ثورة مباركة و مواطن احمق
بقلم/ علي الكمالي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 24 يوماً
الأربعاء 31 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:23 ص

باسم الثورة واسم الحرية وباسم الحقوق والمطالب يسجن من يسجن ويجلد من يجلد , تخرس افواه من اجل الثورة وتقتل انفاس باسم الدفاع عن الثورة , تستباح حرمات وتنتهك محرمات باسم الثورة ومن اجل الثوار , وفي سبيل تحقيق مطالبك يا ايها المواطن المسكين فلتنتظر ان يستريح المجاهدين ويترفهون فهم من قاتل ومن اقتحم ومن بذل. ممنوع انت من الانتقاد فالانتقاد نظام سابق وكافر بكل ادبيات الثوار الجدد, لا تشكك بطرق الثورة فانت جاهل عن مبادئ الحرية التي لم نلقنها لك في عقب بندق او زنزانة تعليمية, لا تقارنهم بسابقيهم فالفارق جلي وواضح بالرغم من الدرس هو نفسة ولكن تغيير الكراس والخطاط فاللون الاحمر اصبح اخضر والشيخ اصبح السيد وابدلنا مجاهد عوضا عن الفندم , لكنك يا مواطن يا مسكين لم تعي وتفهم فالصورة تغيرت والواقع اصبح مبهم فالرؤية اصبحت حكيمة والمقدس لهُ حكمة نتبعها و لا نبدل . ان الوطن الذي هو هم لن تفقهه او تعرف كيف يدو فانت مواطن مسكين اسمع واخضع وتصبغ .

طموح المواطن \"الاحمق\" البسيط في الثورة المباركة لا يمتد الى وزارة او مؤسسة او حتى ادارة عامه , طموح المواطن في العالم العربي كسرة خبر وعلاج ومسكن وتعليم, اشياء بسيطة مهملة لا تظهر الا في احلام المواطن وخطب الساسة وورق المسؤولين ولكنها مفقودة في الواقع كما فقدت من قبلها الكرامة والعزة والشرف وغيرها من المصطلحات المقرونة بالعروبة واخواتها اليتيمات, في بلد كاليمن اكثر ما يكون الطموح والحلم جريمة كالانتحار لأنها طريق ينتهي بالاكتئاب والحزن على ما اهدر من العمر في البحث عن المفردات السابقة بطرق مختلفة ولكن النتائج واحدة .قال احدهم كيف تتوقع ان تصل الى نتائج مختلفة وانت تمارس نفس المهام بنفس الطريقة كل يوم , وهذا شيء طبيعي واستنتاج بسيط لواقع مفهوم , لكن ماذا اذا كنت تمارس مهمة وبطرق مختلفة لكن النتائج واحده وان اختلفت صورتها فأي واقع هذا الذي يستمر في انتاج نفس النتائج بطرق ووجوه مختلفة.

عزيزتي الثورة المباركة منذ اعوام طويلة ونحن نحرث في ارض هذا البلد مرتجين زرعا طيباً نافع لنكتشف اننا د افسدنا انفسنا بالتفكير بكيفية التخريب اذا امكن , ووقفنا نتفرج على المتنازعين ينتزعون اشلاء ما تبقى من الوطن الذي بحثنا عنه فخرج مشوه, في الفكرة جاء 2011 كعام هب الشعب فيه محاولاً ان يكون هو صانع التغيير وبانية فتحولنا الى لبن تبنى بنا احلام مغرضه وطموحات ناهبة للداخل والخارج في وجوهنا حكام مجوفين محكومين بأيادي خفية مشوه تحركها اموال مسمومة بدفع من عقليات استعمارية وإمبريالية.

في نظر المواطن \"الاحمق\" على مدى 3 اعوام توالت من 2011م تقسمنا وتقسم المقسم الى اقسام وضعفت قوى اصبحت اقوى في الظل واخرى صعدت للسطح لتنهار بنهم المحروم الذي اطل على مائدة فاتخم منها حتى اصيب بكل داء وضعيف تقوى واستعان بخصومه ليذبح جلاديه ماضيا ويصافح خصوماً سابقين ويجلد الشعب ظنناً منه ان يخلصهم من العذاب بالعذاب , في 2014م اصبح الثورة ذريعة كل جلاد والمطالب سوط يجلد بها المطالبين والحقوق اغلال على رقابنا تثقل الطفل , فاصبح الشاكي مجرم والمجرم اصبح يدعي البراءة وكلاهما يشمت في الشعب.

ما لا يعرفه عرابي الساسة ان الوطن هو كسرة الخيز التي نقتاتها بعرق جبيننا والابتسامة في وجوه اطفالنا صباحاً عند الذهاب الى مدارسهم , الوطن هو فكرة نعيشها دون تردد بالرغم من كل ما يحاك وكل الانتكاسات , هناك امل بسيط يبقينا نحلم وهو ما يبقينا احياء للان ,قبل فتره وانا افكر في الوطن داهمتني فكرة فيلم تابعته منذ مده وهو فيلم مصري لأحمد حلمي بعنوان \"الف مبروك\" والذي تتحدث أحداثه عن تجربة فريدة لشخص عندما ينتهي اليوم يتفاجأ في الصباح بان اليوم يعاد بنفس الاحداث فيحاول في كل مرة ان يتعلم من الاخطاء وان يصححها وهكذا دواليك , وأتت الي الفكرة لماذا لا يحدث مع اليمن في التاريخ المعاصر او الوقت الحالي حتى نتعلم ونصحح الاخطاء وبعد تفكير عميق تذكرت ان الادوات كلها فاسدة سواء في العملية السياسية او اليومية فكل ناتج هو سيئ من سوء الادوات وان نجبر فقط في محاولة الاختيار بين احسن السيئ بالرغم من كل ماسية .