تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة
في ندوة دولية عقدت مؤخرا في باريس بعنوان «تخيّل السلام» تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزهاء النصف ساعة ذكر فيها «الهجوم الإرهابي للسابع من أكتوبر» مرتين أو ثلاث، لكنه لم يشر إلى آلاف الضحايا الفلسطينيين والدمار الكامل لقطاع غزة إلا في جمل اعتراضية غمغمها بسرعة.
كان الرئيس الفرنسي آخر المتحدثين في افتتاح هذه الندوة التي نظمتها جمعية «سانت إيجيديو» الإيطالية بعد أن تحدث من المنصة ممثلون عن الأديان السماوية الثلاثة لم يتوقف عند مأساة غزة، كل بطريقته ودون إسهاب، سوى رئيس أساقفة كانتربيري الإنكليزية وممثل عن عميد مسجد باريس.
القضية ليست هنا وإنما في أن الكاتب الكبير أمين معلوف الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية، وكان من بين المتحدثين الثمانية في تلك الجلسة، لم يشر بكلمة واحدة إلى معاناة غزة بل ولم يشر بكلمة واحدة إلى ذلك القصف الإسرائيلي العنيف الذي كان يتعرّض له بلده الأصلي لبنان الذي جاء منه إلى فرنسا نهاية السبعينيات.
المفارقة الكبرى التي قفزت إلى الذهن وقتها، سواء في مواجهة ماكرون أو معلوف، هي شخصية فرنسية تجمع بين السياسي والمثقف، وكلاهما يرفض التماهي الأعمى والمهين مع الرواية الإسرائيلية لما جرى منذ عام، بل ولكل ما جرى دائما، قبل ذلك وبعده. هذه الشخصية هي دومينيك دي فيلبن، السياسي والدبلوماسي والكاتب والمحامي الذي احتل مناصب هامة في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، حيث كان وزيرا للخارجية (2002- 2004) قبل أن يصبح رئيسا للحكومة الفرنسية (2005 – 2007). إنه «الديغولي الأخير» كما وصفه لي أستاذ جامعي فرنسي، الذي اشتهر بخطابه التاريخي الرهيب أمام مجلس الأمن الدولي في 14 فبراير/شباط 2003، وفيه أعلن فيه رفض باريس لقيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لغزو العراق.
مضى دي فيلبن في آرائه إلى النقد اللاذع لسياسة باريس تجاه ما يجري في المنطقة العربية والتي أضاعت بالكامل تقريبا ما كانت تتمتع به من تميّز سواء في عهد حكم اليمين أو اليسار في العقود الماضية
كان دو فيلبن، ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، واضحا وصريحا فمع أنه أدان ما أقدمت عليه هذه حركة «حماس» فجر السابع من أكتوبر العام الماضي إلا أن ذلك لم يمنعه من الإشارة في حديث لقناة «بي إف أم» الإخبارية الخاصة، الموغلة في تأييد إسرائيل، إلى «فخ النزعة الغربية، وتضاؤل رؤيتنا … نحن وإسرائيل، الرؤية الغربية التي ترفضها أغلبية المجتمع الدولي اليوم». ويمضي شارحا بالقول إن هذه «النزعة الغربية هي الفكرة القائمة على أن الغرب، الذي أدار شؤون العالم لمدة خمسة قرون، سيكون قادراً على الاستمرار في القيام بذلك دون تغيير، وهو توجه نراه بوضوح، بما في ذلك في مناقشات الطبقة السياسية الفرنسية، التي تعتقد أننا يجب أن نواجه ما يحدث حاليا في الشرق الأوسط، بمواصلة القتال بصورة أكثر شدة، حتى أننا نتجه نحو ما يمكن وصفه بحرب دينية أو حرب الحضارات، مما يؤدي لأن نعزل أنفسنا بشكل أكبر على الساحة الدولية، وهذا منهج خاطئ».
ولم يتردد دي فيلبن منذ البداية في إبراز فشل الغرب في منع ازدواجية المعايير في التعامل مع القانون الدولي قائلا «نحن نعاقب روسيا عندما تهاجم أوكرانيا، ونعاقب روسيا عندما لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، ولكن وعلى مدى 70 عاما يتم التصويت على قرارات الأمم المتحدة، عبثا، ولم تحترمها إسرائيل».
ظل دي فيلبن وفيا لهذا المنطق، متحدثا دائما بأسلوب متدفق وجذاب، رغم كل ما تعرّض له من تشويه وشيطنة من الدوائر الفرنسية الموالية لإسرائيل. واصل الرجل مصارحة الرأي العام الفرنسي بما لا يحب سماعه، وبما لا يريد أو يتجرأ غيره أن يقوله، باستثناء بعض الشخصيات اليسارية وأشهرها طبعا جان لوك ميلنشون زعيم حركة «فرنسا الأبية». ظل هذا المثقف الكبير وفيا للمدرسة الديغولية التي تكاد تنقرض في فرنسا، كما ظل الشخصية التي يقول ما يقوله دون طموح سياسي وبعيدا عن مناكفة غيره لحسابات انتخابية أو غيرها فهو في غنى عن كل ذلك.
مضى دي فيلبن في آرائه إلى النقد اللاذع لسياسة باريس تجاه ما يجري في المنطقة العربية والتي أضاعت بالكامل تقريبا ما كانت تتمتع به من تميّز سواء في عهد حكم اليمين أو اليسار في العقود الماضية، ففي مقابلة أخيرة له مع «إذاعة فرنسا الدولية» قال بأن «فرنسا لم يعد لها من صوت على الساحة الدولية وهذه فضيحة بالنسبة للديمقراطية. وكل ذلك باسم ماذا؟! آه إنها الحرب، هكذا !! (سقوط آلاف القتلى المدنيين) ولهذا نحن في أوج العبث (أو اللامعقول)».
يقول هذا الكلام في حين يقول رئيس وزراء فرنسي سابق مثله هو إيمانويل فال بأنه «إذا سقطت إسرائيل، سقطنا نحن».، هكذا بكل بساطة، في ما يستمر الإعلام الفرنسي بأكمله تقريبا في تبني الروايات الإسرائيلية ودعمها إلى درجة أن مجلة «الإكسبرس» على سبيل المثال لا الحصر، اختارت في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر أن يكون غلافها هذا الأسبوع تحت عنوان عريض «عام من اشتعال معاداة السامية»!!.