توكل كرمان: قرار لبنان تسليم القرضاوي إلى الامارات إرهاب دولي وفضيحة أخلاقية صدور عدد جديد من مجلة البحر الأحمر .. دراسات وتحليلات سياسية عميقة بعد تعامل واشنطن الناعم مع الحوثيين .. معهد كوينسي الأمريكي يكشف عن خطط ترامب العسكرية لمواجهة اخفاقات بايدن في اليمن إسرائيل تنشر خارطتها التاريخية ابتلعت فيها أراضي أربع دول عربية السيفيرة البريطانية تكشف عن مؤتمر دولي لحشد الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اليمنية وتنفي روايات الحوثيين الإماراتية تضخ 20 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا الأمريكية قبيل ايام من تسلم ترامب الرئاسة هاكان فيدان يكشف عن مباحثات مطولة مع أحمد الشرع بخصوص مستقبل سوريا خلافات عاصفة بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان حول أحداث 7 أكتوبر الحوثيون يمنعون استيراد الدقيق عبر ميناء الحديدة .. لهذه الأسباب طائرة مسيرة حوثية تفشل في مهمتها بمأرب والجيش الوطني يسيطر عليها
ثقافة هدم البيوت التي لا يريد الحوثيون الكف عنها لكأنها تقع في صميم العقيدة، هي تعبير صارخ عن النزعة الإقصائية الإلغائية "الجاهلية القبائلية" للجماعة، تغذيها طقوس الهدم "بالتفجير" كإعلان عن "سيد" جديد للمكان، فهي سلوك حربي إحلالي أكثر مما هي سلوك بدائي تطهيري "تحريري".
هي- في رأيي- فعل احتلال لا فعل تحرير كما يصور منظرو الجماعة.
وهي ثقافة تجد أحد تبريراتها في استحكام النزعة الاصطفائية لدى أصحابها، وصورة الآخر "الوطني- المحلي" في خطابها ومنهجها، بما هو دخيل وطارئ يتوجب تجريده من أية صلات بالمكان.
ومن هذه الزاوية تأخذ غزوات الحوثيين في المناطق الشمالية "ذات الإرث والأغلبية السكانية الزيديين" طابع الحروب الاستردادية. يمارس القادة والمقاتلون الهدم- خاصة هدم دور الحديث التابعة للسلفيين- بروحية طائفية تستعذب اجتثاث الخصوم وأي مَعلم يُذكّر بوجودهم.
وهي، أيضاً وأساساً، كما يقول هنا الأستاذ القدير حسن الدولة- استناداً إلى كتاب المؤرخ الكبير يوسف محمد عبدالله "نصوص حميرية"- سلوك اعتمده سكان المناطق الجبلية في شمال اليمن منذ الدولة الحميرية.
***
ثقافة هدم البيوت هي برهان أكيد على أن جماعة الحوثيين، كما أي جماعة دينية عصبوية، لديها في ذروة فتوتها وعنفوانها ميل حاد إلى احتكار تمثيل مناطق بعينها وفئات سكانية من اليمنيين وتعميم نموذجها وفرضه بقوة السلاح حيثما تواجدت.
***
يحدث أن تجنح الجماعة- أي جماعة- إلى العنف بتعميم ثقافتها. ومن الثابت أن الحوثيين لا يوفرون فرصة من أجل توكيد أنهم مجرد جماعة منغلقة عند احتكاكها بالجمهور المحلي بعيداً عن العاصمة. ومن المفيد تسليط الضوء على هذه الثقافة ونقدها الآن قبل أن تأخذ حكم العادة، خصوصاً وأن الجماعة تواصل حملاتها باتجاه السهول والسواحل بكل ما يترتب على هذه الحملات من استحياء للماضي القريب لدى قطاعات من اليمنيين تختزن ذاكرتهم حملات عسكرية اعتبرها مؤرخو الأئمة فتوحات إسلامية!.
مطلوب، بالفعل، كنس هذه الثقافة والاتعاظ من تجارب الماضي, عوض التبرير السطحي لها، والتهوين من تأثيرها.