عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
مأرب برس ـ خاص
هذه الجملة قالها حسن الراعي نائب السفارة اليمنية في المغرب ، وسبب هذه الجملة هي أن صاحبتها كانت ومازالت ضمن المعتصمين في ساحة السفارة بسبب إيقاف خمسون منحة عن مستحقيها والذين هم في غالبيتهم من ذوي الدراسا العليا كالماجستير والدكتوراه ، ولغة " ألزمي حدودك " لا تليق بمنصب دبلوماسي كما أنها لا تليق بأن توجه وبمثل تلك اللكنة إلي صاحبة مؤهل علمي كبير ستعود بفائدته على الوطن وعلى تعليمه .
ليس هذا وحسب ، فالجملة تلك تبعتها تهديد بالترحيل وبالتأثير على مستقبل المعتصمة لأنه يعرف مدير جامعتها ، بمعنى أنه سيتصل به ويخبره بأن هذه المواطنة غير مرغوب بها ويجب التصرف معها على هذا الأساس.
هل يبدو لنا الأمر طبيعيا ؟ فالطلبة لم يقوموا برجم زجاج السفارة ولم يرفعوا شعارات معادية للسفير أو لنائبه ، كل ما فعلوه هو اعتصام سلمي راقي كان يستحق التعامل معه بنفس ذات الرقي لا بتلك الحالة المتشنجة التي بلغت من نائب السفير أن يتصل بالشرطة المغربية حتى تتعامل مع الطلبة ، فعقلية هذا النائب حتى الآن لم تستطيع أن تستوعب ما يقوم به الطلبة ، فهو يعيش في عصر الكرباج والشتائم ، إلا أن الشرطة المغربية تجاوزت عقليته وأخبرته بأن ما يقوم به الطلبة يعد تصرف حضاري و متمدن ولا غبار عليه وأنه وحسب الدستور لا يحق لهم التدخل أو الاعتراض .
و نائب السفير يحاول بكل تلك التصرفات أن ينقل الصورة الحقيقية لكيفية تصرف النظام اليمني مع مواطنيه ، أنه الطبع حين يغلب التطبع.
إذا الأمر ليس طبيعيا ، وردة فعل السفارة غريبة جدا ، فأين هي المشكلة حين يخرج الطلبة مطالبين بحقوقهم المالية التي تم حرمانها منهم بلا مسوغ قانوني ، فالطلبة اليمنيون هم في أمس الحاجة لتلك المستحقات التي لولاها لما استطاعوا إكمال دراستهم والتي تعتبر للكثيرين منهم أهم عامل مصيري لهم ولمستقبلهم ومستقبل ذويهم ، بمعنى أن هذا الأمر لا يمكن التهاون أو المساس به ، وعليه أتمنى من السيد نائب السفير أن يرعوي قليلا ويهدءا أكثر ويعيد حساباته ، وليتذكر أن تهديد الناس في مستقبلهم هو أسوء أنواع التهديد ، وليخرج لنا وللإعلام ليخبرنا سبب حجب تلك المعونات عن مستحقيها بل والسعي الحقيقي لإيجاد طريقة لإعادة أموالهم بأسرع وقت ممكن ، لأن هذه وظيفته والتي تعني بأمور الجالية في تلك البلاد والاهتمام بمصالحها قبل كل شيء .
أزمة الطلبة في المغرب ليست هي الأولى التي نسمع عنها ، بل سبقتها عدة أزمات مشابهة وكلها تتعلق بتأخر المستحقات وتصل إلي مراحل مؤذية جدا بحياة الطالب في المهجر والذي به من المفترض أن يكون متفرغ فقط لدراسته لا لمتابعة مستحقاته في سفارات بلادنا ، بل صار كل سفير يمثل أنموذج للديكتاتور الذي يتعامل مع الطلبة بكل صلف وغرور وكأن تلك الأموال هي هبة أو مكرمة من ماله الخاص .
قضية الطلاب اليمنيين في الخارج هي قضية لا تقل أهمية عن أي قضية وطنية أخرى ، بل أنها تتعلق مباشرة بمستقبل جيل وشعب بأكمله ، لأن هؤلاء الطلبة يمثلون النواة التي ستقوم عليها بلادنا سواء من الناحية الأدبية أو الاقتصادية أو العلمية حيث أنها ستحمل لنا عقلية مغايرة عما هو سائد وستساعد على أحداث تغير بطيء وسلسل في المنظومة العلمية والاجتماعية ، فقط لو توفرت لهم البيئة والمناخ الملائمين .
آمل فعلا أن نجد حلول سريعة لطلبة المغرب وأن تتدخل الوزارات المعنية لكبح جماح الثائرين من المسئولين وإفهامهم بأن العمل الدبلوماسي يختلف كثيرا عن العمل الأمني البوليسي ، وأن العبث أو التهديد بمصائر الناس عمل لا يليق بدبلوماسي يمثل اليمن ، وكان الله في عون كل طالب يمني قادته أقداره على أن يكون مصيره متعلق بأيادي أشخاص قد يقومون بأي شيء دون ضابط أخلاقي أو خوف من رادع قانوني .
benziyazan@hotmail.com