شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد ..
بعد تعدد خيبات القادة العرب في إدارة الاحتجاجات الشعبية ضد أنظمتهم بداية من تونس فمصر فاليمن فليبيا فالبحرين فالأردن وأخيرا وليس آخرا سورية، قد يكون مناسبا التبرع إليهم بهذا الدليل العملي لعلهم يجدون فيه ما يخفف من مصــــابهم.
وكما توجد في العالم كله منشورات تتضمن إرشادات للتصرف السليم والسريع في حالات تسرب الغاز والغرق والزلازل فلم لا نفكر أيضا في دليل خاص للقادة العرب يمكن أن نطلق عليه اسم 'أفضل المسالك لتجنب المهالك' أو 'أفضل الوسائل لاحتواء القلاقل' وتتمثل أبرز نقاطه فيما يلي:
ـ لا تطلق النار أبدا على مظاهرات الغاضبين والمعتصمين. هذا ليس حلا بالمرة، بل بالعكس ستُــؤجج المشاعر وتتحول جنائز الضحايا إلى مناسبات تظاهر جديدة أكثر قوة وإصرارا. بإمكان قواتك متابعة هذه المظاهرات وحمايتها فتبدو وكأنها في النرويج أو السويد وأنت من سيكسب من وراء هذا التصرف. إذا اضطرت هذه القوات مكرهة إلى التدخل فليكن بالوسائل المتعارف عليها دوليا لتفريق التظاهرات دون أن تطلق رصاصة واحدة وإن أطلقت فلتكن في الهواء... وفي الهواء فقط.
ـ لا تشتم هؤلاء المتظاهرين بوصفهم بالحاقدين والمندسين والموتورين والمنحرفين والحرامية والطائفيين والإرهابيين والمتعصبين والعمـــــلاء والفئة الضالة وأصحاب الأجندات الأجنبية. وطبعا يجب ألا تصل بك الأمور حد وصفهم بالجرذان والحشاشين ومتعاطي حبوب الهلوسة. هؤلاء في النهاية رعيتك وإن كانوا بهذا السوء وهذا القبح فأنت المسؤول عنهم أولا وأخيرا. أيضا لا تجتهد كثيرا في البحث عن كبش فداء تلقي عليه بالمسؤولية سواء كانوا قاعدة أو إخوان أو إسرائيل أو حتى فلسطينيين مساكين.
ـ لا تجعل إعلامك الرسمي يتجاهل ما حدث وكأن ما حصل من مظاهرات قد جرى في كوكب آخر ولا تفرض على هذا الإعلام الانخراط في الشتائم السابق ذكرها.
دعه يغطي ما حدث كما حدث مع إيراد وجهات نظر مختلفة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ومتشكك. إذا لم تفعل ذلك سينصرف الناس عن هذا الإعلام بالكامل ويتوجهون للإعلام الخارجي بغثه وسمينه. لن تجد فيما بعد من يتابع تلفزيونك الرسمي حتى من بين أقرب المقربين إليك.
ـ لا تبحث عن سيناريوهات مفتعلة وغير مقنعة لتأكيد أن الشعب يحبك ومتعلق بك حتى الموت، بمعنى لا تنظم مظاهرات شعبية تحمل صورك وعبارات الثناء الكثيرة لأن لا أحد يصدق عفوية هذه المظاهرات حتى وإن كانت عفوية فعلا. كما أنه ليس من الحصافة التعويل على هذه الجماهير لشد أزرك فالكل يعرف بالضبط كيف جيء بهؤلاء الذين لن تجد منهم واحدا يذكرك بكلمة خير يتيمة عندما تنقلب الأمور.
ـ لا تتأخر في الظهور على شعبك بكلمة غير طويلة ولا إنشائية. تحدث بعفوية، عــــزّي شعبك في من سقط من الضحايا إن كان هناك ضحايا (راجع الفقرة الأولى أعلاه). تحمل مسؤولية ما جرى بكل شجاعة ورجولة ولا تبحث عن شماعات . لا تبدو متغطرسا وقل لهم صراحة لقد 'فهمتكم' من أول مرة وليس بعد فوات الأوان فشعبك ليس ساذجا ولا غبيا.
ـ لا تعول على أجهزة الأمن وتقارير المخابرات فأغلبها كاذب وغير مهني وحريص على إبقائك رهين مشاعر التوجس والخوف الدائمين. لا تركن إلى هذه التقارير واجتمع بخبراء وسياسيين مستقلين ومعارضين فقد ينيرونك بآراء وتحاليل غير منافقة وهو ما لا يمكن أن تفعله بطانة السوء من حولك.
قد لا يكون ما سبق هو وصفة الدواء الشافي النهائي الذي لا سقم بعده ولكنك لا تخسر شيئا إذا ما جربته. هذا أفضل ألف مرة من تجربة ما سبق إليه غيرك وباء بخسران مبين.
ربما بعض ما في هذه الوصفة جربه أحدهم هنا أو هناك لكن لا أحد تجرأ على إتمام الوصفة كاملة ولا شيء يمنعك من أن تكون أول من يفعلها. تذكر دائما أن اللبيب من اتعظ بغيره وأن الحيلة في ترك الحيل. حاول... فذلك أشرف ألف مرة من تجربة المجرب فالمثل الشعبي عند بعض العرب يقول 'اللي يجــرّب المجرّب... عقله مخــــّرب'!
*عن "القدس العربي".