مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية يناقش ذاكرة الإعلام الوطني وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة
يروج الكثير من المرجفين والأبواق الداعية للفتنة في مصر، لحدوث حرب أهلية وشيكة، في حالة عدم تراجع الرئيس محمد مرسي عن الإعلان الدستوري الذي صدر في الثاني والعشرين من نوفمبر الماضي، وهذه التخرصات تتردد من خلال وسائل إعلامية معروفة، تقف مما يجري هناك موقف نافخ الكير، ذلك الذي لا تشتم منه إلا رائحة منتنة، أو أن يحرق ثيابك وأنت تقترب منه.
إن الخبير بالشأن العسكري والحروب الأهلية، وبطبيعة الشعب المصري، ووعي هذا الشعب وحبه لبلاده الذي أصبح مضرب مثل لكل الناس، وكذلك طبيعة هذه البلاد وخصائصها الديموجرافية، وحاجة العالم أجمع لأن تكون مصر في حالة استقرار دائم، كل ذلك وغيرها، تقول بعدم حصول أي مواجهة من هذا النوع مستقبلا؛ فالشعب المصري أوعى من أن يُجر إلى مثل هذه الحالة على أقل توقع، ثم على ماذا ستقوم الحرب الأهلية، وأين؟ وما هي ملامحها؟ ومن هم رجالها المفترضون؟!
مصر لم تشهد حربا أهلية خلال قرن مضى، كانت فيه الكثير من الدول العربية والإفريقية والأسيوية تقع تحت ظروف حروب ونزاعات مسلحة كهذه؛ لأن الشعب المصري لم يكن وليس لديه ما يدفعه في هذا الاتجاه؛ حيث أن فرص السلام دائما ما تحتوي النخب المصرية المختلفة سياسيا، كسمة أصيله، وكثقافة سائدة ومكتسبة في الكثير من نخب هذا المجتمع وفي أغلب أزماته السياسية، ثم أنه لم يُعهد عن هذا البلد على طول تاريخه السياسي الحديث والمعاصر، أن لجأ إلى مسلك الحرب والمواجهات المسلحة طويلة المدى لحل قضاياه السياسية المتنازع حولها.
لقد ضحكتُ كثيرا وأنا أقلب في الذاكرة صورة أمراء الحرب المفترضين في مصر-على حد زعم أبواق الشر- فارتسمت لدي صورة أربعة من أولئك، هم: عمرو موسى، وحمدين صباحي، ومحمد البرادعي، وأيمن نور، وقد تمثلوا لي وهم يعيشون حياة الثوريين، أمثال: غاندي، وجيفارا، ومنديلا، وأوجلان، أو كابن لادن، والظواهري، نعم يعيشون شظف العيش وقسوة المناخ في جبل المقطم أو باديات الصعيد وبيداوات سيناء أو ومطروح!!
لهؤلاء الخراصين نقول: إن الاستخفاف بالعقل، حقارة لا يماثلها حقارة، وسقوط لا يماثله سقوط، مهما كانت غاية هذا الإعلام وهدفه السياسي الذي يعتبر ذلك السلوك أحد أدوات الصراع المشروعة، وهي تطل من خلال هذه الافتراضات البلهاء والهدامة والكذابة؛ لكن وعي أهل مصر لن يحقق مرامي أولئك الأفاقين الذين يتجلى همهم الأول في تحقيق المكسب السياسي، ولو كان ثمنه زعزعة استقرار وأمن مصر المحروسة.
بوركت يا شعب مصر، وبورك رجالك الحكماء، وأجنادك الميامين.