كهرباء الحديدة في ذمة الله
بقلم/ شيماء عباري
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 29 يوماً
الأحد 29 مايو 2016 08:37 م

توالت الأيام ومرت الشهور حتى دخلنا موسوعة جينيس للأرقام القياسية 295 يوما، ليست رقما هيناً يمر مرور الكرام لمن يريد أن يتزود معرفةٌ عنه!!

قبل هذه الفترة وخلالها والحديدة يُمارس عليها ضغوطات و تواجه تحديات جمّة، منها ما يمكن معالجته على المدى المتوسط والطويل وأخرى لا تقبل التأجيل ..بل تحتاج إلى تدخلات عاجلة لضمان استمرار العيش والحفاظ على العنصر البشري من الموت الفعلي المتكرر أكثر من الأمطار ومواسم الرمان، ونظرا لأهمية المحافظة كونها تمثل بقعة سيادية وحنفية لا تنسد تساهم ب 75% من سلة الغذاء لليمن، والتي يلجأ إليها المتنفذون من شتى البقاع المجاورة لها، لتصبح بركتهم وبقرتهم الحلو,, ومع ذلك يٌمارس عليها افظع أساليب القمع، التجهيل، التهميش، الجوع والموت الإبادي لمغادرة الكهرباء التي لم تُعد بحجم ذلك الرقم .مغادرتها ليس بيدها فهي أشبه بالمرأة الحانقة التي ذهبت مغاضبةً من أهل زوجها ترغب بالعودة لأبنائها ولكن أهله يقفون بالمرصاد فكلما توقعنا الصلح لوساطة تدخلت ما تلبث حتى تبيئ بالفشل، والشيء بالشيء يُذكر صحيح كانت مقصرة عن أداء عملها اليومي بالشكل المطلوب وكما يناط على غرار مثيلاتها بدول الجوار لكن رحيلها نهائياً خلفت أرضا لا تستحق العيش عليها وتسببت في موت عجوزنا، ومرض صغيرنا الضعيف، وشبابنا تولى الله أمرهم، وتعفنت نسائنا في قوقعاتهم، والكل يترقب عودتها شبه العاجزة أو خبر وفاتها

 .. نداءات رقيقة رٌفعت ومظاهرات خفيفة خرجت واستغاثات محلية، لكن منهم من شحب صوته ومنهم من صادر جسده ومنهم من سيفنى عمره القادم في غياهب السجن وما تبقى منهم أصيب بلعنة مؤذن مالطا...

من واقع الأزمة المتناكسة وفي ظل الحرارة المرتفعة التي لا تلطف بوالد ولا ولد نرفع نداءنا اليكم يا من أقسم عندما وليّ أمرنا أن يسعى جاهدا لحلحة الوضع القابعين فيه، كيف ستزيل هذه الغمة عن أهلك؟ وانت تمكث في صنعاء لطيفة الطقس جالسا على أريكتك حالما أنك ستعود محملا بالمازوت على ظهرك أو في يدك تصريح صرف الديزل ..لا تحلم بهذا أيها البسيط ولا تمكث حتى عودة الشتاء بل عد إلى مدينتك ولا تتركها للنهب ومن عاونهم، لا تتجاهل خيراتها التي يتفنن في نهبها أيدي باطشة مزودون بجلد اشبه بالقرميد الذي يعزل حرارة شمس الحديدة التي تصل إلى 50درجة مئوية فهم يدركون ما يستطب جلدهم ويعدهم بمستقبل زاهر في خزائن البنوك، فليملؤا بطونهم وجيوبهم ويفرغوا ما رزقه الله لنا ليتركو لنا بلدا أجرب .

 ومن هذا المقام نذكر ابن المدينة وممثلها المحافظ حسن هيج المسؤول على مؤسساتها أن الخدمات اللازمة وعلى رأس الهرم الكهرباء لا تستجدى ولا توهب ..بل تؤخذ قسرا وتنتزع انتزاعا، فلتُقلق مراكز القرار وارفع ضجيج أهلك عاليا أنهم يصطرخون لا يجدون كافيا ما يأكلونه ليتجهوا رفاهةٌ لشراء أبسط طاقة شمسية أو مولد صغير ليخفف عنهم المعاناة، وأجلدهم بسياط الواقع أن معاناة محافظة كالحديدة لا تعالج باسترخاء كبير فالمرض المتفشي كحمى الضنك والملاريا وووو....الخ، يزداد وتيرته فالصيف حسب تقديرات الفلكيين قد دخلت ليلة 25 مايو الجاري بعد نجاح بثه التجريبي

. في الاخير: الأمر يتصعد.. فلتتصعد المطالبة أيضا، لعل الله يبعث من يكون له السبق في المضمار ويرحم الثكالى والأطفال والشيوخ ..