آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

بانوراما مملكة صالح
بقلم/ أمين طاهر الصلاحي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
السبت 05 مايو 2012 04:43 م

في حقبه من الزمن بدأت اليمن في إرساء خطاها الحقيقة لدولة مدنية في ظل قيادة مؤسس الدولة المدنية الحديثة (الرئيس إبراهيم الحمدي) قامت تلك القيادة في رسم الخطط والسياسات الهادفة إلى نمو اليمن وتطوره ونهضته . والى تعزيز مبدأ المواطنة المتساوية ، وتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية وتمكين القانون من حكم البلاد . وإعادة مجد اليمن السعيد ، الذي غاب في أروقة الحكم الإمامي لعقود من الزمن .

توجس المرجفون في الداخل والمتأمرون من الخارج ، والطامعون في الحكم من تلك التوجهات وبدأو بحبك المؤمرات والخطط الإجرامية التي انتهت بتنفيذ جريمة إغتيال رائد المدنية الرئيس ابراهيم الحمدي.

وصل الرئيس المخلوع الى كرسي الحكم وفق معطيات تلك الفترة من الزمن ، مُهدت السبل ، ويُسرت الصعوبات ،،، لينتهي به المطاف الى رئيس الدولة !!

ساهمت الزعامات القبلية والقيادات الوطنية المتخوفة من سيادة دولة النظام والقانون ، بالتعاون مع دول الجوار "ذات الأهداف المرحلية في اليمن" في إنتاج نظام صوري ، هش البنية عقيم الرؤية ... نظام مطلق الولاء لتلك الدول ، ليس بمفهوم الولاء القائم على تبادل المصالح والمنافع لما يخدم مصلحة الشعب ككل , لكن بولاء الخنوع لسياستهم والارتهان لقراراتهم .

سُلبت الإرادة السياسية ، أصبح النظام مكبل بولاءاته ومقيد بإرتهاناته الآسرة . لا يأبه بنهوض اليمن او تطورها ، ترك مصلحة الشعب واتجه للمصلحة الذاتية والعائلية ، كانت النتيجة أن تربعت اليمن المراتب الأولى في الفقر وتدهور الاقتصاد وتدني مستوى دخل الفرد ، والجهل وانتشار الأمية وانتهاك الحقوق والحريات وانعدام المواطنة المتساوية وغياب دولة القانون .

تشدق الرئيس المتهالك بإيجاد : نظام ديمقراطي - انتخابات - حرية رأي وتعبير ؛ فكانت تلك الادعاءات بمثابة حقنة تخدير للشعب ، يمارس طقوسه الديمقراطية الموسمية والنتيجة معروفه سلفاً ، فواقع الأمر يعرفه كل اليمنيين : المؤسسات الديمقراطية أفرغت من محتواها وحول مسارها ، لتصبح بعد ذلك أحد تبويبات الولاء العائلي وابرز جيوب الفساد الحكومي . فنتجت القيادات الهزيلة الغير مؤهلة الطامعة في نهب خيرات البلاد رافعة حلة التقديس والتعظيم ،، ليمنحها سيدها مفاتيح خزائن الدولة تسرح وتمرح فيها كما تشاء ، فانقضت بمخالبها تعبث وتنهب بثروات ومقدرات اليمن ، غير آبه بآهات وآلام الشعب المغلوب على أمره.

عمد النظام العائلي الى تجسيد نظام حكمه باللعب على توازنات قبلية وسياسية وعسكرية فالتوازنات القبلية (حدث ولا حرج) اليمن كما هو معروف مجتمع قبلي ، له أعراف وتقاليد ، لكل قبيلة شيخ يتزعمها القبيلة لها بعدين الأول (اجتماعي ) وهو المتعارف عليه لدى مختلف القبائل اليمنية له مزاياه الحميده كالتعاون فيما بين إفراد القبيلة او الوحدة في صفوف القبيلة ، والوقوف ضد الأعمال اللا أخلاقية ، والمساهمة في حل الإشكالات بين القبائل المتناحرة ... الخ. 

والآخر (سياسي ) وهو البعد المدعوم من زعامة المملكة الصالحية ويتمثل في فرض قانون القبيلة على قانون الدولة ، والإقرار بأحكام القبيلة على أحكام المحاكم والمراكز الحكومية حتى لو خالفتها ، وممارسة الترجيحات السياسية في الانتخابات تباعاً لما يريده شيخ القبيله ، لينتهي بمشايخ القبائل ممثلي الشعب لحزب (الصالح) في مجلس النواب المجلس ، المجلس التشريعي والدستوري الأهم في ركيزة الدولة ، فكانت النتيجة ان غالبية أعضائه أناس أميين لا يفهمون لغة الكتابة فكيف سيتقنون لغة التشريع ومصطلحات القانون والدستور.

عزز النظام نفوذ هذه الزعامات القبليه لتكون نداً لتلك الزعامات المُجمَع عليها في قاموس القبيلة اليمنية ، (الغير موافق للسياسات التدميرية التي يمارسها النظام في حق ابناء الشعب اليمني ). سخر لها مؤسسات الدوله وأغدق عليها الأموال ووفر لها الحماية وأنشأ من أجلها مؤسسة رسمية في بلد ديمقراطي من سمع عنها تعجب وسخر من وجودها (مصلحة شؤون القبائل) . هدفه من ذلك إيجاد صراع قبلي قبلي لإنهاك القبيلة وتشظي وحدتها ، واستمرار الصراع والثارات ليخلو له الجو للتفرد مع عائلته في حكم البلاد وسلب ثرواتها .

اعتمد على آلية ممنهجه وخطيرة بعيدة المدى ، تجاهل وجودها كثير من المعارضين والمختصين في الشؤون اليمنية. قام بإنشاء قاعدة عسكرية ذات توجه عائلي محض ، واوجد كيانات عسكرية اُسرية مماثلة للكيانات العسكرية المشروعة والمنصوص عليها في نظام الدولة اليمنية ؛ فأسس الحرس الجمهوري مماثل للجيش اليمني - والأمن المركزي بديل عن الأمن العام - وأوجد الأمن القومي ليسحب البساط عن الأمن السياسي .

عين أقاربه (عقاربه) على تلك المملكة العسكرية الصالحية... ليشكلوا حصن منيع يصعب اختراقه او هدمه ، يضمن استمرار حكمهم وبقاء نفوذهم ، ويحافظ على كرسي الحكم المبرمج على نظامهم الأسري والممغنط على جينهم الوراثي

ظهرت حقيقة تلك السياسات وبَرزت سوئتها للعالم ؛ فالتكوينات العسكرية العائلية شرعت في تنفيذ خطتها ، إنتهجت سياسة التدمير والخراب في حق أبناء اليمن عندما خرجوا بثورتهم السلمية رافضين سياسة تصفير العداد. اوغلت تلك التكوينات العسكرة العائلية في قتل االثوار المسالمين ، وشردت الالاف من المواطنين ، وفككت وحدة اليمنيين . تمردت على الشرعية الدستورية ونهبت مؤسسات الدولة وسرقت الاسلحة والاموال وتطاولت على الثورة والثوار.

رغم تلك الممارسات الهمجية بحق ابناء الشعب اليمني ، إلا أن إرادة الثوار هي المنتصرة ، والثور قالوا كلمتهم الفاصله ،،، "وداعاً للملكة الصالحية" . الشعب يريد دولة مدنية.