آخر الاخبار

القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة

أخطاء هاشمية قاتلة
بقلم/ مجلي احمد الجرباني
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 20 يوماً
الثلاثاء 02 سبتمبر-أيلول 2014 11:56 ص
عقب الحرب العالمية الأولى (1914م - 1918م ) انهارت الخلافة الإسلامية بتفكك الدولة العثمانية فسارعت كلاً من بريطانيا وفرنسا عام 1917م لتقاسم الهلال الخصيب من خلال صفقة سرية عرفت لاحقـــًا باسم سايكس - بيكو نسبة إلى الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيكو. بتلك الاتفاقية السرية بدأت حقبة جديدة من الاستعمار العسكري الأوروبي للوطن العربي تم بموجبها منح فلسطين كوطن قومي لليهود.
لطالما أتحد المسلمون تحت راية الخلافة مهما كانت ضعيفة لإيمانهم العميق بأنهم أمة واحدة عابرة للحدود الجغرافية والتباينات الإيديولوجية. الخليفة لم يكن مجرد ملكـــًا على إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بل كان يُـنظر إليه على نحو أكثر قداسة كونه لدى الأمة بمثابة نائبـــًا لرسول الله. لقد ضرب الاستعمار تلك العقيدة في مقتل عندما أوهم العرب بالحرية والاستقلال فيما عرف بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي الهاشمي أول من نادى باستقلال العرب عن الدولة العثمانية فأرتكب سليل آل البيت خطأ تاريخيـــًا بمراسلاته السرية مع الضابط البريطاني في القاهرة هنري مكماهون ولاحقــًا مع ثعلب الصحراء رجل المخابرات البريطاني المعروف باسم لورنس العرب. قطعــًا لقد تم خداع الشريف حسين من خلال اتفاقية سرية لم يتحقق منها إلا ما يُـعزز تفكك الأمة الإسلامية دون أن يُـسمح لهم بتأسيس خلافة جديدة, ولم ينل العرب استقلالهم بل انزلقوا إلى حقبة استعمارية أوروبية, وعاشوا تحت رحمة الوصاية والانتداب والحاميات العسكرية. وأكثر من ذلك أن تسبب الخطأ الهاشمي في تقسيم الوطن العربي إلى قوميات محددة بجغرافية سياسية وأقوام يتشبثون بجنسياتهم المختلفة بعد أن كانوا جسدًا واحد.
الكيانات العربية التي نالت استقلالها بعد ذلك من الاستعمار الأوروبي مكثت غير بعيد حتى أرتمى بعضها في أحضان المعسكر الشرقي الشيوعي بينما ألتحق البعض بسرب النظام الغربي الرأسمالي والسبب أننا أعتدنا أن نكون تحت الوصاية وكأننا أمة قاصرة لابد لها من ولي أمر. لم يعد هناك أي قيمة حقيقية لمصطلح الأمة بعد الاستقلال إلى جمهوريات وممالك ودويلات عدا بعض القواسم المشتركة المفروضة لاإراديـــًا مثل اللغة والدين والقبلة.
اليوم وبعد مرور سبعة وتسعون عامـــًا من سايكس بيكو الأم التي ستنطفئ شمعتها المئة في عام 2017م القادم ربما نشتم رائحة خدعة أخرى ستجعل المنطقة رهن الاعتقال لمئة سنة قادمة. لقد سمعنا من بوش الابن عن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير حسب قوله, والجديد هنا والكبير أيضــًا لن يأتي إلا بشرذمة الشعوب العربية إلى أقاليم فيدرالية ودويلات طائفية حدودها الجغرافية القادمة ستكون حسب المذهب, إذن هو شرق أوسط كبير على شاكلة غثاء سيل كما وصفه ميراث النبوة. لو تتذكرون معي أيضــًا الرئيس أوباما في حملته الانتخابية الأولى كان شعاره يتكون من كلمة واحدة هي ( تشينج ) وتعنى بالعربية التغيير, وهكذا حصد أصوات الناخبين الذين توهموا أنهم المعنيين بالتغيير لكن صناع القرار الأمريكي, وجماعة الضغط, واللوبي الصهيوني كانوا يقصدون تغيير خارطة الشرق الأوسط واستحداث حدود جديدة غير التي رسمها سايكس- بيكو قبل تسعة عقود ونيف, وبهذا الاستنتاج نكون قد عُـدنا بحفظ الله وسلامته مجددًا إلى عقدة المؤامرة التي ظننا – إثمــًا - لبرهة من الزمن أننا قد تخلصنا من أصرها والأغلال..!!

المجتمع العربي تتشكل نسبته الطاغية من طائفة السنة مع وجود أقليات شيعية وكردية, رغم الاختلاف الفقهي بين السنة والشيعة إلا أنهم تعايشوا قرونـــًا بسلام. لقد ظهرت النعرات المذهبية بقوة في السنوات الأخيرة, وبشكل يُــنبئ عن انقسام حاد بينهما, وينذر بصراع دموي طويل الأمد مما يهدد الأجيال القادمة ومستقبل المنطقة برمتها حيث ستشهد الساحة العربية حروبــًا تطهيرية مذهبية ذات طابع عرقي تكون الغلبة فيه للأقوى. الغرب ربما أصبح على قناعة أكثر من أي وقت مضى ومن خلال تجاربه المريرة في أفغانستان والعراق بأن السنة هي الطائفة التي تعيق تحقيق مصالحه وأطماعه في المنطقة إما بالمقاومة الشعبية أو بالعنف الذي تنتهجه بعض الجماعات كالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية لأنها مجموعات جهادية خرجت من عباءة السنة كجماعات سنية متشددة. إن الجماعات المتشددة ترى أن الغرب يخوض حربــًا دينية صليبية مقدسة لذا ينبغي الرد عليها بالجهاد الديني المقدس أيضــًا. إن القوى الدولية تـتـعمد عقد صفقات سرية مع الأقليات بحجة حمايتها حسب قانون الأمم المتحدة الذي يتعهد بحماية التعدد الاثني والأقليات العرقية كميراث إنساني ولن يتم ذلك إلا من خلال تحريضها وتشجيعها على إثبات وجودها من خلال إشراكها في العملية السياسية, والعمل على تغيير المعادلة داخل نسيج المجتمع العربي, وتفتيت القطر العربي الواحد إلى أقاليم فيدرالية مستقلة أو مناطق طائفية تتمتع بحكم ذاتي. وهنا يعود الخطأ التاريخي الهاشمي مجددًا حيث لا يخفى على الجميع أن هناك ثمة صفقة سرية بين أقلية يمنية تتلقى دعمـــًا ماديـــًا وعسكريـــًا وسياسيــًا من قوى إقليمية ودولية لن ينتج عنها إلا أمرين لا ثالث لهما: الأول, حرب مذهبية تطحن رحها مئات الألاف من الأبرياء في الجانبين. الثاني, ستعمل على تصدع الكيان الإسلامي من العمق وتفتيت المجتمع إلى طوائف هشة وإن كانت تتمتع بحكم ذاتي, وبالتالي يكون المناخ مهيأ لصعود قوة عظمى في المنطقة هي إسرائيل لا شريك لها. هذه الأقلية باعت نفسها للخارج, وجعلت من نفسها أداة تنفيذ لسلخ المجتمع المتعايش, وإذكاء نار الطائفية النائمة, تارة بدعوى المظلومية, وتارة بدعوى محاربة الفساد وإسقاط الجرعة, وتارة بدعوى محاربة أمريكا وإسرائيل, وكلها دعوات تدغدغ المجتمع المتدين البسيط رغم أن هذه الأقلية وطوال تاريخ الجمهورية لم تتعرض للظلم بل هي وليدة الجمهورية وربيبتها, لقد تمتعت هذه الأقلية بكل الحقوق والحريات, مارست طقوسها وعبرت عن فكرها ونشرت مذهبها دون اعتراض من أحد, وشاركت في مفاصل الدولة حتى بلغت مناصب قيادية عليا في السلكين المدني والعسكري. هذه الأقلية لم تضطهد, لم تقصى, لم تنفى, ولم تحارب إلا عندما شذت عن المجتمع والجماعة, وتمردت على السلم وهددت الأمن, ورفعت السلاح في وجه الجيش, ورأت نفسها فوق القانون والدولة, وأنزلت شراعها باتجاه الأمس بما يهدد النظام الجمهوري, وتحالفت مع الخارج ضد الداخل لتورث الخراب والدمار والحروب والفتن.
هل يكون السليل الهاشمي الجديد سببــًا في كل هذا الألم, والفشل, والاحتقان, والفتن؟ هل يجعل الشريف عبدالملك من نفسه طـُـعمــًا كالشريف حسين بقصد أو بحسن نية لن يكون المستفيد إلا قوى الاستعمار التي ستفرض سيطرتها على المنطقة وشعوبها بما في ذلك آل البيت؟ هل سيضرب السيد آخر مسمار في نعش هذه الأمة بحيث يقدم لإسرائيل فرصة ذهبية للصعود كقوة إقليمية لا تجد أمامها إلا طوائف متناحرة, ومذاهب متنافرة, وجماعات متناثرة؟
إن غزوك للمسلمين باتجاه الجنوب يفضح زيف الشعار وكذب الجماعة لأن أمريكا تقطن في جهة الغرب وإسرائيل في جهة الشمال. إذن عليك أن تجعل التصعيد على مرحلتين: المرحلة الأولى إما أن تضبط إيقاع بوصلتك مجددًا لتحدد الاتجاه الصحيح صوب الدول المستهدفة بين قوسين أمريكا وإسرائيل, فإن لم تستطع وهذا مؤكد ليس لأنها بعيدة عن خشمك, وإنما لأن من يغرق في دماء المسلمين حتى الثمالة لن يكون أهلاً لفتح بيت المقدس أو البيت الأبيض. إذن عليك بالمرحلة الثانية لأنها بسيطة وتنسجم مع فظائعك الدموية وهو أن تستبدل كلمات الشعار بما يتناسب مع غزوك لليمن وقتلك للمسلمين.
العصيد وجبة يمنية مشهورة موجودة في كل بيت, وبما أننا أمام جماعة مسلحة عمرها عشرون عامــًا, نشأت الجماعة بالأمس في صعدة, وتدعو اليوم إلى التصعيد, والنتيجة غدًا المزيد من العصيد السياسي, والعصيد الاقتصادي, والعصيد المسلح. حتمـــًا ستكون العصيدة كبيرة على معدة السيد إلى حد الشبع والبشم عندها فقط ستتغير الصرخة على النحو التالي: كـُـــل يا سـيد.. قال: كـُـــلي يا سـيـدة.