إلى المجاهدين الصادقين .. أبناء القوات المسلحة والأمن!
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 15 سنة و شهرين
الجمعة 16 أكتوبر-تشرين الأول 2009 05:53 م
إلى أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يقومون بواجبهم في التصدي لعصابة الفئة الضالة في بعض مديريات صعدة وحرف سفيان إنكم المجاهدون الصادقون أما هم فإنهم ضالون مضلون. إنكم تجاهدون في سبيل الله من أجل نشر العدل والإحسان. «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي» ويوصي بالوفاء بالعهود ويحرم الظلم والكذب والافتراء. العدل نقيض الظلم والإحسان نقيض الإساءة والفحشاء. يقول الله تعالى: «وقولوا للناس حُسْناً». إنكم تنصرون الضعيف وتعينون المظلوم وتنقذون المرضى. إنكم تعملون بقوله تعالى: «ويدرؤون بالحسنة السيئة» وبقوله تعالى: «اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم» وبقوله تعالى: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة» وبالحديث: خير الناس أنفعهم للناس وبحديث خيركم خيركم لأهله أي صلة الرحم. إنكم تدافعون عن التعايش والتسامح «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف إو إصلاح بين الناس» ابتغاء لمرضاة الله وليس بهدف الحصول على أي مكاسب خاصة. إنكم تتمثلون بالمؤمنين الحقيقيين وهم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ويستجيبون لربهم ويلتزمون بالشورى واذا ما أصابهم البغي وهم ينتصرون. إنكم تردعون الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق.
انكم تقاتلونهم من أجل اليمن. إنكم تقاتلونهم لإيقاف القتل. وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ، ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم لأن ذلك من عمل الطاغوت. أما الذين يقاتلون في سبيل الله فإنهم يتبينوون ولا يقولون لمن القى إليهم السلام لست مؤمناً يبتغون عرض الحياة الدنيا. إنكم تعتبرون قتل نفس واحدة بغير نفس أو فساد في الأرض كمن قتل الناس جميعاً.. إنكم تحرصون على إحياء الأنفس وليس على قتلها. إن الذين يقاتلون في سبيل الله فإن الله اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة ولذلك ما كان لهم أن يتخلفوا لأنه لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئاً ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح.
إنكم لم تبدأوهم بالقتال فالقتال أمر مكروه لديكم. كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، ومن الاعتداء فرض الرأي علي الآخرين.. قاتلوهم مثلما يقاتلونكم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل.. إنكم لا تقاتلونهم لتفرضوا عليهم رأيكم بل لمنعهم من فرض رأيهم على الآخرين.. ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيرا.. فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة. فالذين يقتلون في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم. أما الذين يقتلون في سبيل الطاغوت فهم في جهنم يعذبون محبطين نادمين. لأنهم يقاتلون في سبيل السلطة وفي هذه الحالة فإنهم لا ينصرون أبداً. فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
أنكم تقاتلونهم دافعاً عن الاسلام الذي يحض على احترام حقوق جميع المخلوقات في الحصول على الحياة الكريمة والعيش الحسن. يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلال طيبا. قل من حرم زينة الله التي أخرجها للناس والطيبات من الرزق قل هي للناس كافة في الحياة الدنيا خاصة بالمؤمنين في الآخرة، وبالتالي فانه يجرم تدمير الممتلكات وقلع الاشجار وردم الآبار وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات وتخريب الطرق أو قطعها أو إخافتها. فمن يمارس ذلك أو يبيحه أو يحض عليه فانه في الحقيقة يتبع خطوات الشيطان.. الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء. ذلك أن مثلهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون. فاذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما قاله فلان أو علان حتى لو كان هؤلاء لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون. إنهم يقتلون أولياء الله تقرباً اليه وكذلك فإنهم يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس لان ما يرغبون به مخالف للقسط.
إنكم تقاتلونهم للحفاظ على السلم الدولي. لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين. عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. إنكم تحاولون إزالة الفحشاء. لذلك فإنكم أنتم الذين تحبون الله ورسوله. اعلموا أن الله ورسوله والمؤمنين يتبرءون ممن يمارسون الفحشاء. إنكم تتقربون بما تقومون به إلى الله أما هم فإنهم ينفذون ما تأمر هم به شياطينهم.
أما الذين وقعوا في الفتنة فإنهم يقاتلون من اجل أن يستعبدوا الآخرين ويذلونهم، ولا شك أنهم بذلك ينشرون الظلم والفحشاء. إنهم بذلك يسخطون الله ورسوله والمؤمنين. إنهم يموتون من أجل إلباس الحق بالباطل. إنهم يمارسون ويأمرون بالفحشاء الفُحش والفحشاء والفاحشة هو القبيح من القول والفعل. وكل خصلة قبيحة، فهي فاحشة من الأقوال والأفعال. وكل شيء جاوز قدره وحده فهو فاحش. ولذلك فإن كل ما يدعون اليه وما يمارسون هو ظلم وفحشاء.
ومن علامات ضلال من تقاتلونهم ممن وقعوا في الفتنة إتباع خطوات الشيطان المتمثلة في التفرقة بين المؤمنين من خلال إتباع غير سبيل المؤمنين من خلال إعطاء الوعود الكاذبة والأماني الزائفة والتغرير بهم، ومن الناس من يعبدالله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وأن اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. فقد دفع الشيطان بهذه الوسائل ابن ادم لقتل أخيه حسدا فباء بإثميهما فأصبح من الخاسرين، وتحذيراً من ذلك فان الله كتب على عباده أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، وكذلك فانه يزين للمشركين قتل أولادهم.
انهم يقاتلون في سبيل الطاغوت ولذلك فأنهم لا يتورعون عن قتل إخوانهم لأتفه الأسباب. ها هو ابن ادم الذي حسد أخاه الذي تقبل الله منه قربانه طوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من الخاسرين، وهؤلاء هم اتباعه لانهم يستسهلون قتل غيرهم. فلا مكان عندهم لإحياء الانفس. فهمهم الوحيد القتل ثم القتل لسبب أو بدون سبب، ولذلك فإنهم يحاربون الله الذي خلق الخلق بقتلهم لخلقه. إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساد أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض. ذلك أنهم اتبعوا الطاغوت فمارسوا كما يمارس.. فكان مصيرهم مصيره.. ها هو فرعون يمثل الطاغوت فيسوم بني إسرائيل سوء العذاب يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم، وبذلك فهو يسن للمفسدين سبيلا. لكن عاقبة هذا السبيل معروفة أي الهلاك والخزي والعذاب الأليم.
لقد حرم الله الشرك وعقوق الوالدين وقتل الأولاد والأنفس التي حرم الله الا بالحق وعدم الاقتراب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأوجب العدل في كل شيء ومنه القول فاذا قلتم فاعدلوا لو كان ذا قربى. قل إن الله لا يأمر بالفحشاء وإنما يأمر بالقسط.
إن الذين يروجون للإفك هم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين وهم بذلك يتبعون خطوات الشيطان ولذلك فإنهم يستحقون العذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
إنهم لا يقاتلون دفاعاً عن النفس فحياتهم ليست مهددة وقد تم العفو عنهم مراراً لكنهم يصرون على القتال. فمن فحشهم تقديم طاعة قادتهم على طاعة الله ورسوله، ولا يقف الامر عند ذلك فإنهم يعتبرون كل من لا يفعل ذلك فهو غير مسلم، وكل من لايسعى لتحقيق ذلك من خلال بذل نفسه وماله فهو مذنب وسيذهب إلى النار. إنهم يرون أنه يجب استخدام العنف لتحقيق هذا الهدف.
إنهم يقاتلون من اجل فرض فهمهم للدين الاسلامي على العالم كله، وكذلك من اجل فرض الذل والمسكنة على غير المسلمين ابتداء من اليهود ثم النصارى ثم بقية الأديان الاخرى.. فالله تعالى يقول لا اكراه في الدين. لقد أمر الله ورسوله بالتبليغ فقط فان لم يستجب له فما هو عليهم بحفيظ ولا وكيل ولا حسيب وجبار.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. قد بين الله تعالى في كتابه الكريم أن نشر الإسلام لا يتم الا من خلال الدعوة والمجادلة الحسنة.. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحارب قريش الا بعد أن بدأت هي، وقد اقتصر حربه ضدها على رد العدوان. فها هو في المدينة يتعايش مع اليهود الذين وافقوا على التعايش، فقد حارب من نقض منهم العهد.
إنهم لا يقاتلون دفاعاً عن الإسلام. فمن فحشهم تقديم كلام البشر على الله ورسوله، ولذلك فإنهم يحرصون على نشره اكثر من نشر كلام الله ورسوله.. فالرسول صلى الله عليه وسلم سيشكوهم إلى الله يوم القيامة من ضمن بعض قومه الذين اتخذو القران مهجورا أي أنهم تركوه واتبعوا أهوائهم أو هواء بعضهم. فأي تدين حقيقي وأي علم حقيقي هو الذي لا يؤدي إلى مخالفة كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة مهما كان نسب مدعيه.. فاذا لم يتحقق ذلك في شخص فلا وزن لعلمه وصلاحه حتى لو ادعى أنه يحي الموتى، والدليل على ذلك أن الله في القرآن الكريم حث نبيه الكريم بان يضرب لامته مثل الذي منَّ الله عليه بآياته ولكن الشيطان أغواه فانسلخ منها فاتبع هواه واخلد الى الارض فأصبح من الغاوين. فإن لم يتمسك الإنسان بكتاب الله فانه يظل حتى لو كان قبل ذلك من أولياء الله المقربين.
لقد كان عليهم قبل الاقتداء بأي شخص كائناً ما كان مقارنة آرائهم بالقواعد العامة التي احتواها القرآن الكريم. إن ذلك واجب على كل مسلم.
ففهم القرآن وتدبره قد يسره الله لكل إنسان ولم يجعله حكراً على البعض. فالله يقول الرحمن علم القرآن أي أن الله يتولى تعليمه لكل طالب حق وهداية سواء كان متعلماً أو غير متعلم. يقول الله تعالى: «لقد يسرنا القرآن للذكر وللذكر فهل من مدكر»، ولقد رد الله طلب المشركين بان ينزل القرآن على رجل من القريتين عظيم بان هذا الامر من اختصاص الله وليس من اختصاصهم. فقال الله لنبيه ولامته من بعده (فاستمسك بالذي أوحى اليك إنك على صراط مستقيم).
لقد تولى الله حفظ كتابه ولم يكلف أحداً من عباده بذلك. إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون، واذا قري القرن فاستمعوا له وأنصتوا. إنا نزلناه قرانا عربياً لعلكم تعقلون وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً.. الله نزل أحسن الحديث متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله.. انه قرآنا عربياً غير ذي عوج، وما ذلك الا لتدبره عباده كلهم فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا. الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به. فأي كلام من عند غير الله قد يكون فيه الحق والباطل.. أما القرآن فكله حق. فلا يغني عن القرآن علم أي عالم ولا رأي أي عبقري على الاطلاق؛ لأن الشيطان يحاول بكل الطرق التأثير على الإنسان، ولذلك فإن الله يقول لنبيه ولامته من بعده: (وإما ينزعنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) ومن علامة التوفيق الإلهي أن يرجع المرء عن أي خطأ قد يقع فيه ولا يصر على ذلك.
ولذلك فانه لا أساس لما يدعونه من كرامات ومن خوارق ومن وقوف بعض مخلوقات الله معهم. إن ادعاءاتهم ذلك افتراء وتضليل. فغالبية هذه الادعاءات لا أساس لها في الواقع. والقليل منها تدل على إهلاك الله لهم. فاستماتتهم في القتال استدراج من الله لهم حتى يموتوا وهم ظالمون عقوبة لهم على ظلمهم للآخرين.
إنهم لايقاتلون دفاعاً عن اليمن، ومن فحشهم الإصرار على ترديد شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود. فعلى الرغم من عدم طرحهم هذا الشعار للحوار والنقاش بهدف إقناع الآخرين به فإنهم باشروا في استخدام مليشياتهم لإجبار الآخرين غير المقتنعين به على ترديده وكذلك اللجوء الى استخدام القوة ضد كل من يقف ضده اليمنيين ابتداء من المنتمين للهاشميين ثم المنتمين للمذهب الزيدي وسعيهم لتصديره إلى بقية العرب والمسلمين وعلى رغم فحش هذا الشعار فإنهم يحاربون إخوانهم في الدين والطائفة والمذهب والوطن. إنهم بعملهم هذا يضعفون الجيش الذي يحمي استقلال وسيادة اليمن مما قد يسهل للآخرين انتهاك ذلك. إنهم ينهكون اقتصاد اليمن مما يؤثر سلباً على كرامة وعزة أبنائه الامر الذي قد يؤدي الى فرض الشروط عليه.. إنهم يدمرون بعض شباب اليمن ويقتلون أبنائه الذين يدافعون عنه.
إنهم لا يقاتلون دفاعاً عن الأمة العربية والإسلامية. إن ما يقومون به من ممارسات تعمل فقط على إذلالها. فالأمم لا تبنى بالحروب وإنما تبنى بالعلم. إن الذي يبني الأمم كما وضح ذلك القران هو العدل والاحسان. فهل ما تقومون به من اعمال يتفق مع ذلك. يقول الله تعالى «هو الذي بعث في الأميين رسول منهم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة» ولم يقل ليقتلهم كي يكونوا قادرين على قتل أعدائهم، ويقول كذلك «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليكم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم».
قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين. إنكم انتم المجاهدون الصادقون. أما هم فإنهم رجس وإن ادعوا عكس ذلك.