في بطولة خليجي 26: المجموعة الأولى ''حبايب'' وتنافس مثير في الثانية القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل
ربما يمكن القول بأن أهم «إنجازات» نظام علي عبدالله صالح في اليمن، هو: «النجاح» في تحقيق «الوحدة» بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، في العام 1990م، وكسب الحرب الأهلية التي اندلعت بين الشطرين اليمنيين التوأمين في العام 1994م. وما عدا ذلك، فقد مثل نظام صالح انفراد القلة التي يقودها بالسلطة الفعلية باليمن، وتهيئة أحد أبناء صالح لخلافته، في «رئاسة» الجمهورية.
وقد نتج عن هذا الاستبداد ــ المرفوض بشدة من قبل غالبية الشعب اليمني ــ الكثير من المآسي التي حاقت بالشعب اليمني الشقيق، وألحقت أذى كبيرا بالمنطقة، باعتبار أن القطر اليمني هو أحد أهم عناصر هذه الأمة، ومن أعرق مكوناتها. استمرت الجمهورية اليمنية كواحدة من «أفقر» بلاد العالم؛ لعدم العمل على تنميتها بشكل صحيح، عبر تقديم نفسها كطرف فاعل فيما يسمى بـ «محاربة الإرهاب». كان يمكن لو استغلت موارد اليمن استغلالا سليما، أن تصبح اليمن دولة مكتفية، ولا تحتاج إلى «مساعدات» اقتصادية، من هنا وهناك.
****
كما تفاقمت المشكلات السياسية، بقيادة قوى وطنية يمنية تتطلع ــ كما تعلن ــ ليمن أفضل. وتراجع الأمن، خاصة في المناطق البعيدة ــ نسبيا ــ عن العاصمة صنعاء. وأضحت هذه المناطق مرتعا خصبا للحركات الخارجة على القانون، وفي مقدمتها تنظيم «القاعدة»، وغيرها. وشكلت تلك المناطق أيضا بيئة مرحبة لتدخلات أجنبية معادية لا يقتصر أذاها على اليمن وحسب، بل ويعم كل المنطقة العربية الخليجية بخاصة. وقد رأت تلك القوى الأجنبية المعادية في أوضاع اليمن المتردية فرصة مواتية لها، كي تجعل من بعض أراضي اليمن السعيد قاعدة تنطلق منها، للإضرار بكل الأمة. وكان ذلك ممكنا بسبب ضعف نظام صنعاء الناجم من تآكل التأييد الشعبي له.
***
حتى «إنجاز» الوحدة تعرض ــ وما زال ــ لهزات مدمرة قد تتسبب ليس في انفصال الجنوب ــ كما كنا نعرفه ــ عن الشمال، بل قد تؤدي إلى تفكك كل اليمن إلى دويلات عدة، متنافرة ومتحاربة، وهو أمر يهدد بقيام «صومال» أخرى، في اليمن المبارك. وإن حصل ذلك ــ لا سمح الله ــ فإن كارثة هائلة تكون قد أصابت اليمن، وكل الأمة العربية والإسلامية.
وقد نشط «الحراك الجنوبي»، وغيره من القوى الانفصالية اليمنية، في العقد الأخير، مطالبا بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي، وعودة جمهورية اليمن الجنوبي إلى الساحة الدولية، كدولة مستقلة قائمة بذاتها ــ كما كان حاصلا. وبعض تلك القوى «تخجل» من الدعوة للانفصال علنا، فتنادي ــ عوضا عن ذلك ــ بالفيدرالية.
ورغم مرارة هذه الدعوات الانفصالية ــ بالنسبة لليمن، ولكل الأمة ــ إلا أن التحليل الموضوعي يوضح «وجاهة» بعض تظلماتها، ومشروعية كثير من مطالبها.
ولكن، ومع وجاهة معظم مطالب الجنوبيين، إلا أن ذلك لا يبرر دعوتهم للانفصال، خاصة وأن نظام صالح ساوى (تقريبا) في الظلم، بين كل مناطق اليمن. وهذا ما يجعل تحركات مؤيدي الانفصال النشطة، التي اشتدت مؤخرا، ذات أبعاد سلبية كبرى على كل اليمن، وبالتالي على كل المنطقة العربية، إذا أخذنا في الاعتبار المشهد السياسي اليمني الحالي المضطرب.
****
كل هذه الأحداث تجعل استمرار نظام صالح بمثابة نكبة على اليمن، وعاملا لا تحمد عقباه. لذلك، وبعد خروج غالبية الشعب اليمني للمطالبة (السلمية) بإسقاط نظام صالح، وتعمد هذا النظام استخدام العنف لكبح هذه الثورة، فإن من مصلحة نظام صالح، وكل المعنيين بأمن واستقرار اليمن، أن يرحل صالح ونظامه، وينشأ يمن جديد، موحد ومتطور، يديره نظام يمثل غالبية شعبه، ويعمل على خدمة المصلحة العليا لكل اليمن، ويقوم على دستور يمني جديد يعيد لليمن عافيته واستقراره، ويضمن تطوره للأمام.
صحيح، أن عدم الاستقرار السياسي الحالي باليمن لا يرد إلى «نظام» صالح وحسب. فهناك قوى محلية تسهم ــ عبر تقديم مصالحها الخاصة على المصلحة العامة اليمنية ــ في تفاقم وجع واضطراب اليمن. ولكن، وفى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ اليمن، فإن رحيل نظام صالح أفضل من الاستمرار في مواجهة الرفض الشعبي، وإشعال الصراعات.
ويجب على الفور تشكيل «مجلس انتقالي» من كل القوى اليمنية المؤثرة، يقف وراءها الجيش اليمني، وتنبثق عنه وزارة تصريف أعمال، حتى يكتب دستور جديد، تقام على أساسه انتخابات صحيحة، تقيم في اليمن سلطة يقبلها الشعب بحق؛ ولأنها خادمة له.
وهذا الأمر ليس مستحيلا، مع وجود «المبادرة الخليجية»، المؤيدة دوليا، والتي يمكن استخدامها كـ «مخرج» من الأزمة، وأيضا كخطوة أولى في «المدخل» ليمن جديد ومزدهر. ودون معالجة هذه الأزمة فورا سيندم كل المعنيين بما يجري في اليمن على ضياع فرصة الحل طويل الأمد.
*عن عكاظ