قضية المنتخب، المنتخب له أجهزته الفنية. ما كان يمكن لي كرئيس للجنة المنظمة للبطولة ووزير للشباب والرياضة كنت أقوم به فيما يتعلق بالإعداد لإنجاح هذه البطولة التي تحققت لليمن، ولم يكن يتبقى إلا أن أضع نفسي مديرا للمنتخب مثلا، أو ألبس بدلة رياضية وألعب في الملعب. ووالله لو كنت أستطيع لكنت فعلت، وليس عندي أدنى مانع أو حساسية، لكن البطولة بمضمونها العام حققت معانيها.

بالنسبة لي واجهت هجمات إعلامية شرسة، زرت الكثير من دول الخليج، وقمت بحالة إقناع واسعة، ظهرت في الفضائيات كما لو كنت الإعلامي الأول في البلد، اشتغلت في الميدان في الملاعب في المساكن مع زملائي أعضاء اللجنة. لكن لا أدري كيف أن بعض الإخوان لا يحلو لهم النظر إلى هذا الجانب الذي أخذ من وقتي وجهدي وصحتي وحصة أهلي. لكن مع كل ذلك هذا العمل الذي أديته في الأول والأخير أرضي به رب العالمين وقيادتي السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس والشعب، هذا الذي فرح بهذا العرس الكبير الذي تحقق بشهادة كل الأشقاء في الخليج.

* يتردد في أوساط الشارع اليمني اليوم أن فخامة الرئيس أوفى بعهده، واللجنة الأمنية أثبتت كفاءتها ونجحت في مهمتها، وأن الإخفاق والفشل كان من نصيبكم والاتحاد. ما تعليقكم؟

- أنا رئيس لجنة منظمة ولست رئيسا للمنتخب كما قلت. وأجزم بشهادة كل الدول الخليجية الأشقاء وكل أجهزتها الإعلامية أننا نجحنا نجاحا خلاقا. وكما قلت أنا رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ولست رئيسا للمنتخب.

* ألا ترى أن في هذا تنصلا عن دورك كوزير للشباب والرياضة؟

- هذا ليس تنصلا. المنتخب له أجهزته الفنية كما أسلفت والتي تم توفير كافة الإمكانيات لها.

* هناك بعض الأصوات التي تعالت وتطالبكم والمسؤولين عن الرياضة والكرة اليمنية بتقديم استقالتكم حفظا لماء الوجه. ما تعليقكم؟

- هذا معتوه. هذا يكشف الخلل الأخلاقي في نفسه وسلوكه؛ لأن حمود عباد هو مثلما قلت هو رئيس للجنة البطولة المنظمة التي نجحت وحققت نجاحا، ولست لاعبا ولا رئيسا للمنتخب. هؤلاء الذين يطالبونني اليوم أو يتحدثون مع بعضهم بهذا الخصوص مع أني لم أسمع أحدا بعينه يتحدث عن ذلك ولم أسمع سوى حكي من بعض القصار.

الموضوع يا أخي العزيز أن هؤلاء الذين يتحدثون بهذا الكلام هم أنفسهم الذين كانوا يشككون بقدرة اليمن على استضافة البطولة، هؤلاء هم من كانوا يقولون إن هذه البطولة هي مجرد تصريحات لحمود عباد. لكن لما نجحت وحققت كل هذا الزخم، لما نحج اليمن وكسب رهان المعترك السياسي والأمني والتنموي وخلافه، لما ووضع الشعب يديه في عيونهم أخذوا يقلبون الصحن بطريقة مختلفة، ويتحدثون عن قضية حمود عباد والمنتخب. لم يتحدثوا أننا نجحنا في البطولة وأنه لولا دعم فخامة الأخ الرئيس عبد الله صالح لما تحقق شيء.

* ما ذا تقولون بخصوص التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن إقالة عدد من الوزراء عقب انتهاء البطولة، وأنت بينهم؟

- هذه تظل تسريبات كما قلت أنت. وكما قلت أنا سأتخذ إجراءاتي، ولو قيل لي أنت لم توفر إمكانيات حينها سأقول لك أنا سأعرض نفسي للمحاكمة إذا لم تكن الإمكانيات التي سلمتها الدولة تفوق الاحتياجات التي كان يحتاجها المنتخب. نحن وفرنا كل ما يحتاجه المنتخب، ومع ذلك المحاسبة تظل والفوز والخسارة واردة لأن هذه تظل كرة قدم.

ولم يحدث أن تم إقالة وزير شباب ورياضة أو مسؤول عن الكرة في التاريخ العربي ولا الخليجي بسبب أن منتخب بلاده أخفق! هل هذا حصل؟! فلماذا تريد أن يحصل الأمر عندنا، ونحن حققنا نجاحا هائلا في مجال استضافة البطولة؟

* وما الغريب في أن يحصل ذلك طالما ونحن في بلد ديمقراطي؟ من ناحية، ومن ناحية أخرى انه لو تم المقارنة بين صدمة فشل المنتخب وبين حجم ما أنفق من أموال على إعداده لا يستبعد احتمال وجود قضية فساد وراء الكواليس ربما من العيار الثقيل حسب بعض المراقبين؟

- أود أن أشير إلى أنني سئلت أكثر من مرة قبل قيام البطولة حول ما يتعلق بالمنتخب، كنت أقول دائما نحن نحرص على أن نحرز حسن التنظيم. لم أكن أسرف في الآمال ولم أكذب على الجماهير أبدا، بالعكس أنا في هذه النقطة على وجه التحديد لم أطلق تصريحا واحدا أقول فيه إننا سنأخذ الكأس أو أننا سننتقل إلى المرحلة الثانية، أنا كنت دائما باستمرار أقول: أنا أحرص من موقعي هذا على إنجاح البطولة ومواجهة كافة التحديات والصعوبات التي كانت تقف حجر عثرة دون تحقيقها.

* ألا ترون أن هناك تناقضا؟ هل نفهم أنه لم يكن الفوز بالبطولة أو تقديم مستوى لائق على الأقل من أهدافكم؟! إذن، ما قيمة ما أنفقتموه؟! أم أن الأمر لا يتعدى استكثار الفوز على جمهور أثبت أنه كروي بامتياز؟

- لا، لا، ليس هناك أي تناقض ولا استكثار بالفوز على الجمهور. بالتأكيد الفوز كان ضمن اهتماماتنا وإعداد المنتخب بكل تلك الإمكانيات جاء انطلاقا من هذه النقطة. لكن رغم ذلك لم أسرف في تصريحاتي وأقول إننا سنحرز الكأس. وبعدين هذه كرة قدم حاملة المفاجآت مثلما تحمل الكثير من المعاني والدلالات الإنسانية بعيدا عن موازين الربح والخسارة، ويجب ألا نتعاطى مع الأمور بهذا الشكل. نحن كما قلت انتصرنا في استضافة البطولة وهذا انجاز دبلوماسي وسياسي مهم وفوز حقيقي.

ما أريد تأكيده هنا للجمهور هو أننا بذلنا أقصى ما في وسعنا لإنجاح البطولة، ومن أجل أن نجعلها بطولة بحق ونقدم صورة ونموذجا رائعا للعالم عن الرياضة الخليجية والعربية بالمعنى السامي القائم على المحبة والوفاء وحسن التعاون وعلاقات الجوار والإخاء والمصالح المشتركة.

نحن قدمنا للعالم نموذجا رائعا عن اليمن واليمنيين على عكس الصورة السلبية التي رسمتها بعض وسائل الإعلام المغرضة، قدمنا من خلال استضافة هذا الحدث والتفاعل الجمهوري الخلاق الذي ما يزال يشجع الرياضة لأجل الرياضة.

* ماذا تعتقد أنك حققته في وزارتك وتراهن عليه؟

- أعتقد المنشآت الرياضية العملاقة والكبيرة المنتشرة في كافة المدن اليمنية؛ إذ لا يوجد مدينة من المدن لا يوجد فيها صالة رياضية وستظل تشهد على حجم التطور والنمو الذي شهدته البنية التحتية الرياضية لليمن، لا يوجد محافظة من المحافظات اليمنية لا يوجد فيها ملعب أو ينشأ فيها ملعب، لا يوجد على الإطلاق كل محافظات الجمهورية على الإطلاق الآن تشهد استادات رياضية عملاقة: استاد رياضي عملاق يبنى في سيئون، استاد رياضي عملاق يبنى الآن في تعز، وآخر في الحديدة... في كل محافظات الجمهورية. وهنا أيضا بنينا منشآت رياضية دولية وإيوائية في زمن قياسي جدا وهذا بحد ذاته انجاز.

* لكن هناك من يرى أن الاستثمار في الجانب الإنشائي يظل بلا قيمة ما لم يوزايه استثمار في الجانب البشري من خلال الاهتمام بالشباب والنشء، بل ويشيرون إلى دخول بعض اللاعبين بالوساطة والمحسوبية وغيرها من المعايير وسياسة فرض اللاعبين... متى نطبق معايير الكفاءة ونبدأ من نقطة الاهتمام بالشباب والنشء؟

- نحن نستثمر في البشر، بدليل أننا لم نبخل على منتخبنا وإعداده وتأهيله التأهيل الجيد. وهذا الكلام حول سياسة فرض اللاعبين وغيره في تصوري أنه لا يجب أن يترك لترديده هكذا دون التحقق من سلامته، وهناك جهاز فني ومعايير واشتراطات، له كامل الصلاحية في تطبيقها، وكما قلت سيتم مراجعة كافة الأمور ضمن إجراءاتنا وسيتبين كل شيء.

*نقلا عن "السياسية".