إحتمال الثورة ضد هادي ..واردة جداً
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الأحد 14 يوليو-تموز 2013 12:39 ص

لم يبقى الرئيس مرسي على كرسي الحكم أكثر من سنة واحدة، حتى خرج عليه الشعب المصري ليقتلعه ، علما بأنه رئيس منتخب دستوريا ويعتبر أول رئيس مدني يتولى سدة الحكم في مصر فيما بعد الاحتلال البريطاني.

دستورية وشرعية مرسي لم تشفع له أمام الشعب المصري الذي رأى ان بلاده تؤخذ في اتجاه آخر غير أهداف الثورة التي قامت من اجلها ، لذا خرج هذا الشعب وبالملايين لإسقاطه دون أي تردد أو خشية على ديمقراطية وليدة، علما بأن تنظيم الإخوان المسلمين لم يكن محسوبا على النظام السابق ولم يسبق له وعبر كل تاريخه أن تولى أحد كوادره أو قادته أي منصب رسمي في الدولة، كما أن هذا التنظيم لم يكن من ضمن التهم الموجهة إليه تهمة الفساد ونهب المال العام.

من طرافة الأمر بأن عبد ربه هادي كان من أول المهنئين والمباركين لقرار الجيش المصري بعزل الرئيس مرسي، رغم أن شرعية مرسي تفوق بكثير شرعيته ، هذا إذا افترضنا بأنه هنالك شيء من الشرعية يمتلكها هادي، فهو لم يكن أبداً خيار الشعب بقدر ما كان هو نتيجة تسوية إقليمية لم تجد سواه لوضعه في هذا المنصب، كما أن عملية انتخابه هي عملية عرجاء ومشوهة وذلك لأنه خاضها كمرشح ضد نفسه فقط وبدعم من التيار الديني الذي حشد له أنصاره ليتم تأسيس علاقة مستقبلية تضمن هيمنتهم على مفاصل الدولة، والأهم من كل هذا هو أن هادي يمثل النظام السابق ويعتبر أحد أهم ركائزه وهو من قام الشعب بثورة ضده، بل كان هادي يمثل أسوء ما في النظام السابق من ناحية قيامه بصبغ واجهته بشيء من الشرعية وبأنه يمثل الجنوب ويتولى منصب عالي جدا في الدولة كدلالة زائفة على تسامح واتساع صدر هذا النظام الذي لا يميز بين مواطنيه بينما هو في حقيقته نظام اسري ضيق.

هذا الرئيس الحالي قد قبل على نفسه وعلى مدى أكثر من عشرين عاما أن يتولى منصب نائب أسوء رئيس في التاريخ اليمني بدون أية صلاحيات أو حتى بدون صدور قرار رسمي بتعيينه بهذا المنصب، كان مجرد ديكور فقط لذر الرماد على العيون ، كما أنه ظل شاهدا على الفساد والنهب الممنهج لكل شيء في الدولة ، وظل يراقب بصمت المتعاون والمتهاون وربما المشارك في إفراغ البلد من كل شيء جميل و المساهمة في تمكين أسرة مكونة من عدة أفراد من الهيمنة على مقاليد وثروة البلاد حتى يعبثوا فيها دون رقيب بينما الشعب كان يتضور جوعا وفقرا وتخلفا، وأيضا هادي كان مشاركا بحرب ضد الجنوب ومهادنا في خوض البلاد سبعة حروب عبثية ضد الحوثيين تم من خلالها استنزاف أرواح الآلاف من رجال الجيش والمعدات والملايين من الدولارات التي كانت تذهب لجيوب المستفيدين من بقاء تلك الحرب على حالها دون حسم.

هادي كان ومازال أحد الأعمدة التي ساهمت في استمرار الحكم المستبد خلال تلك الفترة، وهو الآن يمثل امتداد عضوي وطبيعي له حتى وأن بدا لنا أنه يخوض حرب ضده، فأن هذه الأمر وفي حقيقته هو لتوطيد مركزه وتقليم مراكز القوى الموالية لعلي صالح فقط لا غير.

بات من الواضح بأن هادي ليس معني بما يحدث في البلاد من مشاكل وانهيار، وباتت حجته الوحيدة بأنه هنالك حوار وطني يدور الآن لحل كافة المشاكل العالقة، بينما لا احد يخبرنا كيف يمكن أن تنفذ مخرجات ذلك الحوار في ظل دولة مهترئة ينخرها الفساد والتفكك كالدولة الحالية.

كمواطن عادي، لا يهمني كثيرا ماذا يدور في الحوار الوطني، بل لا يمكنني متابعة ذلك الحوار او حتى الإهتمام به مالم تتوفر لدي لقمة العيش والأمان لأسرتي وأساسيات حياتي مثل الكهرباء والماء والمواصلات.

وكمواطن عادي لا أرى في الرئيس هادي أية إهتمام بمثل هذه الأمور، بل لا أرى منه أي أهتمام في أي شيء يخص البلاد، الرجل في ملهاة أخرى يسعى من خلالها تثبيت أقدامه والسعي الدؤوب لتجديد الولاية له في الانتخابات القادمة وإرضاء الخارج حتى يثبت لهم بأنه رجلهم الطيب و الانشغال بعقد تحالفات مع قوى محلية تمثل الرجعية في أبهى صورها.

خلال سنتين نستطيع أن نلاحظ بان كل قرارات هادي متعثرة ولم يتم تنفيذ قرار واحد بشكل كامل او سليم وخلال سنتين من حكمه تدهورت الأمور إلى مستويات متدنية، وأيضا وخلال سنتين لم نسمع أو نرى قرار واحد يمس حياة المواطن العادي والبسيط، وكأن هذا المواطن ليس من سكان اليمن، وكأن اليمن فقط هو جيش يتم إعادة هيكلته بشكل اعتباطي ومجموعة أحزاب ومشائخ قبائل فقط يتم التعامل معهم وإصدار البيانات فيما يتعلق بمصالحهم.

سئمنا ألوضع وبات الأمر فوق ما لا يطاق وكأن هذا الشعب لم يخرج بثورة وكأنه لم يقدم شهداء وجرحى ، وكأنه لم يهتف يوما في الساحات بأنه يريد إسقاط ألنظام، سئمنا الوضع لأن هذا الرئيس هو امتداد فكري وثقافي وسياسي لسابقه وأننا فعلا نود أن نعيد تصحيح مسار الثورة وإعادتها إلى ما كانت عليه في بدايتها ، وان هادي بات عبارة عن مستبد آخر يقيم شبكة علاقات سلطوية وكلها تتفق على أن هذا المواطن هو شيء هامشي ولا اثر فعلي له في هذه الحياة.