جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية
عشرة أيام، لم يتمكن جيش الإحتلال الصهيوني من قتل قيادي واحد من قادة الفصائل الفلسطينية التي يزعم أنه يحاربها ، كل ما يفعله استخدام فائض القوة بشكل مفرط ضد المدنيين والبنى التحتية لمسح غبار الهزيمة التي لحقت الجيش الذي روجوا أنه لا يقهر ، هذه فضيحة ثانية بعد فضيحة الفشل الاستخباراتي لواحد من أقوى جيوش العالم، والجيش الذي زعموا أنه لا يقهر.
أرادت إسرائيل الخروج من فضيحة انكشافها السبت الماضي ، فدخلت في فضيحة أخرى اعمق من الأولى ، جرائم إبادة جماعية تغرقها في فضيحة أكبر ؛ ألة تضليل ضخمة وتهويل ارقام قتلاها دون أن تثبت بصورة واحدة لأطفال ونساء ، زعمت إحراقهم وقتلهم ، لتجعل منها آلة الإعلام الغربية سردية حقيقية على نحو مثير لتهييج الرأي الغربي وحشد القوة الأمريكية والأوروبية خلف المخطط والطموح الإسرائيلي لإفراغ قطاع غزة من السكان وتصفية القضية الفلسطينية.
لم تصمد الرواية الاسرائيلية الأمريكية كثيرا ، سرعان ما بدأ ينكشف زيفها وكذبها ، دفع ذلك بالكثير من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الغربية الى مراجعة مواقفها والإعتذار عن تسرعها في نشر المزاعم الإسرائيلية دون التريث والتروي ، بدى معها الموقف الاسرائيلي الأمريكي ضعيفا ومحشورا في الزاوية. كان للدبلوماسية العربية والإعلام العربي المناصر للقضية الفلسطينية دور جوهري في فرملة اندفاع الموقف الأمريكي والأوروبي خلف آلة القتل والإرهاب الصهيوني ، وفضح ادعاءاتهم الزائفة ،ومنع خطة ترحيل أبناء غزة والبدء بما يمكن وصفه حملة ضغط معاكسة لحملة الضغط الأمريكية الإسرائيلية.
بدأ ذلك من خلال الموقف السعودي القوي الذي اعلن رفض المملكة وبشكل قاطع استهداف المدنيين في قطاع غزة ورفض عملية التهجير والضغط بشدة على ضرورة رفع الحصار على القطاع ، لحقه الموقف المصري الذي رفض وبشكل قاطع السماح بخروج الرعايا الأجانب والأمريكيين من قطاع غزة عبر معبر رفح الا بشرط السماح بدخول قوافل الإغاثة الى القطاع ، ثم الموقف الأردني والقطري واليمني ، اتفقت جميعها على الرفض القاطع لما يحدث في غزة من قبل الكيان الصهيوني ، وقبل ذلك افشال المسعى الأمريكي لانتزاع ادانة صريحة من هذه الدول الإقليمية الفاعلة في المشهد الإقليمي والدولي لهجمات الفصائل الفلسطينية ، بل رد جميعهم دون تردد أن الإحتلال يتحمل مسؤولية كل ما يحدث. تحركات الدبلوماسية العربية الضاغطة ، اثمرت او نجحت كما تتحدث وسائل اعلام في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية إجبار الكيان الصهيوني على قبول هدنة انسانية كان مجرد الحديث عنها أو طرحها خيال وخرافة في نظر اسرائيل ، كما اثمرت أيضا بانتزاع موافقة اسرائيلية أمريكية بدخول المساعدات الإنسانية والإحتياجات الأساسية لسكان القطاع المحاصر منذ 20 عاما مقابل السماح بمغادرة الرعايا الأجانب والأمريكيين القطاع عبر معبر رفع ، اضافة الى ذلك تحذير شديد اللهجة وجهته القيادة المصرية لوزير الخارجية الأمريكي بخطورة الإجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة ، كل ذلك مثل انتصارا ثمينا للجهود والمواقف العربية الضاغطة.
ما ينبغي أن يفهمه صناع القرار الأمريكي والنخب الغربية أن الإنسان الفلسطيني والعربي لا يقل إنسانية عن المحتل الإسرائيلي والغربي ، والإنسانية وحقوق الإنسان كل لا يتجزأ والقوانين والإتفاقيات التي صيغت موادها صيغت لحماية الإنسان ايا يكن لون بشرته وجنسيته ومعتقده ، ولم تصغ لحماية البشرة الشقراء دون غيرها. أحداث غزة كانت بمثابة ميكروسكوب دقيق الفحص ، كشفت وعرت زيف القيم الأخلاقية والإنسانية التي كانت تتباها الدول الغربية بها وتدعي المثالية والتحضر وصون حقوق الإنسان ، وأثبتت أنها ليست سوى بروباجندا اعلامية تذروها رياح الأحداث حين يتعلق الأمر بلون البشرة الشقراء الداكنة أمام ألوان البشرة الأخرى ، مثاليات وقيم كان الغرب يتفاخر بالتميز بها دون غيره ، سرعان ما سقطت في مستنقع المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وغيرها ، وذابت بحرارة الأحداث وبدت كأنها مكياج لفحته اشعة الشمس.